بقلم: حسن بكير
نظَّمت "م.ت.ف" وجبهة التحرير الفلسطينية، حفلًا تأبينيًا للشهيد القائد الوطني عضو المكتب السياسي ومسؤول العلاقات السياسية لجبهة التحرير الفلسطينية عباس محمد دبوق "عباس الجمعة"، بحضور عضو مركزية "فتح" عزام الأحمد، وسعادة سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، وأعضاء المجلس الثوري: فتحي أبو العردات ورفعت شناعة وآمنة جبريل، والأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور واصل أبو يوسف، وممثل السفارة الإيرانية، وقيادات حركة "فتح" التنظيمية والعسكرية والأمنية من كافة المناطق اللبنانية، وقادة وممثلي الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، وممثلي حزب الله وحركة أمل، وقادة وممثلي الفصائل والقوى الإسلامية الفلسطينية، وممثلي المؤسسات والجمعيات والتيارات والهيئات والروابط اللبنانية، والوفد الفلسطيني المشارك في أعمال المؤتمر الاقتصادي، وشخصيات دينية، وحشودات شعبية من مخيمات لبنان، وعائلة وذوي وأقرباء وأصدقاء الشهيد، وذلك في سفارة فلسطين- قاعة الشهيد ياسر عرفات يوم الخميس 2019/1/17.
بدايةً ألقى عضو مركزية "فتح" عزام الأحمد كلمة جاء فيها: "نقف في هذه اللحظات لنتذكر ونؤبن قائد فلسطيني جسّد التلاحم الفلسطيني اللبناني العربي هو وإخوته الشهداء الثلاث الذين استشهدوا قبله، أبناء صور من أجل الدفاع عن القضية الفلسطينية والحقوق الفلسطينية الثابتة، قضية الأمة العربية الإسلامية، قضية قوى التحرر والتقدم في العالم، نعم هكذا عرفنا ابن صور الشهيد القائد عباس دبوق، فقدناه مبكراً لم يكن مقاتلاً فقط إنما كان مفكراً وكاتباً جريئاً، قلمه كان وحدوياً بعيداً عن الذاتية والأنانية، وأنا تابعت عن بعد كثيراً من مقالاته وهو يعبر عن ألمه وحزنه لحالة الانقسام التي أصابت الساحة الفلسطينية، ولكن كان جريئًا في توجيه النقد وممارسته، وهو يدعو لإنهاء الانقسام البغيض، ويدعو إلى الوحدة الفلسطينية الداخلية لأنه كما هي قناعة كل فلسطيني شريف وفلسطيني يؤمن بفلسطين، فلا إنهاء للاحتلال ونحن منقسمون، ولا دولة فلسطينية وهناك انقسام في الساحة الفلسطينية".
وأشار الأحمد إلى موضوع الاستيطان الذي تضاعف في فترة الإثنى عشرة عامًا أكثر من خمسين مرة، ولفت "أن تهويد القدس وصل مراحله الأخيرة، حيث وصل إلى الخان الأحمر، بوابة القدس الشرقية، وأن الشعب الفلسطيني لم يتعب ولن يكل، وسيبقى يتصدى لهم، والمقاومة الشعبية التي استهزأ بها البعض الفلسطيني والعربي، والآن أصبح الكل الفلسطيني والكل العربي والكل اللبناني في لبنان أصبحوا يتغنوا بالمقاومة العربية بعد أن أثبتت أنها فعلاً هي شكل من أشكال المقاوم، وحرب الشعب الطويلة الأمد التي تربينا عليها ونحن صغار، وأشكال النضال متعددة ومنوعة وفق الظروف المتاحة".
ودعا الأحمد إلى تعزيز وحدة منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وباعتراف عربي ودولي، كما دعا إلى القضاء على آفة الانقسام وإحياء إعلان القاهرة 2005 لاحتضان الأخوة في الجهاد وحماس لينضموا إلى صفوف الجبهة الوطنية العريضة،لافتاً "أن الوطن المعنوي للشعب الفلسطيني اسمه منظمة التحرير الفلسطينية، والأمم المتحدة بقرارها عام 2012 عندما قبلت دولة فلسطين عضو مراقب من الأمم المتحدة قالت أن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير هي حكومة دولة فلسطين، لنفهم معنى هذا القرار ونسير نحو تجسيد قيام دولتنا الفلسطينية".
وتحدث الأحمد عن شخصية ومناقبية الشهيد، واصفاً إياه انه عاش مقاتلاً؛ مناضلا سياسياً؛ مقاتلا هو وعائلته التي بالفعل تعطي النموذج للعطاء والتضحية، وعاهد الأخوة في جبهة التحرير الفلسطينية وعائلة الشهيد وكل المناضلين الفلسطينيين واللبنانيين والعرب، الحفاظ على المبادئ والأهداف التي سقط من أجلها عباس دبوق وقبله عشرات آلاف الشهداء وسيد الشهداء أبو عمار الذي رفض الاستسلام وهو محاصر في عرينه في المقاطعة ومعه أكثر من 400 مقاتل.
وتابع الأحمد: ربما أخونا أشرف كان أحد المحاصرين عندما فك الحصار عن مبنى المقاطعة، لقد عاش في تلك الفترة وفي ثلاث غرف لا تزيد مساحتها عن سبعين إلى 75 متر وبين الحطام، أكثر من 400 مقاتل أولهم الشهيد ياسر عرفات، وهو لم يترك رشاشه من يده، وقالوا له استسلم معك عشر دقائق، وبعد أن صلى الاستخارة أطلق صيحته الشهيرة "يريدونني أسيرًا أو طريداً أقول لهم شهيداً شهيداً".
ونقول لشهيدنا عباس سنبقى أمناء على تلك المبادئ التي سقط من أجلها آلاف الشهداء، حتى الرمق الأخير لم تيأس وبقيت مؤمناً، نعم ونقول حلم ياسر عرفات شبل فلسطيني وزهرة فلسطينية سيرفع علم فلسطين دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة فوق مآذن القدس وكنائس القدس وأسوار القدس عاصمة الدولة الفلسطيني.
ونقول لترامب خسئت أنت ونتنياهو ولكل المتحالفين معكم أو المترددين أو المتواطئين من أي جهة كانت عرباً أو غير عرب، وكما قال قائدنا أبو مازن الذي حمل الأمانة وكان حريصاً وقال أحمل القلم ولا تقولوا أقلد ياسر عرفات، إنما هذه أمانة لن يخلق من يتنازل عن القدس وعن حق العودة لأبناء اللاجئين الفلسطينيين أينما كانوا داخل فلسطين أو خارجه.
وأشار الأحمد إلى أن هناك أعداداً كبيرة من اللاجئين حتى في فلسطين "مش بس لاجئين بلبنان"، هناك لاجئون في ال 48 والضفة وغزة.
ولفت إلى أنَّ الرفض الفلسطيني لخطة ترامب دفع قطعان المستوطنين إلى الدعوة لقتل الرئيس أبو مازن، كما قتلوا الشهيد ياسر عرفات، وأضاف: "ولكنَّنا صامدون من كفر قدوم إلى عشرات المواقع المنتشرة في الضفة الغربية، صامدون حتى نحقق حلم شهدائنا وشعبنا في النصر والتحرير".
وكانت كلمة للسفير أشرف دبور، قال فيها: "عبّاسُ الجُمعة مناضلٌ منْ أجلِ قضيّةٍ نذرَ لها حياتَه، فالتحقَ بها شِبلاً فِدائيًّا يافعًا، كانَ طليعيًّا في المواقعَ الأماميّةِ المُواجهةِ للعدوِّ الصّهيونيِّ، فقدِ انخرطَ في صفوفِ الثّورةِ الفلسطينيّةِ مناضلًا،عربيَّ الانتماءِ، لُبنانيَّ الهُويّةِ، فلسطينيَّ الهَوى، وبامتياز، فقدْ عملَ بلا كللٍ ولا مللٍ، وكانَ حلقةً منْ حلقاتِ الوصلِ الثّابتةِ بينَ الشّعبينِ اللّبنانيِّ والفلسطينيِّ، فاستطاعَ بحنكتِه، وقدرتِه أن يتجاوزَ المحاولاتِ العديدةَ لضربِ الثّقةِ والعلاقةِ النّضاليّةِ والمصيريّةِ الّتي جمعتْ شعبي النّضالِ والكفاحِ في مسيرةٍ واحدةٍ".
هذهِ مسيرةُ الأخ والرّفيقِ عبّاس، وسيرتُه، عبّاسُ البطلُ الشّامخُ والصّامدُ والمناضلُ ذو الهمّةِ والهامةِ العاليتينِ، حملَ رايةَ فلسطينَ بكلتا يديهِ، وها هيَ فلسطينُ تحملُه بينَ يديْها، وهيَ الّتي بقيتْ بوصلتَه الوحيدةَ، وظلّتْ عاصمتُها القدسُ قِبلتَهُ الأُولى.
لا أبالغُ عندما أقولُ، وأشهدُ أنا وكلُّ إخواني وأخواتي مَن الفصائلِ الفلسطينيّةِ، والأحزابِ والقوى اللّبنانيّةِ كافّةً أنَّهُ المُناضلُ المُخلصُ المُتمتّعُ بتاريخٍ يضجُّ بالتّضحياتْ، وبصفحاتٍ تعجُّ بالبطولاتْ، فقد كان واثقَ الخطواتْ، وثابتاً في الملمّاتْ، وَحَسَنَ التّصرّفاتْ، يستنهضُ النّفوسَ والهِممَ، فبنى معَ الجميعِ أطيبَ العلاقاتْ الأخَوية الوطيدة، حتَى أصبحَ كلُّ واحدٍ يعتقدُ أنّه صديقُه الشّخصيّ، يسعى دائمًا لجمعِ الشّملِ، وتوحيدِ الصّفوفِ، ديدنُه الابتعادُ عن الانقسامِ لمواجهة المخاطرِ والتّحدّياتْ.
أقولُ هذا منْ أجلِ إيفاءِ هذا المناضلِ جزءًا يسيرًا منَ الحقِّ الّذي لهُ علينا، وصدقًا لا أجاملُ، ولا أُحابي، ولكنّي أتحدّثُ بواقعيّةٍ وصراحةٍ عن عبّاس الجُمعة المُجاهدِ والمُؤمنِ بأنَّ تجاربَ الماضي يجبُ دراستُها، ونقدُها، واستيعابُ دروسِها، كما يجبُ مواجهةُ المُستقبلِ بثقةٍ لا تتوافرُ إلاّ بعدَ هضمِ دروسِ الماضي كلِّها.
هذا هـو شـهـيـدُنا البـــطـــلُ عـــبّـــاسُ الــمـشـدودُ في وجـدانِـه إلى الــتّراثِ الثّوريِّ والوحدويِّ، وهو المعبّرُ عن طــمــوحــاتِ الشّــعـبِ الفلسطينيِّ وآمالِه وآلامِه في لبنانَ، وهوَ المُنفتحُ على التيّاراتِ كلِّها، والمبادرُ إلى التّواصلِ معَ الجميعِ.
فيا أيّها الشهّيدُ المُناضلُ لقدْ نشأتَ وترعرعت في مدرسةِ القادةِ العِظامْ، وتعلّمتَ منهم أنّ حركةَ التّاريخِ تسيرُ إلى الأمامْ، باتّجاهِ الحريّةِ والتّقدّمِ والسّلامْ، وإنْ سلكَتْ أحيانًا طريقًا متعرّجةً، فلا يضيرُها، ولن يؤخّرَ مسيرتَها شخصٌ انكفأَ هنا، وآخرُ تراجعَ هناك.
إنَّ الإيمانَ يحمي المناضلينَ منْ صقيعِ الزّمنِ الرّديءِ الّذي يُغرّرُ بهم، وهو الّذي يبعثُ في ضميرِهم القدرةَ على تحدّي هذا الزّمنِ، والإصرارَ على الوصولِ إلى زمنٍ تنتصرُ فيه مبادئُ الحريّةِ والعدالةِ والسّلامِ.
عباس الجمعة مجاهدٌ منَ القلّةِ النّادرةِ الّتي تعيشُ دائمًا في المركزِ الحقيقيِّ للأحداثِ، وفي صميمِ إرهاصاتِ الثّورةِ الإنسانيّةِ المستمرّةِ، فلهذا وصلَ صوتُه إلى الفلسطينيّينَ واللّبنانيّينَ جميعًا، في المُدنِ، والقُرى، والمخيّماتِ، يسمعونَ في نبراتِه صدى ما يجيشُ في نفوسِهم، وعقولِهم، وقلوبِهم من إيمانٍ، وإصرارٍ، وتمسّكٍ بحقِّ العودةِ إلى أرضِ فلسطينَ الحبيبةِ.
فالذّاكرةُ الفلسطينيّةُ حملتْ، وتحملُ، وما زالتْ تزهو إلى يومِنا هذا بأسماءَ لبنانيّةٍ لها فضلٌ كبيرٌ في ساحاتِ النّضالِ الفلسطينيِّ بذلاً وعطاءً قلَّ نظيرُه.
لقدْ آمنَ شهيدُنا البطلُ أنَّ دربَ النّضالِ والتّضحياتِ هوَ الطّريقُ لتحريرِ فلسطين، وأنَّ النّصرَ لا يكونُ إلا بالتَضحيات والثَبات على المواقِف التي تَحفظ حقوق شعبِنا وأمّتِنا، وأنَّ المقاومةَ بأشكالِها كافّةً هيَ الردُّ على كلِّ الصّفقات، فشعبُنا الّذي صبرَ، وصابرَ، وما زال يصبرُ، ويقاومُ، ويواجهُ الحصارَ، صامدًا، مقاومًا، متشبّثًا بأرضِه، مُتمسّكًا بحقوقِه المشروعةِ، مُتصدّيًا بالأمعاءِ الخاويةِ، والحجرِ، والطّائرةِ الورقيّةِ، والبالونِ، وبغصنِ الزّيتونِ طيلةَ قرنٍ منَ الزّمنِ، لنْ يُهزمَ، وسينتصرُ حتمًا.
عهدُنا أن نبقى مُلتزمينَ المبادئَ، أمناءَ على القسمِ، مُعتصمينَ بحقِّنا الثّابتِ، لا يساورُنا شكٌّ، أو ينتابُنا وهنٌ، صامدينَ في وجهِ التّحدّياتِ مهما عظُمتْ.
وألقى منسق عام الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة الأستاذ معن بشور كلمة جاء فيها: "إن الشهيد ليس فقط الذي يسقط في معركة أو يقتل برصاصة معادية، الشهيد من يعطي عمره لقضايا أمته وشعبه وقضايا وطنه، وقد كان عباس في طليعة من أعطى عمره من أجل شعبه، كما أعطى إخوته عمرهم وهم شهداء على طريق النضال من أجل فلسطين".
لم يكن عباس كما عرفناه على مدى سنوات أول مناضل عربي أو أممي احتضنته الثورة الفلسطينية المتجددة والتحمت دماؤه بترابه، وارتبطت حياته بمصيرها، ففي كتاب هذه الثورة صفحات مجيدة سطرها أمثال عباس وابن الساحل السوري الشيخ عز الدين القسام إلى ابن حماه المجاهد سعيد عاص إلى ابن المطران اديامون كبوشي إلى الضابط اللبناني محمد زغيب إلى أول شهيد لبناني في الثورة الفلسطينية خليل عز الدين الجمل إلى أول شهيد بيروتي في مقاومة الغزو عام 1978 إياد نور الدين المدور إلى الشهيد العراقي المؤسس في حركة القوميين العرب باسل قبيسي، إلى الشهيد اللبناني الفلسطيني السوري سمير القنطار، إلى المعلم والقائد كمال جنبلاط، إلى عماد مغنية الذي كان عباس يحرص أن نقيم اعتصام خميس الأسرى أحيانا حول ضريحه، إلى الشهيد الأممي رشيد خوري، وإلى كل الأسرى من كل الأقطار، وإلى آلاف من شرفاء الأمة وأحرار العالم، لكن أبو أسامة كان ابن المخيم الفلسطيني الذي سكن المخيم جوارحه قبل أن يسكن هو في منزل متواضع من منازله، هذه العلاقة الخاصة بين عباس ومخيم برج الشمالي هي التي جعلت المخيم يخرج عن بكرة أبيه مودعاً فارسه العامري الذي دافع عنه يوم الغزو الصهيوني عام 82 وحمل همومه وأوجاعه طيلة حياته، حتى احتار كثيرون في هويته الأصلية، فكان يقول كما نقول نحن الحائر بين لبنان وفلسطين ليس بحائر كما الحائر بين كل أقطار العروبة ليس بحائر فالمدافع عن فلسطين مدافع عن لبنان والمدافع عن لبنان مدافع عن فلسطين.
وتحدث بشور مطولاً عن مناقبية الشهيد، واصفاً إياه أنه كان وحدوياً على مستوى حركة التحرر العالمي وعلى مستوى القضية الفلسطينية بشكل خاص، وكان يؤمن بالوحدة والمقاومة.
وألقى الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية الدكتور واصل أبو يوسف كلمة؛ قال فيها: "اليوم ونحن نؤبن شهيدنا عباس دبوق الجمعة نستذكر قافلة كبيرة لشهداء شعبنا الفلسطيني، لشهداء جبهة التحرير الفلسطينية، لمياه غزيرة نزفت من أجل التمسك بالحقوق والثوابت المتمثلة بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين، حق تقرير مصير إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة عاصمتها القدس، ومن أجل حرية واستخلاد الشعب الفلسطيني. لهذا الأمر عندما نتحدث عن الشهيد عباس نتحدث عن تكامل هذا الدور الذي قام به مناضلو شعبنا الفلسطيني منذ انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة وقبلها، ومنذ أيضًا الإعلان عن انطلاق منظمة التحرير الفلسطينية وفصائلها المناضلة، لذلك نستذكر الشهيد الخالد ياسر عرفات الذي قال لا للمساس بالقدس كعاصمة لدولة فلسطين وأيضاً لا للمساس بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين في كامب ديفيد 2 ودفع روحه ثمناً للتمسك بهذه المواقف كما كل الشهداء، نستذكر شهداء الجبهة الشهيد الخالد الوطني القومي أبو العباس، الشيخ طلعت يعقوب، أبو أحمد حلب، سعيد اليوسف، حفظي قاسم، مروان بكير، وكم كبير من شهداء شعبنا الفلسطيني والذي كان عباس الجمعة دائمًا يكتب ويقول إن الدم هو الذي يكتب عن التاريخ وعن الشهداء، ولذلك كان ليس فقط على صعيد ما كان يكتب بشكل نظري لكن كان يقول دائماً إن هذه المواقف تحتاج إلى التسهيل العملي، لذلك عائلة دبوق قدمت كمّاً كبيراً من الشهداء بما فيهم إخوته والذي كان عباس يعتبر نفسه مشروع شهادة في طريق تحرير فلسطين.

هذا وفي نهاية حفل التأبين قدمت قيادة جبهة التحرير الفلسطينية دروعاً تكريمية لعائلة الشهيد.