حولت حماس وللأسبوع الثاني على التوالي, منابر وساحات المساجد لحلقات من الردح والتشهير والتكفير والفتنة والسباب والشتم, الأمر الذي زاد من استياء وغضب المصلين في أنحاء محافظات قطاع غزة ووصل لحد رفض بعضهم الصلاة احتجاجا على الخطب السياسية البعيدة عن سماحة وأخلاق الدين الإسلامي.

واشتكى العديد من المصلين في انحاء متفرقة من محافظات غزة من أسلوب الخطباء التابعين لحماس, مؤكدين أنهم يذهبون للصلاة لسماع الموعظة الحسنة لا الغلظة السيئة , وتعلم سماحة الدين لا تغول الخطباء, وأكد البعض أنه ترك المسجد وأقام الصلاة في منزله لأن ما سمعه كان خارجا عن كل قيم الدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

الشاب محمود "ع" (29 عاماً), عبر عن استيائه الشديد لما حدث اليوم في خطبة الجمعة بمخيم المغازي, مشيراً إلى أن أحد نواب حماس صعد إلى المنبر, وقبل أن يسمى باسم الله ويصلي على رسوله الكريم, بدأ بوصلة سب وقدح ضد كل ما هو غير حمساوي, واصفا كل المواطنين غير المنتمين لحماس بالـ "منافقين", و"المتخلفين عن ركب الجهاد والمقاومة" حسب تعبيره.

وأضاف الشاب في حديثه لـ "الحياة الجديدة": "أصيب جميع من كان متواجدا في المسجد بالدهشة والصدمة, وانسحب عدد منهم خارجاً, فيما بقي آخرون خوفا من بطش قوات أمن حماس بهم إذا ما جادلوا أو عارضوا هذا الخطيب الحمساوي،  مردفاً: "بعد انتهاء الدرس السياسي لهذا الخطيب وخروج المصلين بدا التذمر واضحا على وجوه الجميع حتى بلغ الأمر أن تمنى البعض لو لم يصلِ اليوم كي لا يسمع هذه الخطبة الحزبية المقيتة التي تثير الفتنة".

وفي جنوب قطاع غزة, ذكر مواطنون لمراسل "الحياة الجديدة" أنهم تجولوا في عدد من مساجد محافظة رفح رغبة منهم في تفادي أن يصلي بهم أحد قادة حماس، لكنهم فشلوا ووجدوا أن الأمر منسق له من خلال توزيع حركة حماس لعناصرها على كافة المساجد للجمعة الثانية على التوالي ولتكفير كل ما هو غير حمساوي.

المواطن سليم عبد السلام "40 عاماً" من جنوب قطاع غزة, أبدى استياءه لما حدث في مسجد الحي الذي يسكنه وأدى صلاة الجمعة بداخله اليوم مؤكدا أن الأولى لخطباء حماس أن يعلنوا مساندة الأسرى في معركتهم البطولية ضد السجان الإسرائيلي بدلا من حلقات الردح والشتم لبعضنا وإثارة الفتن بين أبناء شعبنا.

الجدل والاستياء أيضا بدا واضحا على نشطاء مواقع التوصل الاجتماعي "الفيسبوك", والذين أبدوا تذمرهم من أسلوب خطباء المساجد في غزة , وقال الناشط محمد زياد: "أن أحد المصلين في المسجد الذي أدى صلاة الجمعة فيه, لم يعجبه كلام الخطيب, وأخذ يجادله أمام المصلين, وفي آخر المقام انسحب المصلي ورفض الصلاة بالمسجد"، وقال الناشط عمر شاهين في تغريدة له: "أن أسوأ أنواع الحكام هم الخطباء لأنهم يستبدلون الحقيقة باللغة".

تعليقات بعض النشطاء لم تخلو من السخرية والانتقاد الشديد, وفي ذلك قال محمد مراد ان خطيب الجمعة قال للناس اصبروا ورابطوا ونحن في مرحلة ابتلاء ومحن وفي نهاية الخطبة استقل "الجيب" وغادر المكان".