حوار مسؤول إعلام حركة "فتح" - شعبة صيدا محمد الصالح

   هو مناضلٌ صلبٌ منذ صغره، وسليلُ عائلةِ مناضلةٍ تؤمنُ أنَّ فلسطين الأرض والوطن والقضية والهُويّة والمقدَّسات لا يمكن التنازل عنها، ولا عن ذرّة تراب واحدة منها.

شامخٌ هو بشموخِ أشجار زيتون فلسطين وجبالها الشمَّاء، إنَّه د.جمال نزّال عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، والنّاطق الرسمي بِاسمها في أوروبا.

لقد عُرِف هذا المناضل الفتحاوي الأصيل بين أبناء شعبه بأخلاقه العالية، وأدبه الرفيع، وثقافته الواسعة، وهو صاحبُ فكرٍ ورأيٍ مستنير، ويملك بُعدَ نظرٍ للأحداث، ورؤيةً سياسيّةً واضحةً تبلورت من فهمه المتطوِّر وفكره الواقعي. ومن هنا كان لنا هذا الحوار معه للإضاءة على آخر المستجدّات على الصعيد الفلسطيني عمومًا وعلى صعيد حركة "فتح" على وجه الخصوص.
 

1. برأيك هل تحقَّقت المصالحة الفلسطينية فعليًّا؟ وما هي أبرز التّحديات التي تواجهها؟

عملية المصالحة تُشبِهُ قطارًا انطلق بأمان، ولكنَّ وصوله المحطّة المبتغاة رهنٌ بتكاتف جهود وتوفُّر نوايا سليمة. البداية خيّرة وميمونة حتى الآن، وقد تمَّت بفضل صبر وجهود الرئيس واستجابة "حماس" للمطالب التي طرحتها الفصائل، وهي حلُّ حكومة "حماس" "اللجنة الإدارية" والانسحاب من المعابر. ويبقى أن يثبت ابتعاد "حماس" عن مظاهر السلطة كافّةً في غزة كي لا تكون في الوطن سلطتان بقانونين اثنين. برنامج المصالحة طويل، ولكنَّه عملي وقابل للتطبيق.

أمَّا الخط الأحمر لنا، فهو إمكانية بروز سُلطة تتحدَّى سلطة الدولة. نحن لا نريد أن نتشاءم، ولكن هناك أصوات تخريبيّة لا تستحقُّ التوقُّف عندها ومنحها فرصة.

2. كيف تقرأ زيارة الرئيس محمود عبّاس المفاجئة للمملكة العربية السعودية؟

بالنسبة لزيارة الرئيس للمملكة العربية السعودية فهي أمرٌ طبيعيٌّ نظرًا للاعتبار العالي الذي يكتسبه عُمقنا القومي كفلسطينيين عرب معروفين بحرص قيادتنا على توثيق التنسيق العربي العربي. البديل عن العروبة هو مفاهيم هلامية نجحت في تقويض الاستقرار وهدم الأمن في بلدان عربية تُواجه الانهيار. فالعروبةُ إطار استراتيجي منيع، وبديلٌ للظلامية الساقطة التي أصبحت كدوامة تبتلعُ كلَّ شيء. السعودية ومصر والأردن ودول الخليج والمغرب العربي عُمقنا الحميد وجسرنا للعالم إسلاميًّا وغربيًّا.

3. ونحن على أبواب ذكرى استشهاد القائد الرئيس ياسر عرفات، كيف تُقيّم حركة "فتح" نفسها بعد ثلاثة عشر عامًا على استشهاد مؤسّسها؟

ذكرى استشهاد أبو عمار مبعَثُ أسى واعتزاز في نفس الوقت. شهادته براءة "فتح" من كلِّ ما تشدَّق به المفلسون. نعم لقد فاوضَ أبو عمار (إسرائيل) ردحًا من الزمن، ولكنَّه مثل خلفه الكريم أبو مازن لم يُعطِ المحتلين ما تطلَّعوا إليه من شرعية للاحتلال. جيلُ اليوم قد لا ينتبه إلى أنَّ أطول حرب عربية إسرائيلية وقعت بعد اتفاق "أوسلو"، أي ما يُعرَف بالانتفاضة الثانية، وخلالها هدمت (إسرائيل) مقرّات الأمن الفلسطيني، واحتلَّت المقرات الحكومية، وحُوصِر مكتب ياسر عرفات حتى قتلوه بالسّم، وذلك انتقامًا منه ومن المؤسّسة الأمنية التي خاضت حرب الدفاع عن شعبها، وهي في خندق الوطن. أمّا حول المفلسين وقوتهم إزاء ذكرى كهذه وسيرة كهذه، فتفقأ عيون الحسد بعود الحقيقة الماحقة لشرور الادّعاء! "فتح" عقدت مؤتمرَين اثنين لتجديد الصفوف القيادية منذ استشهاد ياسر عرفات، وانبعثت بشكل جديد خلف قيادة الرئيس أبو مازن.

بطبيعة الحال هناك تحديات وأخطار، ولكن هناك قيادة تعي متطلّبات المواجهة وجماهير عريضة ذات حافزية وثّابة. و"فتح" بخير.