قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنياميننتنياهو "إن الخيار العسكري يجب أن يكون بجانب العقوبات الاقتصادية إن لم تنجحالأخيرة"، في منع إيران من امتلاك وتطوير سلاح نووي، مضيفاً أن طهران "لمتتوقف عن نشاطاتها النووي سوى في عام 2003، عندما هددت الولايات المتحدة بشن هجماتعسكرية ضدها".

وعلى الرغم من أن كلام نتنياهو يأتيفي وقت يزور فيه رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الأمريكية، مايك مالين، إسرائيل، إلاأنه رفض أن تكون للزيارة أي علاقة بالتخطيط لضرب إيران، واكتفى بالقول: "كلا..فهو يزورنا بصورة منتظمة. في الحقيقة تبادلت معه حديثاً شائقاً، وأفادني برأيه حولما يحدث في المنطقة برمتها، ولابد لي أن أقول إن استنتاجكم غير صحيح".

الاستغناء عن الأسد "ممكن"

وفي موضوع آخر، أعرب رئيس الوزراءالإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن قلقه بشأن "الحفاظ على السلام المطلوب على الحدودالسورية الإسرائيلية" في ضوء الاحتجاجات التي تجتاح مدناً عدة في سوريا منذ أكثرمن خمسة أشهر، موضحاً أن تل أبيب لا يساورها القلق ذاته حول ما وصفه بـ"عمليةالإصلاحات الحقيقية التي يتوق الشعب لرؤيتها في سوريا".

وقال: "نحن لا نتدخل في سوريا،لكن هذا لا يعني أننا لا نشعر بالقلق، حيث نرغب أن يتم الحفاظ على السلام المطلوب علىالحدود السورية الإسرائيلية، وكذلك التحول إلى مرحلة إقامة سلام رسمي مع سوريا. وأعتقدأن جيل الشباب في سوريا يستحق مستقبلاً أفضل".

ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي فكرةأن النظام السوري الحالي "لا يمكن الاستغناء عنه" في ضوء الهدوء الذي يخيمعلى المنطقة الحدودية بين البلدين منذ أربعة عقود، قائلاً: "كلا.. هذا غير صحيح.وقد سمعت البعض يتداول هذا الأمر".

وأضاف: "الحقيقة تبقى أن مسألةالاختيار بين النظام الحالي والنظام الذي سيخلفه ستكون متروكة للشعب السوري، وصحيحأنه لم يكن لدينا علاقات سلام مع سوريا، ولم يكن أيضاً بيننا أي حرب رغم محاولة عدةأطراف بمن فيهم أنا إجراء مفاوضات سرية تهدف إلى إقامة علاقات سلام رسمية مع سوريا"،مشيراً إلى أن "الأمر المؤرق هو أن سوريا ما فتئت تدعم حزب الله في إيران ولبنان".

وأعرب نتنياهو عن أمله في "ألايقوم أي شخص في سوريا بالعمل على تسخين الجبهة بين سوريا وإسرائيل وتأجيجها"،متمنياً "ألا تقدم إيران أو حزب الله على تصرف من هذا النوع بهدف تشتيت الانتباهالعالمي عما يدور في سوريا ، ومن شأن ذلك أن يترك نتائج سيئة على الشعبين اللبنانيوالسوري وعملية السلام".

وحول قيام إسرائيل بتدريبات عسكريةهذه الأيام على الحدود اللبنانية استعداداً لحرب محتملة قال رئيس الحكومة الإسرائيليةإن "هذا التدريبات تجري بصورة منتظمة، بسبب ما تعرضنا له من هجوم، حيث تم إطلاقما يزيد على 6000 صاروخ من قبل حزب الله في لبنان على أراضينا دون أي سبب، وقد أصابتالمدن والمنازل والأطفال".

وأضاف: "لا توجد لدينا أي مطالب،فقد انسحبنا من لبنان، ولم نطالب ولا حتى بسنتيمتر واحد من الأراضي اللبنانية، لكنهملم يتوقفوا عن إطلاق الصواريخ علينا".

إسرائيل والربيع العربي

وبشأن ما يجري في المنطقة من ثوراتونتائج ذلك على عملية السلام في الشرق الأوسط تساءل نتنياهو: "إلى أين يتجه الربيعالعربي؟"، موضحاً أنه "إذا كان يتجه نحو الديمقراطية والإصلاح حتى لو كانتعملية إصلاح مقيدة ونحو الحداثة وهامش أكبر من الحريات؛ فهذا سيكون له نتائج طيبة علىإسرائيل. أما إن كان يتجه ليأخذ منحى الديكتاتورية الإيرانية كما يحدث الآن في إيرانوهيمنتها على لبنان، فسيكون ذلك سيئاً على الشعوب في المنطقة والسلام على حد سواء".

وقال: "آمل أن يحين الوقت الذيأقول فيه أن إسرائيل هي ليست الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، بل واحدة ضمن دولعربية ديمقراطية، لكني أدرك تماماً أن هذا الأمر يتطلب ردحاً من الزمن، وأدرك أنه قديصطدم بعثرات كبيرة".

الحوار مع الإسلاميين

وحول إمكانية إقامة إسرائيل علاقاتمع التيارات الإسلامية التي برزت على السطح مع الثورات العربية، لاسيما الإخوان المسلمونفي مصر، قال نتنياهو: "أنا مستعد للمناقشة مع أي جهة توافق على احترام حق شعبيودولتي" في الوجود. وأضاف: "نحن لا نُقيم الشعوب وفقاً معتقداتهم الدينية،إلا أننا نتوقع منهم أن يعترفوا بدولة إسرائيل، خاصة أن هناك مجموعات تقول إن إسرائيليجب ألا تكون موجودة ويتعين إزالتها عن الخارطة، مثل إيران وحزب الله".

وحول ما إذا كان نتنياهو قد فقد شريكاًسياسياً مهماً في عملية السلام برحيل الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك قال:"أنا أحترم الرئيس مبارك، فقد عزز السلام بين مصر وإسرائيل لمدة 30 عاماً"،مضيفاً أن "ما حدث في مصر هو نتيجة لإرادة الشعب المصري، لكن الحكومة الانتقاليةعبرت بصراحة عن التزامها باتفاقية السلام مع إسرائيل وهذا ما لمسناه بصورة واقعية".

المفاوضات مع عباس

واعتبر نتنياهو سعي السلطة الفلسطينيةلتحصيل اعتراف دولي بدولة فلسطينية في الأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل"تحدياً كبيراً"، قائلاً: "بكل صراحة نود إجراء مفاوضات، وأنا مستعدللجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الرئيس (الفلسطيني محمود) عباس الآن، والتفاوض معه دونأي شروط مسبقة".

وحول استعداد إسرائيل للاعتراف بدولةفلسطينية على حدود عام 1967، كما أشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما، قال نتنياهو"إن الرئيس أوباما قال إن الحدود ستكون مختلفة عن تلك التي كانت قائمة خلال عام1967 آخذين في الاعتبار التغيرات الديمغرافية التي حصلت حتى الآن. الأمر المهم هو أننطرح وجهات النظر هذه على طاولة المفاوضات أنا والرئيس عباس، ولا يمكننا المحاججة علىالنتائج قبل الخوض في صميم المفاوضات".

ووصف نتنياهو قضية الاستيطان بأنها"مسألة جانبية يجب ألا تكون حجر عثرة أمام المفاوضات"، وقال: "إنهاقضية صغيرة تعطل نجاح القضية الجوهرية.. إن مجمل المستوطنات لا تساوي أكثر من 2% منالضفة الغربية ولن تعرقل إقامة الدولة الفلسطينية".

وختم نتنياهو حديثه ببعض الكلمات باللغةالعربية قائلاً: "رمضان كريم.. كل عام وأنتم بخير.. أتمنى لكم أوقاتاً طيبة".