قال الرئيس "محمود عباس" إن الأردن وفلسطين اتفقا على اتخاذ موقف واحد وموحد من أفكار وزير الخارجية الأميركي جون كيري في سياق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية القائمة حاليا.

وحسب بيان للديوان الملكي الأردني مساء الثلاثاء، بعد لقاء جمع الرئيس عباس بملك الأردن عبد الله الثاني، صرّح  الأول أن الجانبين تبادلا الرأي فيما يطرح من أفكار "حتى يكون موقف الأردن وموقف فلسطين واحدا موحدا دون أي لبس أو إبهام".

وأكد الرئيس أنه طرح خلال لقائه بعبد الله الثاني "كل ما لدينا وما سمعناه، ووضعنا أفكارنا الموحدة في الإجابة والرد على ما يقدمه كيري".

وشدد على أن "كيري ما زال يطرح أفكارا ونحن نناقش هذه الأفكار وسيأتي في فترة قريبة، ولدينا أيضا لقاءات مستمرة مع مساعديه حتى تنضج الأفكار قبل أن يقدم إطارا للاتفاق الذي سيطرحه علينا".

ونقل بيان الديوان الملكي الأردني عن العاهل الأردني تأكيده لعباس على أهمية صون مصالح وحقوق الشعب الفلسطيني.

وأورد أن الملك الأردني أكد للرئيس الفلسطيني أن "الأردن يضع في قمة أولوياته حماية مصالحه الوطنية العليا، خصوصا فيما يتصل بقضايا الوضع النهائي".

وجاءت تصريحات الرئيس بعد أن وصل لعمان في خضم جدل تشهده العاصمة الأردنية بعد التسريبات الأخيرة عن خطة طرحها كيري على الجانبين الأردني والفلسطيني تتضمن أفكارا عن دور أردني في الترتيبات الأمنية في غور الأردن الذي أعلنت إسرائيل رفضها التخلي عنه في سياق أي تسوية مع الفلسطينيين.

كما تأتي قبيل جولة أخرى لكيري في المنطقة من المقرر أن تبدأ الأسبوع المقبل، وقبيل الإعلان عن تفاصيل خطة كيري المتوقع نهاية هذا الشهر.

ولم تخف قوى سياسية أردنية مخاوفها من أطروحات كيري، وعبرت كتلة العمل الوطني البرلمانية التي يرأسها رئيس مجلس النواب الأسبق "عبد الهادي المجالي" عن قلقها من سرية الأفكار التي يطرحها وزير الخارجية الأميركي.

وقالت الكتلة في بيان لها إن أكثر ما يقلقها "الإصرار من كل الأطراف ذات الصلة على إحاطة المفاوضات وتفاصيل ما يعرضه الوزير الأميركي في جولاته المكوكية بالغموض، وبما لا يتسنى للدول والشعوب العربية أن تقف على حقيقة هذه المفاوضات ومآلاتها والنهايات التي تريد بلوغها".

ودعت الحكومة الأردنية إلى "الانتباه والحذر من احتمال فرض الولايات المتحدة الأميركية تصوراتها للسلام على السلطة الفلسطينية والأردن والمنطقة".

واعتبرت أن وضع واشنطن مطالب إسرائيل غير المحقة كأولوية أولى تتقدم على حقوق الشعب الفلسطيني "تهديد وجودي حقيقي وشطب لحقوق الشعب الفلسطيني وهدر لنضالاته وتضحياته، كما لا نتصور أن تعمل أميركا وإسرائيل على اتفاقية إطار تراعي مصالح الأردن الحيوية، سواء مصالحه الداخلية أو تلك التي تتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني التي هي أولوية أردنية كبرى".