إحياءً لليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وذكرى تقسيم فلسطين، ورفضًا للتهافت العربي على التطبيع مع الكيان الصهيوني، نظَّمت الفصائل واللجان الشعبية الفلسطينية في منطقة الشمال لقاءً تضامنيًّا في قاعة اللجنة الشعبية في مخيَّم البدّاوي، يوم الخميس ٢٩-١١-٢٠١٨، بحضور ممثِّلي الفصائل الفلسطينية وقوى وأحزاب لبنانية، وفعاليات من مخيّمات الشمال.

وقد أُلقِيَت عدّة كلمات بِاسم الفصائل الفلسطينية والقوى والأحزاب اللبنانية، من بينها كلمة أمين سر فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في منطقة الشمال أبو جهاد فيّاض، ممَّا جاء فيها: "بِاسمكم نشكرُ الشعوب التي تتضامن مع الحقِّ الفلسطيني في العودة وتقرير المصير في زمن باتت فيه التَّبَعِيّة لأمريكا مفخَرةً، والانبطاح والتطبيع مع العدو الصهيوني هو أسمى أماني العرب إلّا الشرفاء الذين نطالبهم بالضغط على حُكّامهم للتراجع عن التطبيع مع هذا الكيان الصهيوني المغتصِب".

وأضاف: "إنَّ يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني جاء بقرارٍ من الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1977 للتأكيد على كفاحنا الوطني وفاءً من المجتمع الدولي لشعبنا الذي دفع ثمنَ التآمر الاستعماري الصهيوني على وجوده فوق ترابنا الوطني".

ولفت فيّاض إلى أنَّ ترامب لم يتجرَّأ على نقل سفارة بلاده إلى القدس إلّا بعد تفكيك دول الطوق العربية مُردِفًا: "لقد انتصرت سوريا على الإرهاب، واستقرَّ الوضع في هذا البلد الشقيق، كما نتمنّى للعراق الاستقرار، وأن يعود إلى دور الريادي في دعم القضية الفلسطينية".

وتابع: "لقد رفض شعبنا قرار تقسيم فلسطين إلى دولتَين، الذي اعتُمِدَ دوليًّا في (29-11-1947)، والذي عُرِفَ بالقرار (181)، ولكنَّ المستوطنين الصهاينة فجّروا الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، ودولة الانتداب البريطاني بقيت على موقفها لتساعد الصهاينة، لتقسيم فلسطين إلى مناطق ذات حكم ذاتي يهودية وعربية. إلّا أنَّ القيادة الفلسطينية نجحت في بلورة الهُويّة الوطنية، وإعادة رسم الخارطة السياسية لإثبات وجودنا على خارطة العالم، من خلال منظمة التحرير الفلسطينية الممثِّل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. وهذا رافقه تصعيد واضح في المعارك السياسية والدبلوماسية، والقانونية على الصعيد الدولي، وعبر المؤسسات الشرعية الدولية. وكان هذا الجهد موازيًا للكفاح الوطني الفلسطيني الميداني، والتصدي للاحتلال الصهيوني، ولكلِّ أشكاله من العدوان اليومي الغاشم الذي يُنفِّذه الاحتلال ضدَّ أهلنا في القدس وغزة هاشم وأهلنا في الخان الأحمر".

وأكَّد فيّاض أنَّ الانقسام وعدم إنجاز المصالحة شكَّل ضربةً للوحدة الوطنية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الصهيوني، وشدَّد على أنَّ "مقاومة الاحتلال الحقيقية والفاعلة تبدأ من تجسيد المصالحة الوطنية، والإيمان الكلّي بأنَّ المشروع الوطني الفلسطيني، ووضع استراتيجية تلتزم بها كلُّ الفصائل لنخرج من الأزمات المدمِّرة لشعبنا، ولا سيما في ظلِّ مخاطر (صفقة القرن) التي بدأ ترامب تطبيقها، لاقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه، وتكثيف الاستيطان، والتهويد، انسجامًا مع قرار القومية العنصري وتطبيقه في أرضنا التاريخية".

ونوَّه إلى ضرورة التحلّي بالوعي والانتباه لمحاولات الاحتلال الصهيوني فصل قطاع غزّة عن الضفة الغربية والقدس، ولا سيما من خلال اعتقال القيادات الفلسطينية ومنها الوزير عدنان الحسيني ومحافظ القدس عدنان غيث وقيادات حركة "فتح" في القدس، بهدف إنهاء مشروعنا الوطني، بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف.

وأكَّد أنَّ قضية اللاجئين الفلسطينيين هي من أهمِّ القضايا التي يحاول العدو الصهيوني تصفيتها، وخاصّةً من خلال إنهاء وكالة "الأونروا" الشاهد الحي على جريمة النكبة منذ العام 1948، وذلك من أجل تضييع حقوق اللاجئين، وإنهاء حق العودة إلى الأرض الفلسطينية استنادًا إلى القرار 194 عبر محاولات فرض حلول إنسانية بديلة كتقديم المال، والإغاثة، وتهجير الفلسطينيين اللاجئين إلى كلِّ بلاد العالم وتوطينهم.

وشدَّد فيّاض على رفض كلِّ مشاريع التوطين والتهجير والوطن البديل، وأضاف: "نؤكِّد حرصَنا على حفظ أمن مخيَّماتنا لأنَّها جزء أصيل من أمن لبنان، هذا البلد الذي استضافنا منذ 70 عامًا، ونُشدِّد على دعم القوة الأمنية في مخيَّم البداوي من خلال رفع الغطاء عن أيِّ مخلٍّ بالأمن، لأنَّها باتت محل احترام وتقدير من كلِّ مكونات مخيّم البداوي لما تقوم به من جهود في حفظ الأمن والأمان لأهلنا".

#إعلام_حركة_فتح_لبنان