دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم أمس، الأربعاء، إلى البحث عن وسائل تتجاوز الغارات الجوية لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، في حين يواصل الأكراد الدفاع بشراسة عن مدينة عين العرب في شمال سوريا مدعومين بغارات قوات التحالف الدولي.

وفي حمص وقع تفجيران الأربعاء بالقرب من مجمع مدرسي ما أدى الى مقتل 48 شخصا بينهم 41 طفلا.
وقال اردوغان في خطاب القاه أمام البرلمان التركي في أنقرة إن "أطنان القنابل التي يتم القاؤها من الجو تعد حلا موقتا ولن تساهم إلا في تأخير الخطر والتهديد".


وأضاف "أننا منفتحون على أي تعاون لكن على الجميع أن يعلم بأن تركيا ليست البلد الذي سيرضى بالحلول الموقتة"، معتبرا أن اكتفاء الدول المجاورة بمشاهدة الأحداث الجارية يعني "خيانة التاريخ" في منطقة كانت تهيمن عليها السلطنة العثمانية.
وتابع "يجب شن حرب ضارية ضد كل المنظمات الإرهابية في المنطقة ويجب أن تؤخذ نصائح تركيا وتحذيراتها في الاعتبار".
وأكد أردوغان أنه لا يرغب ب"التدخل في الشؤون الداخلية" لدول أخرى لكنه ذكر بان "رحيل النظام السوري الحالي (للرئيس بشار الاسد) لا يزال جزءا من أولوياتنا".


وتأتي تصريحات أردوغان عشية النقاش المقرر في البرلمان التركي حول مذكرة للحكومة الإسلامية المحافظة تجيز للجيش التركي التدخل في العراق وسوريا ضد مقاتلي الدولة الإسلامية.


ميدانيا أعلنت وزارة الدفاع الاميركية أن مقاتلاتها قصفت مرة جديدة الأربعاء مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية حول بلدة عين العرب الكردية في شمال سوريا للحؤول دون وقوعها بأيدي هذا التنظيم المتطرف.


وقالت القيادة العسكرية الأميركية المكلفة بالشرق الأوسط وآسيا الوسطى في بيان إن مقاتلات أميركية وطائرات من دون طيار وجهت الثلاثاء والاربعاء ثلاث ضربات جوية على مواقع قرب مدينة عين العرب المجاورة للحدود مع تركيا.
وتابع البيان أن الغارات الثلاث دمرت آليات عسكرية لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية ومدفعا ودبابة.
وتحاول القوات الكردية الموجودة داخل المدينة التي تعرف باسم كوباني بالكردية، الدفاع عنها من هجمات المتطرفين الذين باتوا على بعد كيلومترين أو ثلاثة منها.
وتفيد بيانات القيادة العسكرية الأميركية أن قوات التحالف الدولي شنت سبع ضربات جوية على مواقع للتنظيم حول عين العرب منذ السبت.
وفي العراق شنت الولايات المتحدة وحلفاؤها خمس غارات جوية على مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الثلاثاء والأربعاء بواسطة مقاتلات وطائرات من دون طيار. وشاركت مقاتلات بريطانية في هذه الغارات.

من جهته قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان، رامي عبد الرحمن، لوكالة فرانس برس إن القصف الأميركي على ضواحي عين العرب أدى إلى مقتل ثمانية عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية خصوصا بعد إصابة دبابة لهم شرق المدينة.


وقال عبد الرحمن إن "مقاتلين أكرادا على خط المواجهة رأوا بأم أعينهم أجساد المقاتلين تتطاير في الهواء".
وواصل مقاتلو التنظيم المتطرف إطلاق القذائف على المدينة رغم ضربات التحالف.
ودارت ليل الثلاثاء الاربعاء معارك طاحنة بين التنظيم والقوات الكردية على أطراف البلدة "أسفرت عن مقتل تسعة مقاتلين أكراد وجهادي واحد من التنظيم"، بحسب المرصد.
وأشار عبد الرحمن إلى أن "مقاتلي قوات الحماية الكردية رفضوا الانسحاب (خلال الاشتباكات) ويدافعون بشراسة عن البلدة رغم قلة عددهم وعتادهم". وأضاف انها "قضية حياة أو موت".
من جهة ثانية، أدى تفجيران في حمص في مناطق سيطرة قوات النظام الى مقتل 48 شخصا هم 41 طفلا وأربعة مدنيين وثلاثة عناصر من القوات الأمنية.
وقال محافظ حمص، طلال البرازي، لوكالة فرانس برس، إن التفجيرين ناجمان عن تفجير انتحاري وآخر عن عبوة ناسفة، موضحا أن الأطفال تتراوح أعمارهم بين 6 و9 سنوات.
وأوضح المحافظ أن "نتائج التحقيقات بينت أن إرهابيا زرع عبوة ناسفة أمام سور مدرسة عكرمة المخزومي وتوجه بعد انفجارها إلى بوابة مدرسة عكرمة الجديدة المجاورة حيث قام بتفجير نفسه لدى انصراف التلاميذ".
من جهته تحدث المرصد عن وقوع "انفجارين شديدين في حي عكرمة الجديدة، وتبين أن أحدهما ناجم عن سيارة مفخخة انفجرت بالقرب من مدرسة عكرمة المخزومي الابتدائية".
في العراق صرح مسؤولون عراقيون الأربعاء أن مقاتلين مدعومين من القوات العراقية صدوا هجوما لتنظيم الدولة الإسلامية على مدينة الضلوعية شمال بغداد ما أسفر عن سقوط 14 قتيلا.
وفشل مقاتلو التنظيم في السيطرة على حي الجبور في المدينة.
وقال ضابط كبير في الشرطة العراقية إن "هجومهم فشل لكن سقط ضحايا"، مشيرا إلى سبعة قتلى في كل من الجانبين أحدهم انتحاري من تنظيم الدولة الإسلامية قام بتفجير حزامه الناسف.
وأفاد مصدر أمني عراقي أن طيران التحالف الدولي تمكن من تدمير معسكر لتنظيم الدولة الإسلامية قرب قضاء الحويجة في محافظة كركوك. وقال ضابط برتبة عميد في الاستخبارات "إن ضربات موجهة من طائرات التحالف الدولي استهدفت معسكرا لتنظيم داعش في منطقة الحاوي بقرية الدناديش التابع لقضاء الحويجة غربي كركوك ما أدى إلى مقتل تسعة مسلحين واصابة 11 اخرين".
من جهة اخرى، تمكنت قوات الجيش العراقي والبشمركة والحشد الشعبي من تحرير عدد من القرى غرب قضاء الطوز باتجاه مدينة تكريت.
وقال شلال عبدول قائمقام الطوز إن "قوات الحشد الشعبي والبيشمركة والجيش العراقي شرعت فجر الأربعاء بعمليات نوعية دقيقه صوب مناطق وقرى كانت تخضع لسيطره داعش منذ العاشر من شهر حزيران(ينويو) وخاضت اشتباكات عنيفة ما أدى إلى مقتل أربعة عناصر من القوات الأمنية المشتركة فيما قتل 15 مسلحا من داعش بينهم سبعة فقط في قيرة بير أحمدات".
وتابع أن القوات تمكنت من "تطهير قرى بير أحمدات الأولى والثانية وعبود والحليوات الصغيرة والكبيرة" موضحا أن "قوات بدر بقيادة أمينها العام هادي العامري شاركت في العملية، كما اشتركت سرايا السلام التي يقودها مقتدى الصدر".
وقررت فرنسا الأربعاء "تعزيز" وسائلها العسكرية في العراق حسب ما أعلنت الرئاسة الفرنسية في بيان دون أن تحدد ما إذا كانت تعزيزات في العتاد أو العديد أو الاثنين معا.
وأفاد البيان أن "رئيس الجمهورية قرر تعزيز الوسائل العسكرية المستخدمة". مضيفا: "ستتم عملية التعزيز بشتى الوسائل وفي كافة المجالات لتكون فعالة وبلوغ الاهداف المحددة".
وأعلنت فرنسا لاحقا إرسال ثلاث طائرات رافال الى الإمارات وفرقاطة إلى مياه الخليج.