لكل فتاة فلسطينية خلف القضبان حكاية، ومع مرور الزمن تصبح قصة حنين وشوق وحب للوطن.. لكل حكاية تفاصيل، وتبقى أصغر أسيرة مقدسية منار مجدي شويكي (16 عاماً) شاهدة على قسوة السجان بحق الاسيرات القاصرات داخل سجون الاحتلال، الذي لا يفرق بين شاب وطفل وبين سيدة وطفله.

تروي والدة الاسيرة  منار من سكان حي الثوري جنوب الاقصى المبارك لحظات اعتقال ابنتها منار مرتين خلال الشهر الماضي، وتقول: "إبنتي كانت في الصف العاشر بمدرسة بنات القدس التابعة لوكالة "الانروا"، والاعتقال الاول 6-12-2015 أثناء انتظار شقيقتها إسراء من انتهاء المدرسة لتعود للمنزل برفقتها عند الساعه 12 ظهراً، لكنها تفاجئت بمحاصرتها من قبل قوات الاحتلال وطائرة هيلوكبتر تجوب في سماء القدس وتقيد يداها وتعرضها للضرب ولكمات مما اصيبت بجروح وروضوض في الوجه".

وأضافت انها تلقّت الخبر بعد عودة زوجها حيث كانت تحضّر الغداء لأطفالها، "شعرت بسرعان خفقات نبضات قلبي وتجمد جسدي، دون الاستيعاب لما سمعته أذني عن إعتقال منار"، أخبرها زوجها ان شرطة الاحتلال اتصلت به وابلغته باعتقال ابنته وأن عليه التوجه للمركز من أجل التحقيق معه.

وأوضحت ان الاحتلال افرج عن منار بعد يومين من الاعتقال والتحقيق، وقرر حبسها في المنزل لمدّة 4 أيام، وسجن منزلي لمدة 4 أيام، وذلك بعد أن انقذها شباب بلدة سلوان وبعض الاجانب كانوا شهود على أنها لم تنفذ عملية وان الجنود حاولوا تلطيخ يداها بالدماء والضغط عليها بأن تلمس السكين، الا أنها كانت ترفض بعد ان ساندها ووقف الى جانبها ابناء البلدة طالبين منها عدم لمسها، لتكتمل الجريمة الكاذبة بحق طفلتها وتلفيق تهمة بحقها.

وتابعت: شبح الاعتقال وتلفيق التهم بحق منار بقي يلاحقها، حاولنا مساندتها والوقوف الى جانبها من اجل تقديم امتحانات الفصل الاول وبالفعل قدمت اثنين من الامتحانات وفي تاريخ 21-12-2015 تلقيت اتصالاً من مديرة المدرسة بان منار تعاني من اوجاع  وألم، جاءت للبيت دون تأخير ولكن كانت تتألم بعد اصرارها  بان تذهب لوحدها لطبيب الاسنان في محيط مدينة القدس لتلقي العلاج ولكن في يومها ذهبت ولم تعود للمنزل".

تستكمل حديثها والالم الداخلي يظهر على لسانها لتقول: "في هذا اليوم المشؤوم مر بصعوبه لعدم معرفتي انا ووالدها عن مصير ابنتي هاتفها في البيت، نبحث عنها دون جدوى، اعتقدت انها توجهت لاحدى خالاتها ولكن لم تكن متواجده وكان الخوف والقلق حتى ساعات نهار اليوم الثاني يزداد لعدم تلقينا خبراً عنها".

تلقي والدها اتصالاً من غرف التحقيق في شرطة القشله، يفيد ان منار معتقله، ويجب عليه ان يتوجه لغرف التحقيق، وعلى غفلة حاصرت قوات من شرطة الاحتلال المنزل، وخلال المداهمة عبث الاحتلال بمحتوياته بشكل مستفز ومهين، وصادر جهاز الكمبيوتر، وفلاشة تخزين بيانات، وكتب مدرسية تتعلق بمنار.

في بداية العام الجديد شاهدت ام منار بنتها، لون وجها شاحب، تنظر بعيونها تارةً تبكي وتارة أخرى تضحك، دون ان تدرك لما يدور حولها، وبعد انتهاء جلسة المحكنة التي تأجلت حتى 2-2-2017 بعد استلام المدعى العام تقرير ضابط السلوك على ان يتم تنفيذ الحكم بالسجن لمدة 6 سنوات بعد الاتفاق بين المحامي والمدعى العام.

وعن حياة طفلتها روبطها بعائلتها قالت أم منار ان ابنتها " وردة وياسمين البيت حتى في كثير من الاحيان نسميها ياسمين لانها تحمل العطر الفواح مليئة بالحياة والحب والحنية كانت ابنتي وصديقتي وكل شئ في حياتي،  كانت تساعدني بامور البيت وخواتها الصغار، متفوقه بدراستها وتحديدا باللغة الانجليزية، تطمح ان تنهي دراستها الثانوية لتدرس صحافة واعلام، افتقدها كثيراً واشعر بالحزن الشديد والانعزال لانني أتذكر الاماكن الذي كانت تشاركني بكافة المناسبات".

أضافت: اخواتها الثلاثة اسراء 10 سنوات ميار 7 سنوات  ريماس 3 سنوات يعشن حالات اكتئاب وبنفسيّة صعبة خلال اعتقال شقيقتهم، واشقائها الاثنين عبد المجيد 14 سنة، واحمد 12 عاماً على أمل الافراج عنها وعودة الحياة للعائلة".

بدوره قال رئيس نادي الاسرى والمعتقلين المقدسيين أمجد أبو عصب ان داخل سجون الاحتلال يقبعن نحو 16 أسيرة مقدسية أكبرهن عالية العباسي (51 عام)، ومن ضمن الأسيرات أربع فتيات قاصرات أصغرهن منار شويكي (16 عام).

وأضاف أن عدد المعتقلين في حي الثوري جنوب الاقصى المبارك  وصل حسب الاحصائيه لعام 2016 لـ 55 معتقلا من بينهم القاصرة  منار شويكي،  ومن أصحاب الاحكام العاليه  أسرى الانتفاضه  الثانيه عام    2002  من الحي وهم: مهند جويحان، أحمد شويكي، أمجد ابو ارميله، وسمير غيث.