قريباً جداً، ستكون الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية محطاً للأنظار على مستوى العالم أجمع، حيث يحل الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب ضيفاً، ويعقد فيها ثلاث قمم محورية، قمة سعودية أميركية، وقمة خليجية أميركية، وقمة عربية إسلامية أميركية من المتوقع أن يشارك فيها قرابة أربعين زعيماً، تناقش فيها القضايا ذات الأولوية الكبرى في المنطقة والعالم، وأهمها قضية الإرهاب والقرار بهزيمته، والتدخل الخارجي داخل الدول، وتحويل أجزاء من شعوبها إلى مجرد جاليات للاستخدام من بوابة الطائفية، والسلام الفلسطيني الإسرائيلي الذي طال انتظاره وأغلقت إسرائيل كل الطرق المؤدية إليه حتى أنها سدت أذنيها وأصبحت عاجزة عن الاستجابة لمطالب إنسانية محضة قدمها الأسرى الفلسطينيون المضربون عن الطعام منذ أكثر من شهر، بالإضافة إلى قضايا التطرف والتنمية بكل آفاقها والشباب.

وبلا شك، وبالرغم من ابتلاء المنطقة العربية بشكل أساسي بمحنة الإرهاب العابر للحدود، والمأجور نيابة عن آخرين، لكن المنطقة بشكل أساسي هي من أشد المواجهين للإرهاب، ومن أكثر أجزاء العالم انجازاً على مستوى مواجهة الإرهاب، ولا بد من الاتفاق الحاسم حول هذه المسألة، فلا يجوز أن يبقى إرهاب يصنف مع المصالح وآخر يغض النظر عنه مثل جماعة الأخوان المسلمين المهزومة وغيرها من المسميات، ولا بد من الاتفاق الحاسم أيضاً على حل القضايا الأقدم والأكثر عدالة التي يشكل استمرارها دون حل حاضنة رئيسية للإرهاب، وهذا ما يتهرب منه الإسرائيليون دائماً، حتى أنهم ينسبون لأنفسهم كل نجاح وينكرون جهود ومساهمات الآخرين.

قبل هذه القمم الثلاث مع الرئيس ترامب جرى قدر كبير من التنسيق بينياً مع عدد من الدول العربية، والتشاور مع الأشقاء والأصدقاء في بعض الدول الإسلامية، والتنسيق سيكون أكثر في قمة الرياض، لأن هذه القمم الثلاث التي تعقد في قلب العالم العربي والإسلامي، في الرياض يجب أن نحصل منها على أكبر قدر من المكاسب والاستقرار، وخاصة أن المنطقة العربية في الست سنوات السابقة دفعت الثمن الأكبر جراء الإرهاب، وفواجع اللاجئين، وتحطم البنى التحتية للعديد من الدول، ومن يدفع أكثر يجب ألا يخرج فاضي الوفاض، كل العقول مفتوحة بكفاءة، والآمال كبيرة، ودرجة التأهل العالية، أما المعطلون والنائمون والناقمون، فذلك موضوع آخر.