المعركة ضدَّ دولة الاحتلال الإسرائيلي المغطاة بإجراءات العدوان الأميركي مستمرّة، بل في أوجها، والشرعية الفلسطينية على رأس شعبها مستمرة في التقدُّم وتحقيق الانتصارات، بينما نتنياهو المغطى بانحياز فاضح من ترمب لا يستطيع الخلاص من مأزق، فالاتهامات تلاحقه هو وزوجته، ويبدو الجهد الذي يبذله الرئيس الأميركي لإنقاذه جهدًا ضائعًا بلا فائدة، والترويجات التي تُمعِن بها جماعات المسيحيانية اليهودية بقيادة مايك بنس نائب الرئيس الأميركي لا قيمة لها.

في الأيام الأخيرة تقدَّم الفلسطينيون في المعركة الحامية التي يخوضونها بخمسة قرارات من الجمعية العامة للأمم المتحدة، صدرت بأغلبية ساحقة لصالحهم، مع أنَّ أميركا ترامب وصلت إلى الانكشاف الذي جعلها تهدّد الأمم المتحدة نفسها نتيجة لتجرّع الفشل، فقد حاولت أميركا حرمان دولة فلسطين من عضويتها في منظمة منع انتشار الأسلحة الكيماوية، فباءت بالفشل المخزي، وحصلت فلسطين على انتصار آخر من الوزن الثقيل، بتصويت الجمعية العامة بالأغلبية الساحقة بعدم الاعتراف بالقرارات الإسرائيلية والأميركية المستجدة ضد القدس، سواء الاعتراف بها أميركيا عاصمةً لـ(إسرائيل)، أو نقل السفارة الأميركية إليها.

الأميركيون لم يتعوّدوا على تجرّع هذا النوع من الفشل، قراراتهم خاطئة، وغير شرعية، ومنحازة بغباء منقطع النظير، ولكنّهم يتخذونها بسطحية مقيتة فتلقى الفشل، فيزداد الحقد الأميركي والإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، ولكنّهم يواصلون النزال بكفاءة عالية في ظل قيادتهم التي تتحرّك بشكل واسع بكل الاتجاهات دفاعًا عن الحقوق والمصالح والإنجازات، ولقد وصل ردّ الفعل الأميركي إلى لحظة فارقة، عندما قامت أميركا ترامب بتهديد الأمم المتحدة نفسها، بإلغاء دورها في صراع الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية، إذا لم تصوّت لصالح وضع "حماس" على قائمة الإرهاب، وهو ما رفضته القيادة الفلسطينية مستندةً في ذلك إلى القانون الدولي وقرارات الشرعية الفلسطينية.

الإسرائيليون خائفون ومرتبكون ويسألون أنفسهم، ماذا لو انقلب ترامب عليهم؟؟؟ رجل مثله يمكن أن يفعلها، فماذا سيفعلون حينئذ؟؟؟ وخاصّةً أنّهم يقرأون تصريحات سفير أميركا في (إسرائيل) ديفيد فريدمان، فيجدون أنّه يبدو شخصًا قادمًا من الفراغ ليس إلّا، متعصّب خاوي الوفاض ليس إلّا، يسبب المزيد من الضرّر والكراهية، وليس منه أدنى فائدة.

نتنياهو يلعب مع ائتلافه ألعابًا بهلوانية متظاهرًا أنّه في أمان، فتُكذّبه الاستدعاءات له ولزوجته أمام الشرطة، وملفه يتضخّم، وفقط هو يقول إنّ الاتهامات ليس لها أساس!!! مَن يخدع مَن؟؟؟ نتنياهو يخدع ترامب، أم ترامب سيبيع نتنياهو في اللحظة المناسبة، القيادة الشرعية الفلسطينية تواصل التقدم، تواصل العمل، تواصل الاشتباك الذكي، وتراقب التفاعلات بانتباه شديد، وباستعدادات قصوى.

المطبِّعون يكتشفون أنَّ تطبيعهم لم يجعلهم يصبحون شيئًا، والجبناء الذين يهربون من المعركة الحقيقية في القدس إلى الضجيج الأبله، لا يزيدهم هروبهم إلا انكفاءً ولعنةً واحتقارًا، وعشتِ يا قدس يا بوّابة الأرض إلى السماء.