منذ أكثر من 800 عام لم يغلق المسجد الأقصى المبارك، ومنذ احتلاله من الصهاينة قبل ما يزيد عن نصف قرن لم يُغلق ولم تمنع الصلاة فيه، والأعظم من ذلك كله هو تركيب كاميرات مراقبة وبوابات إلكترونية مؤخراً في ساحات وبوابات المسجد الأقصى المبارك، وكذلك المصادقة من قبل هذه حكومة الغاصبين الصهاينة على (قانون القدس موحدة)، ولا يزال المسلسل الاحتلالي الحقير للاعتداء على أقدس بقعة إسلامية في العالم بعد مكة المكرمة، هو المسجد الأقصى في فلسطين؛ حيث تم اغلاقه، واستباحة حرماته وساحاته، ومنع الصلاة فيه ومنع رفع الأذان للمرة الأولى منذ احتلاله في العام 1967م، وما حصل يؤكد على خطورة ما تخطط له عصابة الصهاينة من الحكومة اليمينة المتطرفة من خلال السعي لتأجيج وإشعال حرب دينية، سيكون لها عواقب وخيمة على الأمن والسلام في المنطقة بأسرها؛ فلقد أقرت ووافقت اللجنة الوزارية لكيان الاحتلال الإسرائيلي لشؤون التشريع، يوم الأحد، على مشروع قانون يمنع تقسيم مدينة القدس، وكأن القدس الشريف غربيها وشرقيها لهم؟!!

وأكبر دليل على تطرف حكومة الاحتلال الحالية هو حصول إجماع للتصويت الصهيوني لصالح مشروع القانون من قبل اللجنة؛ حيث يُنص القانون على أنه يمنع تقسيم القدس إلا بموافقة 80 عضواً في الكنيست، حتى ولو كان ذلك في إطار أي تسوية سياسية مع الفلسطينيين!!؛ ولقد حاولوا من قبل إحراق المسجد الأقصى ونسفهِ وتفجيره، كما أن الحفريات الإسرائيلية أسفل المسجد واعلاه مستمرة، كما أن الغاصبين من حكومة غُلاة المستوطنين بزعامة نتنياهو سوف تسبب إجراءاتها بإشعال فتيل حرباً دينية لا تبقى ولا تذر، من خلال ممارساتها الإرهابية، والإجرامية بحق القدس الشريف، والتي تعتبر الروح والنفس للعرب والمسلمين وإن خارت قوتهم وهزُلت عزيمتهم اليوم، ولكنهم كالبركان الهادر تحت أعماق الأرض، لو انفجر سيحرق الأخضر واليابس وستكون له تداعيات رهيبة سوف تذهل الاحتلال وتجعله يندم أشد الندم على ما يقوم به من أعمال إرهابية إجرامية بحق المقدسات الاسلامية والمسيحية في فلسطين المحتلة؛ فالمسجد الأقصى المبارك وحائط البراق والقدس 144 دونم هي من صميم عقيدة العرب والمسلمين، وقبلتهم الأولى ومسرى نبيهم صل الله عليه وسلم، ومعراج وبوابة الأرض إلى السماء، وفيها الماضي والحاضر والمستقبل؛ لقد تدرع الاحتلال بعملية الشباب الأبطال الشهداء من عائلة جبارين الذين نفذوا عملية ضد جنود الاحتلال في القدس، فقام بإغلاق المسجد الأقصى، وفرض العديد من الاجراءات القمعية والعقابية، متخذاً من العملية الفدائية ذريعة لعملية اغلاق المسجد وتهويدهُ!؛

وفي الحقيقة تلك الاجراءات لم تتوقف ولو يوماً واحداً بحق الفلسطينيين خصوصاً من سكان القدس من المقدسين، أو المسجد الأقصى الشريف المبارك أطهر بقاع الأرض بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة؛ فالمسجد الأقصى المبارك هو وما حوله لايزال يومياً يتعرض للتهويد والتقسيم وتغير معالمها الديمغرافية والجغرافية، ومحاولات مستمرة لطمس طابعها العربي والإسلامي من قبل غُلاة الصهاينة والذين استغلوا الوضع العربي الخامل، وانشغال الدول والشعوب العربية بربيعهم الأسود الدموي؛ فوصلت الجُرأة بالصهاينة إلى إغلاق المسجد الأقصى المبارك في وجه المصلين المسلمين، وإلى التهديد العلني بهدم المسجد الأقصى المبارك وبناء الهيكل المزعوم مكانهُ؛ وتلي ذلك التهديد اعتداءات واقتحامات يومية للأقصى ووصل الأمر إلى أكثر وأخطر من ذلك؛

واشتد التنكيل بسكان القدس من الرجال والنساء والأطفال والشباب والشيوخ، بدعم كامل من جيش الاحتلال المُجرم؛ لقد استأسد خنازير المستوطنين الغاصبين لما علموا الصمت العربي على جرائمهم فزاد بطشهم و ظلمهم!! وازدادت وتيرة التنكيل بالمقدسين وبكل أبناء الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجدهم في الأرض المحتلة حتى وصل القتل والتنكيل إلى الفلسطينيين في فلسطين المحتلة عام 48م؛؛ ولقد نسوا هؤلاء الصهاينة أو تناسوا بأن شعب الجبارين المجاهدين المؤمنين بالله ورسوله؛ شعب الفدائيين، والذين حين الباس يهبون كالأسود؛ سيوفهم بتارة وقلوبهم جبارة؛ ولقد بلغ السيل الزُبي وبلغت القلوب الحناجر، وبلغت سلطات الاحتلال حداً غير مقبول من العربدة، وتجاوزا الخطوط الحمراء كلها؛ وبذلك يريدون تحويل الصراع إلى صراع ديني وأعتقد أن هذا الأمر سيحدث يوماً ما ولكنه لن يكون لصالح المحتلين الغاصبين وسوف ينقلب السحر على الساحر، ويندمون على اليوم الذي فكروا به في اغلاق وهدم المسجد الأقصى المبارك، لأن في القدس طائفة على الحق مرابطين وظاهرين لعدوهم قاهرين، ومن في القدس، وللقدس اليوم إلا المقدسيين الأبطال، هؤلاء الأبطال المرابطون على ثرى فلسطين والمسجد الأقصى المبارك، يدافعون عن كرامة الأمة العربية والإسلامية، وعن الأرض المباركة المقدسة بأرواحهم ودمهم الطاهر في ظل قمع قوات الاحتلال وعصابة نتنياهو وقطعان المستوطنين للمصلين في المسجد الأقصى المبارك الذي وضع بوابات الكترونية ولا يسمح للدخول والخروج للمسجد إلا من تلك البوابات القمعية الاجرامية في المسجد. إن إجراءات الاحتلال التصعيدية والاجرامية ستشعل حرباً دينية قريبة، وإقرار (الكنيست)، منع تقسيم القدس مدعين سيادتهم الكاملة على القدس شرقيها وغربيها؛ ستجعلهم يدفعون الثمن غاليًا على جرائمهم تلك؛ وأن النار ستحرق أصابع من أشعلها ومن يلعب فيها؛ وليعلم الاحتلال بأن القدس كُلها شرقيها وغربيها وحائط البراق عربي إسلامي، وتلك المُقدسات خط أحمر لا يمكن لأي أحد في العالم أن ينتهك تلك المقدسات المباركة دون أن يلقي العقاب والرد المناسب وسيعلم غلاة المستوطنين وعصابتهم الإجرامية من وزرائهم أيّ مُنقلبٍ ينقلِبون؛

وأن تحويل الصهاينة الصراع لديني، فيه اقتراب نهايتهِم وقرب أن ينطق الحجر والشجر ضد اليهود الغاصبين الظالمين المحتلين، لأن للبيت ربٌ يحميه، إن لم يهب الحكام العرب والمسلمين والشعوب لحمايته!؛ وليعلم العالم كلهُ أن القدس الشريف هو مفتاح السلام، وكذلك مفتاح الحرب في العالم، فمنه يبدأ السلام ومنه تندلع الحرب.