الذكرى الثانية والاربعون ليوم الارض المجيد

(إنتفاضة شعبنا في الداخل والشتات واحياء الذكرى دلاله على تمسكنا بأرضنا ومقدساتنا).

يتأهب شعبنا الفلسطيني على امتداد الاراضي الفلسطينية التاريخية، لإحياء ذكرى يوم الأرض الخالد في الثلاثين من آذار، وهي ذكرى اليوم المشهود والمبارك الذي انفجر فيه الوضع الشعبي الفلسطيني العام 1976، بوجه القوات الإسرائيلية المحتلة للاراضي الفلسطينية التاريخية، والتي هي أرض كنعانية يبوسية عربية فلسطينية.

لقد خرج أهالي القرى والبلدات الفلسطينية في الجليل والمثلث والنقب، وتحديداً في سخنين وعرابة ودير حنا إحتجاجاً ورفضاً لمجموع القوانين الجائرة والعنصرية التي أصدرتها الحكومات الاسرائيلية المتتالية، والتي كان آخرها إغلاق المنطقة (9) أي منطقة (المل). ومساحة الاراضي التي طالها القرار الاخير وصلت إلى (13500) دونماً.

وكان القرار الاخير الذي يمنع الأهالي من دخول المنطقة (9) قد شكَّل القشة التي قسمت ظهر البعير، واعتبار ذلك مخالفة جنائية. وكان الهدف من ذلك هو تهويد الجليل، وزرع المستوطنات اليهودية، وهذا ما حدث فعلاً في هذه المنطقة.

إن هذه الاجراءات العدوانية أدت إلى تحريك الجماهير العربية حيث تم عقد اجتماع موسع لأهالي وفعاليات هذه المنطقة في الناصرة بتاريخ 6/3/1976، وأُعلن فيه عن تنفيذ إضراب شعبي بيوم 30 آذار العام 1976. ثم تكرر الاجتماع في 25/3/1976 في شفاعمرو وتم الاتفاق على تنفيذ الاضراب، وشارك فيه اكثر من 80% من العرب في الداخل.

لقد شهدت سخنين وعرابة البطوف، وكفر كنا إشتباكات واسعة سقط العشرات من الجرحى برصاص القوات الاسرائيلية، وأيضاً مئات المعتقلين. وارتقى ستة شهداء وهم:

  • خير ياسين من عرابة البطوف.
  • خديجة شواهنة، ورجا ابو ريا، وخضر خلايلة من سخنين.
  • رأفت علي زهيري من مخيم نور شمس قرب طولكرم (وكان متواجداً عند أقاربه في الجليل).
  • محسن طه من كفر كنا.

نظراً لأهمية يوم الأرض في البعد الاستراتيجي فإن جماهير شعبنا في الداخل وخاصة في الجليل، والمثلث، والنقب تحيي هذا اليوم لتذكير الكيان العنصري بأن الشعب الفلسطيني متمسك بحقوقه، وامتيازاته القومية، ويرفض كافة القرارات والاجراءات ذات الطابع العنصري والتهويدي.

ومنذ العام 1976 ونحن نشهد تصعيداً سياسياً واعلامياً وشعبياً في مختلف مناطق الشتات، حيث يعبِّر أهالي المخيمات في الضفة الغربية، وقطاع غزة، والاردن، ولبنان، وسوريا، والجاليات الفلسطينية في أوروبا، وأميركا الجنوبية، والشمالية، وكل العواصم عن تضامنهم مع الحقوق الفلسطينية الوطنية والسيادية بشكل عام، ومع مطالب أهلنا في داخل الاراضي المحتلة العام 1948.

في هذه الذكرى الوطنية التي تتمركز في عدة محاور أصبحت تشكل خطراً وقلقاً كبيراً لدى الجانب الاسرائيلي، الذي يلمس على أرض الواقع حراكاً شعبياً قانونياً وسياسياً تجاه التمسك بالحقوق العربية، ورفض مصادرة الاراضي، ورفض التمييز العنصري. هذا الموقف الفلسطيني الرائد والشجاع قاد المجتمع الفلسطيني إلى تشكيل القائمة العربية الموحدة، وهي بمثابة القيادة السياسية لجماهير شعبنا في الداخل.

في هذا اليوم التاريخي فإننا في قيادة حركة فتح نؤكد موقفنا الثابت في حماية المشروع الوطني الفلسطيني الذي حسدناه في العام 1965 مع نشوء م.ت.ف، وانطلاق مسيرة الكفاح المسلح، وتجسيد الثورة الفلسطينية في توحيد كافة الجهود.

ثانياً: نؤكد للقاصي والداني بأن م.ت.ف، هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وهي البيت الفلسطيني الشرعي القادر على إستيعاب كافة القوى الفلسطينية.

ثالثاً: نؤكد حرصنا الكامل على حماية القرار الفلسطيني المستقل، ونرفض أية تدخلات من أي طرف كان، لأن هذا القرار الوطني هو صناعة فلسطينية، وله علاقة بمسقبل الشعب الفلسطيني السياسي.

رابعاً: نؤكد صلابة موقفنا الوطني والسياسي الذي عبَّر عنه رئيس دولة فلسطين، الرئيس محمود عباس الرافض لكافة الاملاءات الاميركية والاسرائيلية، وأية إملاءات أو ضغوطات من أي طرف آخر. ونؤكد لشعبنا في الداخل والشتات تمسكنا بحقوقنا وثوابتنا الوطنية.

خامساً: نرفض التهديدات والابتزازات الاميركية الساعية إلى تركيع القيادة الفلسطينية من خلال وقف المساعدات المالية سواء للسلطة أو للانروا، وأيضاً من خلال الضغط على بعض الدول العربية والاجنبية لمنعها من تقديم المساعدات لقيادة م.ت.ف من أجل إضعافها وتركيعها. ونأمل من الدول العربية والاسلامية والصديقة أن تقدم الدعم لشعبنا ولمنظمة التحرير لضرب المشروع الاميركي.

سادساً: إنَّ الواجب الوطني يدعو الجميع إلى توحيد المواقف، ودفع الامور باتجاه إنهاء الانقسام، ورفض المشروع الاميركي والاسرائيلي بإقامة كيانٍ هزيل في قطاع غزة بدلاً من الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية. فلا دولة في قطاع غزة، ولا دولة بدون قطاع غزة.

إن المخاطر الجمة التي تعترض طريقنا تتطلب من جميع الاطراف الحسم النهائي لمواقفها السياسية والوطنية، وتحديد مسارها، والوضوح الكامل في التصورات المستقبلية لحماية المشروع الوطني الفلسطيني، وليس حماية المشاريع الحزبية.

 

المجد والخلود لشهدائنا الابرار.

والحرية لأسرانا البواسل.

والشفاء لجرحانا المناضلين

وإنها لثورة حتى النصر

حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح

- اعلام المركزي - لبنان

30/3/2018