أكد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، أن المسجد الأقصى وكل فلسطين في معاناة شديدة نتيجة الاحتلال والتوطين والاضطهاد، وأن الصهاينة لا يحتلون الأرض فقط، ولا يضطهدون الناس ويهجرونهم وحسب، بل يريدون إلغاء الآخرين دينًا ووجودًا اجتماعيًا وإنسانيًا وسياسيًا.

وقال دريان في رسالة له اليوم الثلاثاء، لمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج "أدعو كل المؤمنين إلى التعاون والتضامن مع الفلسطينيين، ومع العاملين لإحقاق الحق، من أجل بقاء الدين واستنقاذ الأرض."

كما دعا دريان المسلمين والمسيحيين في المنطقة وفي العالم كله الى السعي للحفاظ على شمولية الدعوة الإبراهيمية واشتمالها ووحدتها مهما كلف الأمر.

وشدد على أن الأرض التي قام عليها المسجد الأقصى وما حوله هي أرض مباركة، لأنها أرض قداسة وعبادة وأمن وأمان، وتساءل "هل هناك انتهاك أعظم مما يقوم به المحتلون في القدس وفلسطين والأرض المباركة من قتل وعسف واستحلال للدم الحرام وتعرض لمواطن العبادة والصلاة"؟

وأكد دريان أن تلك الأرض المباركة محتلة وحرماتها الدينية والإنسانية منتهكة وغير مصونة، معتبرًا إن الذين يحتلون القدس وفلسطين يرتكبون جريمة مقاتلتنا في ديننا، وجريمة إخراج إخواننا الفلسطينيين من أرضهم.

وأضاف: "علينا أن نكون على وعي بذلك، وألا ننسى، أو نذل أو نتنازل، لا عن الأرض المباركة ولا عن القدس ولا عن المسجد الأقصى. إن الرسالة الأولى في سورة الإسراء، هي رسالة المسجد الأقصى والقدس والأرض المباركة، التي لا يصح تجاهلها، ولا التخاذل أمام أعبائها.

وتابع دريان، "وهؤلاء إخوتنا في فلسطين، يقبعون منذ عقود وعقود تحت الاحتلال والقصف الإسرائيلي، ثم هم لم يستطيعوا التوصل إلى اتفاق فيما بينهم، يساعد في صمودهم، ويعنى بالوفاء لشهدائهم وأطفالهم وشبابهم في المعتقلات الصهيونية."

واعتبر أن العرب أقوياء بتضامنهم وتكاملهم واتحادهم وبالمحافظة على هويتنا وأصالتنا العربية، مؤكدًا إن "ما نشهده اليوم على صعيد واقعنا العربي مؤلم، ولكن المؤمن لا ييأس، بالأمس صدر عن القمة العربية في تونس، نتائج أيقظت الأمل والعزم في وجداننا، وسنبقى أقوياء ما دامت ثقتنا بالله راسخة، وبأنفسنا متينة، وبعروبتنا قوية، وما دامت لدينا قضية مصيرية لن نتخلى عنها، هي القضية الفلسطينية، القضية العربية والإسلامية الأولى."