تاريخيا تعودنا على التفوق العسكري الاسرائيلي في مواجهة كل انتفاضاتنا واحتجاجاتنا وفي كل مرة كان الشعب الفلسطيني يتكبد خسائر باهظة في الارواح والاموال من دمائه وبيوته ومقدراته ولعل نتيجة الحرب الاولى والثانية على غزة مثالا حيا على على مثل هذه التضحيات والخسائر مقارنة بالخسائر التي قد تلحق بجيش ومستوطني الاحتلال بفعل نشاط المقاومة الفلسطينية والتي تكاد لا تذكر امام حجم الخسائر التي يتكبدها شعبنا حتى ولو كان هناك عمليات فدائية نوعية كبدت الاحتلال خسائر وأضرار مهمة لكن لا مجال للمقارنة بين خسائر الطرفين .

بكل الاحوال على مر سنوات الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وتعدد الحروب واشكال العدوان على شعبنا سواء داخل الاراضي المحتلة أو في خارجها لن يستطيع التاريخ ان يسجل في صفحاته ولو سطرا واحدا يتضمن ان الشعب الفلسطيني استسلم ورفع الراية البيضاء بل على العكس من ذلك كلما اشتد العدوان عليه وكلما كان حجم فاتورة مقارعة الاحتلال كبيرا كلما ازداد الشعب الفلسطيني قوة وصلابة وتصميم على مواصلة النضال حتى تحقيق كل اهدافنا الوطنية المشروعة وتقرير المصير ودحر الاحتلال واقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وتحرير الاسرى وعودة اللاجئين الى بيوتهم التي هجروا قسرا منها لذلك كان نصرنا دائما يتمثل في افشال مخطط الاحتلال بإرغام شعبنا على رفع الراية البيضاء والاستسلام وبالتالي فالاحتلال لم ينتصر مرة واحدة علينا حتى وان لم يهزم .

لكن اليوم وبفعل صمود ورباط اهل القدس وتحرك كل اهل الضفة وغزة وبعض الشعوب العربية استطاع الشعب الفلسطيني وقيادته والفضل دائما يعود لرباط المقدسيين وتصميمهم على فداء الاقصى بأرواحهم والدفاع عن مسجدهم برباطهم وتصميمهم على ارغام كيان الاحتلال على التراجع عن كل الاجراءات التعسفية التي اتخذها بحق الاقصى والقدس والنتيجة كانت ان انتصرت الصلاة وانتصر الشعب الفلسطيني على مشاريع الاحتلال التهويدية رغم انهم كانوا عزل من اي سلاح الا سلاح الايمان بحتمية النصر وانكسر كيان الاحتلال أمام رباطنا وتراجع بشكل واضح عن كل اجراءاته وتدابيره امام الضغط الشعبي الفلسطيني ولم يستطع هذه المرة ان يفرض املاءاته وشروطه لأن المقدسي كان سيد الشارع وسيد الموقف وصاحب القول الفصل ومارس سيادته رغم رشاعة الاحتلال ومستوطنيه فأرغم نتنياهو على ازالة كل الابواب الالكترونية والكاميرات الحرارية والممرات الحديدية ورضخ لارادة حرائرنا وشيوخنا وشبابنا على ابواب الاقصى في مشهد مذل ومهين للاحتلال وحكومته شاهده كل العالم لذلك اقول وأنا مطمئن وأخيرا هزمت اسرائيل.