تقرير: عماد فريج

وجّه طلبة جامعة الخليل، اليوم الخميس، من خلال صندوق الاقتراع، صفعة قاسية لحركة حماس ومشروعها الانفصالي، وجددوا ثقتهم بالسيد الرئيس محمود عباس ومواقفه الثابتة، بعد اكتساح حركة الشبيبة، الذراع الطلابي لحركة "فتح" لانتخابات مجلس طلبة الجامعة بحصدها 30 مقعداً من أصل 41 مقعداً.

وجاءت النتائج صرخة مدّوية حملت رسائل كبيرة لكل الجهات المتآمرة على شعبنا وقضيته ولأصحاب المشاريع التصفوية المشبوهة.

ولا يمكن المرور عن هذه النتيجة مرور الكرام، وعلى القاصي والداني أن يدرك بأنها استفتاء شعبي وانتصار حقيقي لمواقف سيادته الرافضة لصفقة العار وللدولة ذات الحدود المؤقتة في هذه المرحلة المصيرية، كما أنها وقوف واضح خلف الرئيس في تحديه لمشاريع تصفية القضية الفلسطينية، وثبات موقف سيادته الشجاع تجاه القدس العاصمة، وتأييدا لا لبس فيه لدعمه لأسر الشهداء والأسرى والجرحى.

في المقابل، هي رسالة واضحة لحماس التي بدأت بخسارة الشارع الفلسطيني بعد أن ظهرت على حقيقتها، من خلال قمعها الهمجي لأبناء شعبنا في قطاع غزة، وتماهيها مع "صفقة القرن" وتنسيقها "الحلال" مع الاحتلال، وتقديمها أوراق الاعتماد للاحتلال والإدارة الأميركية بنشر عناصرها على امتداد الحدود الشرقية لقطاع غزة، تنفيذاً لتفاهماتها مع الاحتلال من أجل سماح الأخير بإدخال الأموال المشبوهة التي تؤسس لانفصال غزة بعيداً عن الجسد الفلسطيني ضمن "صفقة العار".

وفي هذا السياق، رأى الكاتب والمحلل السياسي عبد المجيد سويلم أن هذه النتائج هي "أول مؤشر رسمي بعد الهبة الشعبية العادلة في قطاع غزة، والتي خرجت بصورة ارتجالية وعفوية للمطالبة بالحد الأدنى من الحقوق، لكن حركة حماس استخدمت ضدها البطش والعنف المفرط والوسائل الهمجية القمعية"، مشيراً أن النتائج عكست تهاوي وانحدار كبير في شعبية حركة حماس في الضفة الغربية.

وأضاف: "أعتقد أن هذه الخسارة ستكون مضاعفة في قطاع غزة، بعد السياسة التدميرية التي انتهجتها حماس للنسيج الوطني والاجتماعي والاقتصادي الفلسطيني".

ولفت سويلم إلى أن "حركة حماس لا تجرأ على إجراء أي نوع من الانتخابات في قطاع غزة، لأنها تعرف حقيقة ما وصلت إليه الأمور من الانحدار في شعبيتها، وعندما تشارك حماس هنا وهناك في الانتخابات في المحافظات الشمالية، فهي تحاول بصورة أو بأخرى أن تستعيد بعض الزخم الذي كان لديها في بعض الجامعات"، موضحاً بأن هزيمة حماس المدّوية ستؤدي إلى أزمات داخل الحركة.

في سياق آخر، يرى سويلم أن نتائج الانتخابات تعكس تعزّز صورة حركة فتح بين جماهير شعبنا، خاصةً بعد المجابهة الشجاعة والوحيدة للرئيس محمود عباس في وجه السياسات الأميركية والإسرائيلية الهادفة إلى تدمير المشروع الوطني، بالإضافة إلى موقف القيادة الفلسطينية الحازم والشجاع في مسألة مستحقات أسر الشهداء والأسرى، ورفضها رفضاً قاطعاً لأي ابتزاز في هذه المسألة.

وأشار إلى أن نتائج انتخابات جامعة الخليل تعكس ثقة الشعب الفلسطيني بحركة فتح.

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي عمر حلمي الغول إن فوز الشبيبة الفتحاوية في انتخابات جامعة الخليل يعكس تواصل ممثليها مع الطلبة وهمومهم وتعبيرهم عن مصالح الطلبة من جانب، ونتاجا لاستياء الشارع الفلسطيني من الجرائم التي ارتكبتها حركة حماس في المحافظات الجنوبية ضد الحراك الشبابي والشعبي "بدنا نعيش" من جانب آخر، خاصة بعد أن مثلت ميليشيات الانقلاب الأسود بالجماهير الفلسطينية، وما زالت تمارس حتى اللحظة الاختطاف والاعتقال والضرب المبرح بطريقة همجية بحق أبناء شعبنا، موضحاً بأن الحركة الطلابية في الجامعات تمثّل النبض الحقيقي للشارع الفلسطيني.

وأشار الغول إلى أن النتائج تعبّر عن تقدير جماهير الطلبة للسياسات التي يقودها الرئيس محمود عباس في المنابر المختلفة، ورفضه لصفقة القرن، وتصديه للانتهاكات الإسرائيلية وقانون القومية العنصري، وتمسكه بالثوابت الفلسطينية والدفاع عنها في كافة المحافل الدولية، مضيفاً بأن ما تحقق من فوز لحركة فتح في جامعة الخليل هو وفاء من جماهير الطلبة لمنظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لأبناء شعبنا، والتي تقودها حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح".

وأوضح الغول بأن حركة الانقلاب الأسود "حماس" لا تريد أي شكل من أشكال الديمقراطية في محافظات الجنوب وتعمل بكل الوسائل القمعية لتكميم الأفواه والحؤول دون أي حراك ديمقراطي داخل الجامعات أو المدارس الثانوية أو النقابات، مشيراً إلى أن ما تقوم به حماس يعكس منطقها ورؤيتها المعادية والمتناقضة مع مصالح أبناء شعبنا وخيار الديمقراطية والتعددية وحرية الرأي والتعبير.

إلى ذلك قال المتحدث باسم حركة فتح أسامة القواسمي، إن هذه النتائج التي دوت عاليا من جامعة الخليل، تؤكد الالتفاف الجماهيري حول فتح ومشروعها الوطني وموقف الرئيس محمود عباس تجاه القدس وصفقة العار وملف أسر الشهداء والأسرى، وتصديه للمؤامرة التي تحاك من أميركا وإسرائيل وبتواطؤ جهات ارتضت لنفسها الخيانة.

وأكد القواسمي أن الشعب الفلسطيني يثبت مرة تلو الأخرى أنه شعب عظيم بوعيه الوطني، وبحسه الذي يميز بين الخبيث والطيب، وبين الصادق والمنافق، وبين الذي يخدم الدين ويستخدمه لغايات دنيوية رخيصة، معبرا عن فخر حركة فتح للنهج الديمقراطي الذي نكرسه بين أبناء شعبنا على عكس ما تفعله حماس في غزة من تكريس لنظام قمعي بوليسي.

والجدير ذكره أن الكثير من المراقبين يرون في انتخابات مجالس الطلبة في الجامعات، وسيلة لقياس اتجاهات الرأي العام تجاه الأحزاب السياسية، باعتبار الجامعات بيئة ممثلة للشارع الفلسطيني ككل.