قال محمود الهباش قاضى القضاة فى فلسطين، مستشار الرئيس الفلسطينى محمود عباس للشؤون الدينية إن “أخطاء حماس بحق مصر قادت إلى الحكم الأخير باعتبارها إرهابية”.

وفي تصريحات خاصة لوكالة الأناضول، تعد الأولى لمسؤول فلسطينى حول الحكم المصرى باعتبار حماس جماعة إرهابية ، قال الهباش إن “حركة حماس ارتكبت أخطاء كثيرة بحقّ مصر قادت إلى صدور مثل هذه الحكم، وقادت إلى الحالة غير الطبيعية في العلاقة مع مصر والشعب المصرى”.

وكانت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة قد قضت، أمس السبت، باعتبار حركة “حماس″، “منظمة إرهابية”، وهو الحكم الذي نددت به فصائل فلسطينية، واعتبرت “حماس″ أنه “مُسيس″، بينما تقول السلطات المصرية إن القضاء في مصر مستقل.

وطالب مستشار الرئيس الفلسطيني، حركة حماس بالاعتراف بما ارتكبته من أخطاء باتجاه مصر قائلا إنه ” بإمكان حماس أن تعيد تصحيح الخطأ وهي تعلم كيف تفعل ذلك ، فهناك دولة وسيادة مصرية يجب أن تحترم ، ومن يريد بناء علاقات مع مصر يجب أن يقيمها على هذا الأساس ومن الشجاعة أن تعترف حماس وتتراجع″.

وردا على اعتبار الحكم المصري الصادر تجاه حماس مبررا، مضي الهباش قائلا :”لا أتدخل فى الشأن المصرى، حتى أبرر أو لا أبرر”.

وحول الموقف الفلسطينى الرسمى من حماس عقب الحكم الأخير، قال مستشار الرئيس الفلسطيني :” نحن كموقف رسمى فلسطينى نعتبر حماس حركة فلسطينية ومصر تعتبر غير ذلك، وهذا  شأن مصرى ونحن لا نبنى علاقاتنا مع مصر على موقفها من هذا الفصيل أو ذاك”.

وأضاف “إننا نعلم الموقف المصري من منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطينى والعلاقة مع مصر ومنظمة التحرير طبيعة وجيدة قوية”.

وحول إمكانية عودة حماس للقاهرة ضمن الوفود الفلسطينية لبحث المفاوضات غير المباشرة التي كانت ترعاها مصر في وقت سابق ، قال هباش :”حسب معلوماتى لا يوجد دعوات حتى الآن”، مشيرا إلى أنه “بعد صدور الحكم الأخير ربما الأمر يحتاج وقتا لإعادة ترتيب الأوراق”.

ورفض الهبّاش اعتبار الحكم يصب في صالح إسرائيل التي تصنف هي الأخرى حماس ككيان إرهابي، قائلا إن “منطوق الحكم الذى أطلعت عليه بنفسى يشي بأن موقف مصر من حماس مختلف تماما عن موقف إسرائيل، فالحكم ما هو إلا رسالة من مصر لحماس مفاده توقفوا عن التدخل السلبي في شئون وطننا”.

وأضاف الهبّاش أن “الخلافات بين حماس والسلطة الفلسطينية لا تدفع الأخيرة أبدا للإنتشاء بتصنيف حماس كحركة إرهابية ، لكننا نعي في الوقت ذاته حق كل دولة عربية في تصنيف أي كيان فلسطيني وفقا لرؤيته ونحترم هذه الرؤية”.

ونفي وجود تأثير الحكم علي المصالحة الفلسطينية الداخلية قائلا إنه “لا علاقة بين حكم المحكمة المصرية وموضوع المصالحة داخلى”.

واتهم مستشار الرئيس الفلسطينى، حركة حماس بتعطيل أجواء المصالحة قائلا :” جهود المصالحة معطلة ليست بقرار مصري ولكنه بحركة حماس″.

وتلعب مصر دورا رئيسيا في ملف المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، منذ بداية الانقسام الذي تعمق عقب سيطرة حركة حماس على قطاع غزة، في صيف عام 2007.

كما تقوم بدور الوسيط بين إسرائيل وحركة حماس، حيث رعت نهاية أغسطس/آب من العام الماضي، اتفاقا لوقف إطلاق النار بينهما، أنهى حربا إسرائيلية على القطاع دامت 51 يوماً.

يذكر أن محكمة عابدين للأمور المستعجلة بالقاهرة قضت في 31 يناير/ كانون الثاني الماضي، بإدراج “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس″، كمنظمة إرهابية، وهو الحكم الذي رفضته أجنحة عسكرية فلسطينية، بجانب، الأمين العام لجماعة الدول العربية نبيل العربي.

 وتنفي حركة “حماس″ أي علاقة لذراعها العسكري بتنفيذ أي هجمات داخل الأراضي المصرية، وتؤكد بشكل متواصل أن سلاحها لا توجهه إلا لـ”الاحتلال الإسرائيلي”.(الاناضول)