وضعرئيس الوزراء د. سلام فياض نفسه في اكثر المواقف حراجة في مشواره الحكومي منذ بدايتهحتى الآن، ربما مر بمراحل عصيبة لكنه الآن يمر في أخطرها. وربما لأن العبد الفقير للهلا يلبس ياقة بيضاء كالتي اشارت اليها زميلتنا رولا سرحان في مقالتها الاسبوع الماضيفان أحداً لا يأخذ بما يكتب. ففي مقالتنا منذ توقيع اتفاق المصالحة في القاهرة وتسربتصريحات من بعض قادة فتح وحماس عن أنهم لا يريدون فياض رئيساً لحكومة التكنوقراط كتبنامقالاً بعنوان «بلطجية فياض» وأشرنا فيه الى ان على رئيس الوزراء ان يعلن استنكافهعن منصبه وانه لن يقبل به الا اذا خرج الناس مطالبين اياه بالعودة عن قراره. وهذه النصيحةكان هدفها تبريد الساحة السياسية الفلسطينية والحفاظ على انجازات رئيس الوزراء طوالسنوات خدمته ومحاسبة الوزراء الذين تطالب بهم هيئة الكسب غير المشروع ثم تجنيب الرئيسابو مازن معضلة التوافق على رئيس وزراء بحيث يكون في موضع مساومة أفضل سواء بطرح اسمفياض او وضع فيتو على مرشح حركة حماس.

لميؤخذ كلامنا على محمل الجد في حينه والآن نجد رئيس الوزراء في موقف لا يحسد عليه. فهومتهم جزافاً بأنه السبب في عدم توفير الرواتب مع ان منابع الدول المانحة هي السبب وهومتهم بحماية وزراء ينتظرهم التحقيق وهو متهم بحب البقاء في منصبه كما لو كان من فصيلةالقذافي او صالح او الأسد ولكن بلا شبيحة ولا بلطجية او بلاطجة. ولو أعلن فياض استنكافهالآن لخلق لنفسه مشاكل وللرئيس معضلة جديدة، ولن يحل اشكالية التوافق على رئيس الوزراءمن بعده، لان الطرف الآخر وهو حماس سيضع فيتو على أي مرشح فصيل لاسباب ايرانية منهاان المصالحة المصرية الايرانية لم تتم كما يجب لانها كانت شرطا لتأييد ايران للمصالحةالفلسطينية. ولهذا فعلينا انتظار سبتمبر حيث سيبين الخط الابيض من الاسود وربما تبيضوجوه وتسود وجوه، فبعد عيد الاضحى إما تكون الحكومة هي الاضحية في عيد تحولها الى حكومةدولة فلسطين المعترف بها او تكون السلطة ككل هي الاضحية لتعود منظمة التحرير لقيادةالمشروع الوطني الفلسطيني مجدداً.