اقامت منظمة التحرير الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح حفلاً تأبينياً بمناسبة الذكرى الاولى لرحيل القائد ابو داوود قائد عملية ميونخ وذلك عصر الخميس 21-7-2011 في ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان- الجناح.

 

شارك في التأبين ممثل ممثلية م.ت.ف السفير الدكتور عبدالله عبدالله، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة امل حسن المصري، ممثل الحزب التقدمي الاشتراكي د. جميل غيبي،  ممثل حزب الله حسن حدرج، ممثل تيار المستقبل العميد محمود الجمل، منسق عام الحملة الاهليه لنصرة فلسطين والعراق معن بشور، الشيخ العلامة هاني فحص، السفير خالد عارف، امين سر حركة فتح في بيروت سمير ابو عفش، ممثل الجبهة الشعبية في لبنان مروان عبدالعال ، اعضاء قيادة منطقة بيروت، ممثلوفصائل م.ت.ف وتحالف القوى الفلسطينية وانصار الله، اعضاء وكوادر وضباط حركة فتح والمكاتب الحركية، حشد من اهالي مخيمات لبنان ورفاق الشهيد.

بدأ الاحتفال بالنشيدين اللبناني والفلسطيني والوقوف دقيقة صمت مع قراءة سورة الفاتحه لروح الشهيد وشهداء الثورة الفلسطينية ثم كلمة العلامة هاني فحص جاء فيها: اعدتم الى الذاكرة والبال عزيزاً جمع بين ثنائيات منها الصلابة والدماثة ومنها طول القامة وقصر اللسان، ومنها التواضع والنضال الذي ارتبط باسمه ولو ترك نضاله ليتحدث هو عنه لما عرفنا عنه شيئاً او عرفنا قليلاً من كثيره في الاغوار الى عمان الى محاولته الانقلابية ذات التركيب الدرامي التي فهمناها في وقتها ثم انتبهنا الى ان خطأ ما في الاردن كان يمكن ان يستوعب ولكن رد الفعل عليه كان اشد خطأ ومع ذلك عادت الوسطية الثورية او الواقعية الثورية لحركة فتح فسيطرت وان كانت قد زادت في سيطرتها حتى اصبحت الواقعية احياناً تحت الثورية وبدت فتح بسبب سعتها الفلسطينية وكانها بلا ابواب ويدخل الداخل اليها بسهولة ويخرج بصعوبة ويندم اولا يفعل شيئاً ويخسر نفسه وتاريخه.

 

كلمة رابطة علماء فلسطين القاها الشيخ علي اليوسف جاء فيها: نجتمع هنا مكان انتظار العودة الى فلسطين نجتمع لنستذكر رجل من رجالات فلسطين، قادة من قادتها، جبل من جبال القدس، رجل عمل ليل نهار، انطلق من سلوان بعمق القضية وبعد الانتماء، كان يشكل بالنسبة لنا محمد داوود عودة تاريخ عظيم، تاريخ راسخ في قلبه عندما كتب كتابة من القدس الى ميونخ الذي يحمل الجرح الفلسطيني العظيم هذا الرجل الذي تميز في اصعب الفترات عندما كانت كلمة فداء تعني الانتماء للثورة الفلسطينية للقدس الانتماء لحضارنا ومستقبلنا كذلك عندما نتكلم عن بطل من فلسطين علينا ان نتوقف عند هذا الرجل العظيم.

رساله ابو داوود الاولى كانت رسالة لكل فلسطيني ومقاوم وعربي رسالة تتحدث مع كل الاجيال بأن فلسطين هي العنوان هي القضية ، فهو نقل هذه القضية من العودة الى الكفاح والنضال والهوية الحقيقة، وان فلسطين اكبر من الجميع هي الهدف الذي يجمعنا ويضمنا.

كلمة الحملة الاهليه القاها معن بشور جاء فيها: لم يكن ابو داوود قامة نضالية فلسطينية مديدة فحسب بل كان ايضاً رمزاً جريئاً شجاعاً صادقاً صريحاً نجح في انتزاع احترام كل عارفيه ، ابن سلوان المقدسية الذي ذاع صيته في العالم كله فاعتقل في اكثر من بلد وابعد من اكثر من بلد كان تجسيداً لمعاناة الشعب الفلسطيني كما لعزيمته، لعذابات اللاجئ الفلسطيني كما لتصميمه ، لجراح الثائر الفلسطيني كما لعنفوانه فاستحق كالعديد من اخوانه في قيادة فتح وكوادرها ومناضليها الاوائل ان ينضم الى لائجة الرائد في اطلاق ثورة هي الاطول في عمرها من كل الثورات وفي بناء حركة تحرير هي الاعصب في ظروفها من كل حركات التحرير في العالم، وهي الاقدر على الولادة المستمرة والتحدد الدائم عبر شعب لا يعرف الاستكانه وعبر مناضلين ومجاهدين تتعدد معهم الرايات ولكن القضية واحدة وتتوزع الادوار والهم واحد وتتنوع الافكار فيما البوصلة لديهم لا تخطئ حين تكون وجهتها فلسطين.

حدرج دعا في كلمته السلطة الفلسطينية الى التمسك بانتزاع عضوية الدولة الفلسطينية من منبر الامم المتحده والتمسك بالثوابت الوطنية التي ضحى من اجلها الكثير من القادة والشهداء في حركة فتح، الحركة العملاقه التي كانت اساس الثورة الفلسطينية، الطلقة الاولى في مواجهة الكيان الغاصب.

 

غيبي وفي كلمة التقدمي الأشتراكي دعا الى تحقيق المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني واهمها:

اقامة الدولة الفلسطينية المستقله وعاصمتها القدس الشريف

حق العودة لجميع الفلسطينيين تطبيقاً للقرار الدولي ذات الرقم 194

فك الحصار عن ما يقارب مليوني فلسطيني في قطاع غزة فاستمراره يعتبر انتهاك لحقوق الانسان وللقرارات الدولية

رفض سياسة الاستيطان وباشكالها المختلفة واخرها اعطاء تصاريح بناء في المناطق العربية المحتله

مواجهة سياسة التهويد وملاحقة اوضاع الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال.

 الطلب من الدول العربية تحويل التزاماتها المالية للسلطة لمواجهة الازمة الاقتصادية الخانقة.

ثم كانت كلمة منسق عام تيار المستقبل محمود الجمل جاء فيها : لا يسعنا ونحن في ذكرى عملاق من عمالقة الثورة الفلسطينية الا ان ننحني اجلالا واكباراً لفقدان هذا القائد الوطني الفلسطيني الذي نذر حياته للثورة مناضلاً ومكافحاً ومجاهداً نحو النصر والتحرير، لقد  كان للقائد ابو داوود بصماته في سفر النضال والثورة وعلى يديه تربت الاجيال القادة في حركة فتح والثوره الفلسطينية وهو قائد التحم بالفقراء من هذا الشعب كان زاهداً في الحياة وبعيداً عن الاستعراضات.

وتابع: ان بيروت حاضنة الثورة لم تبخل في تقديم الشهداء لفلسطين فكانت دماء ابنائها تسيل فداء من جمال وعبد الرحمن القرى الى محمد شهاب ومحمد طريفي وغيرهم ممن التحقوا بالثورة وقدموا التضحيات ايماناً منهم بنبل القضية فساروا على درب الشهادة في سبيل الله والامة. ومع اقتراب اعلان الامم المتحدة الرسمي في ايلول المقبل للاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقيه نشد على ايادي ابناء الشعب الفلسطيني المكافح لمزيد من الوحدة والالفة والتلاحم لمواجهة العدو المتربص بفلسطين والامة ولنفوت الفرص على كل المشاريع التي تستهدف النيل من تلاحم هذا الشعب المناضل ولنبارك لفلسطين هذا الاعتراف الذي يأتي بعد نضالات وكفاحات لم تنته في ظل عدو شرس يريد اقتلاع ابناء الامة.

 والقى كلمة حركة امل حسن المصري جاء فيها: اننا في حركة امل ونحن نواجه كل انواع المؤامرات على ارضنا وشعبنا من امريكا وحلفائها في المنطقة والغرب ونحن نغمد مع شركائنا وحلفائنا على تثبيت دعائم الدولة اللبنانية عبر هذه الحكومة الثقة والتي نعول عليها في رسم الاطر الصالحة لقيادة لبنان القوي العربي المواجه لاسرائيل ومخططات الغرب وامريكا، ونحن نعمل في هذا الاتجاه فأننا نتوجه اليكم ايها الشرفاء من ابناء فلسطين ان تعودوا الى وحدتكم الى مقاومتكم الى فتح العاصفه.

بأسم الشهيد الراحل ورفاق الشهيد القى محمد جمعة نيابة عن ابنه الذي لم يستطع الحضور كلمة جاء فيها: عن ابي داوود رحمه الله لم يكن الوالد الذي شرفني الله بحمل اسمه فحسب بل كان اخي الحبيب وصديقي الصدوق ومعلمي الفاضل وقدوتي وقائدي وموجهي وعنواني، كان يكفي ان اكون قريباً منه لاقرأ تاريخ شعبي وهو ينهض من رماد النكبة الى جمرة المقاومة، ان اقدس الوطن وجغرافيته وتاريخه واعشق الصامدين المرابطين فوق ترابه والذين يضمهم في اعماقه الى يوم اللقاء والذين تهفوا افئدتهم نحوه بانتظار العودة الحتمية يوم النصر العظيم.

تابع: لقد عاش ليشهد تحقيق حلم العودة الجزئي الى الوطن الحبيب عاد الى حضن بيته الدافئ في سلوان عاد ليكحل عيناه بربوع فلسطين التاريخية شمالها وجنوبها عاد ليسير في دروب الالام في القدس ويجول في اروقة الاقصى وساحاته الطاهرة الا انه وفي ذروة ابتهاجه بهذه العودة امتدت ايدي الغزاة ثانية لتبني امامه الجدران السوداء وتغلق البوابات التي حالت بينه وبين ان يستعيد مستقبله طويلا على ارض الوطن لتعود المنافي وتحتضنه من جديد لكن المنفى في هذه المرحلة كان اخف وقعاً على نفس القائد كون رفاق الدرب الذين لم يغيبهم الغياب خلال مسيرة الثورة عادوا ليعيدوا للوطن حريته وبهاءه ويشرعوا في بنائه تمهيدا لاقامة الدولة الفلسطينية المستقله وعاصمتها القدس الشريف.

واختتم الاحتفال بكلمة م.ت.ف وحركة فتح القاها السفير عبدالله عبدالله جاء فيها:علمتنا فتح اننا حين نحي ذكرى شهدائنا نستلهم من تلك المناسبة الفرصة لنذكر مناقبياتهم وفي نفس الوقت نستخلص الدروس التي نريدها وان نكرس ثقافة وطنية ثابتة لاجيالنا الواعدة حتى نصل الى النصر.

 ثم توجه بالكلام الى الشهيد ابو داوود قائلاً: سيسعدك اخي ابا داوود ان فتح لم ولن تتخلى عن الكفاح المسلح ربما تعرف ايضاً انه في ظل الزمن العربي الرديء علينا ان نبقى ماسكين الزناد علينا ان نبقى متمسكين في القسم الذي اقسمناه، هذا القسم لم يتخلى عنه مناضل من مناضلينا.

وعن التحركات الدبلوماسية التي يقوم بها الرئيس ابومازن قال : الرئيس محمود عباس الذي يجوب البلدان من اجل حشد الدعم ليس فقط من اجل الاعلان عن الدولة الفلسطينية عضواً كاملة العضوية في الامم المتحدة وانما مواصلة حصار العدو وحشد الدعم الدولي لعزله ونزع شرعيته والى ان تعود حقوقنا كاملة غير منقوصة في وطننا فلسطين.

وعن الانقسام اشار: سيسعدك اخي ابا داوود ان الانقسام الذي حل بنا قد طويناه ويجب ان يبقى مطوياً الى الابد. سيسرك اننا نسعى لكسب الدعم الدولي وان نكسب بعضنا بعضاً وان نحتضن بعضنا بعضاً وسيواجه بعضنا مشاكل وسيواجه بعضنا مصاعب ربما، لكن يبقى الحضن الفلسطيني هو المأمن الوحيد الذي يستطيع ان  يحتوي الجميع وان يقدم الدعم للجميع ويقدم المواساة للجميع ويقدم ارضية الوحدة للجميع.

ونبّه عبدالله "الوقوع في حبائل العدو خطوتنا الى الامم المتحده فقط مسموح للمحتل الاسرائيلي ومن يدعمه ان يقول عنها خطوة ازدارئيه ليس مسموحاً من شريك او من صديق ان يكرر ما يقوله العدو خطوتنا الى الامم المتحدة ليست قفزة في الهواء نحن نصر ونؤكد على حقوقنا في وطننا.

حقنا في تقرير المصير، في اقامة دولتنا المستقله وعاصمتها القدس حقنا في العودة الى وطننا، هذه الحقوق التي اعترف بها المجتمع الدولي انها حقوق غير قابلة للتصرف يجب ان نثبتها في الامم المتحدة".

مشيراً الى موقف المجتمع الدولي بكافة مكوناته من بناء مؤسسات الدول وانها اصبحت على مستوى متقدم عن المحيط الذي نعيش فيه، وهذا بفضل جهودنا ونضالنا و بمقاومتنا وتحدينا للاحتلال وكل العقبات الي يضعها امامنا.

مؤكاً استمرار المقاومة والنضال بكافة الاشكال ما دامت الارض الفلسطينية محتلة حتى الوصول الى الحقوق في وطننا.

وعن مهمات السلطة الفلسطينيه تجاه الفلسطينيين في الشتات اشار عبدالله ان هناك مهمات على الساحة اللبنانية وعلى الساحة الاوروبية وعلى الساحة الدولية تهم الحياة اليومية لابناء شعبنا المشتتين في قارات الدنيا كلها مؤكداً ان القيادة الفلسطينية لن تتخلى عن هذه الحقوق وستواصل العمل النضالي والكفاحي من اجل انتزاع هذه الحقوق الانسانية لكل الفلسطينيين في كل اماكن تواجدهم.

وثمّن عبدالله عالياً اعتراف الجمهورية العربية السورية بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقيه مع التمسك بكل حقوقنا الثابته بما في ذلك حق العودة متمنياً على الجمهورية اللبنانية ان تحذو حذو سوريا وتعترف بدولة فلسطين.