مواطن فلسطيني شاهد مهرجان حماس في ذكرى تأسيسها، فكتب على صفحته في وسائط التواصل الاجتماعي التعليق التالي "لو حضر صلاح الدين الأيوبي الى غزة هذا اليوم، وسمع ما يقال في الميكروفونات وشاهد التلفزيونات والمواقع المتحمسة، لتمنى لو كان انتصاره المتواضع على الفرنجة يقارب ولو ربع انتصارات حماس الأسطورية متعددة المعجزات، لكن المسكين راحت عليه وفاته الفوت "والحق كان المهرجان كأفلام الفنتازيا التي تعتمد على الأساطير والخرافات في معالجاتها الدرامية، وكانت الصورة في هذا الفليم هي البطل، وعلى نحو خاص صورة الشعار المركزي الذي وضع على منصة المهرجان وقد كتب باللغتين العربية والعبرية، وهذا نصه "إن زادوا زدنا" ...!!!
على منصة المهرجان كانت كلمات الخطب والأناشيد تحلق في أوسع فضاءات الرغبات الشعبوية، فيما الشعار المركزي يتحدث عن شيء آخر بذرائعية شديدة، تكشف عن حقيقة برنامج "المقاومة" الحمساوي، وقد بات محمولا على اداة الشرط في حرف (إن) فإن زاد الاحتلال، زادت "المقاومة" الحمساوية، وإن لم يزد كفى الله المؤمنين شر القتال ...!! ويا لها من مقاومة بحرف الشرط وأداته ...!! والواقع ان هذا الشعار لا علاقة له لا بالزيادة ولا بالنقصان، وانما بالرسالة التي يراد لاسرائيل ان تقرأها وقد كتبت باللغة العبرية لهذا الغرض، وهي باختصار شديد رسالة "التهدئة" التي تعلن حماس من خلالها التزامها بها، وحرف الشرط هنا استخدام شعبوي لتبرير هذا الالتزام وتمريره ..!!
وبالمناسبة فان اسرائيل الاحتلال والاستيطان، لديها حرف الشرط ذاته فيما يتعلق بكل هذا السياق،بل هي التي استخدمت هذا الحرف منذ البداية،فالتهدئة بالنسبة لها هي الامتثال الحمساوي لشرطها ..!!
لم يحمل المهرجان الحمساوي في الحقيقة غير هذه الرسالة، التي مررها باستعراضات شديدة المبالغات "الحربية" بموكب العربات المصبوغة بالأخضر الزيتي، ولباس العساكر لفرقتها الفنية، وبالخطب الاستهلاكية تماما ..!! وهذا ما دفع ذاك المواطن لكي يكتب ما كتب من تعليق ساخر،وبالمرارة التي تقول الى متى يظل مشهد الخديعة ممكنا ..؟؟؟