في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني صدح أذان الأقصى بحناجر وأصوات تلامذة مدرسة الحاج بهاء الدين الحريري في صيدا رفضا لقرار سلطات الاحتلال الاسرائيلي بمنع صوت الآذان في القدس والأقصى وتضامناً مع اخوتهم ورفاقهم في فلسطين الذين يواجهون ممارسات وانتهاكات العدو الاسرائيلي .

وشارك مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان التلامذة وقفتهم التضامنية التي انضم اليهم طلاب من مدارس الأونروا في صيدا وبحضور مدير التربية والتعليم في الوكالة بصيدا، وأسرة البهاء تتقدمها المديرة وداد النادري، والمشرف العام نبيل بواب .

رافعين شعار "بأعلى أصوات الإيمان .. لن يسكت الآذان" ومن على منصة ارتفع فوقها مجسم لمسجدي قبة الصخر والأقصى اطلق الطلاب المشاركون صرختهم التضامنية مع الشعب الفلسطيني في يومه العالمي فيما جسّد الطالب عبد الرحمن الزعتري شخصية مؤذن الرسول الصحابي بلال بن رباح ورفع الأذان تأكيدا على بقائه صداحا قوياً في الأقصى والقدس .

وانشد الطلاب النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني وكانت كلمة للطالبة يارا زيدان التي وجهت التحية إلى المقدسيين مسلمين ومسيحيين لوقوفهم بوجه انتهاك الاحتلال للشعائر الدينية الاسلامية وقالت: أنتِ يا فلسطين مهبط الأديان وأنت يا قدس الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين، أرض الأنبياء، ومهد المسيح، من أرضك عرج الرسول إلى السماوات السبع وتلقى أمر الصلاة من سابع سماء.

ورأى المشرف العام نبيل بواب أن اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني هو محطة من المحطات الهامة للتأكيد على أحقية قضية هذا الشعب الذي اغتصب العدو الاسرائيلي أرضه وشرده. وها هو الاحتلال الصهيوني يمعن في انتهاكاته للحرمات والمقدسات فيمنع رفع صوت الاذان من مآذن القدس.

والقى المفتي سوسان كلمة بالمناسبة توجه فيها بالتحية إلى مدرسة البهاء الحاضرة في كل المحطات الوطنية والإنسانية والثقافية.

وقال:نقف في حضرة فلسطين والقدس لنقول أن هذا الشرق لا قيمة له بدون فلسطين لأنها مهد الأنبياء والرسالات والحضارات والثقافات الانسانية، وفلسطين لا قيمة لها بدون القدس والقدس لا قيمة لها بدون الأقصى وكنيسة القيامة. في الاقصى التقى الأنبياء في ليلة الاسراء والمعراج، ومن الأقصى صعد النبي محمد إلى السماوات العلى، وفي هذه الليلة فرضت الصلاة وكان الاذان مقدمة لهذه الصلاة، وفتحت القدس لكل المؤمنين ولكل الأديان لتبقى القدس على مر الأيام والأزمان مدينة اسلامية مسيحية عربية. ثم بعد ذلك حصل ما حصل حتى جاء الخليفة عمر رضي الله عنه من المدينة إلى القدس برسالته وبدين محمد يحمل العدل والاعتدال لا يفرق ولا يميز بين دين ودين وبين لون ولون وبين لغة ولغة وهذا بلال الذي جسده طالب من البهاء ورفع الأذان، كان اسود اللون وكان عبدا وكان يباع في أسواق مكة حتى جاء الاسلام ونبي الاسلام فأعتقه، وجعل منه انساناً له كرامة الحياة والوجود ويوم الفتح يختاره رسول الله ليصعد إلى سطح الكعبة وليرفع الاذان.

ووجه سوسان التحية إلى كل المعتقلين في السجون الاسرائيلية و إلى كل الشهداء وأسرهم وعائلاتهم وقال: اليوم في فلسطين البيوت تهدم، الأطفال تيتم، النساء ترمل، الشباب يعتقل، المقدسات تنتهك، ووصلوا إلى حد منع الاذان من المآذن، إن فلسطين اليوم تعاني وشعب فلسطين يعاني هذه قضية يجب أن تبقى دائماً حية في القلوب والنفوس. واعتقد انكم وبثقافتكم وبتربيتكم وبالتوجيه الذي تتلقونه هنا في مدرسة البهاء تبقى قضية فلسطين حية كريمة حتى يعود الفلسطينيون إلى بلادهم.

وتطرق سوسان إلى وضع المخيمات فقال: إنَّ الذين يعيشون هنا في المخيمات هم أهلنا وإخواننا وأحباؤنا وأصدقاؤنا، ومخيم عين الحلوة هو جزء من هذه المدينة يشاركها حياتها وآمالها وأحلام ابنائها. نحن نريد أن تبقى الاحلام في عيون الأطفال الفلسطينيين وأن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المدنية، حق العيش بكرامة الحياة والحق الوطني في العودة إلى فلسطين، هذا يحتاج دائماً إلى حوار وإلى تنسيق وإلى اتفاق بين المسؤولين اللبنانيين والفلسطينيين. وإنَّ صيدا بثقافتها وبتربيتها وببوصلتها تتجه دائماً إلى فلسطين وهي قدمت شهداء من أجل فلسطين. نقف اليوم جميعاً لنقول تحيا فلسطين عربية مسلمة قوية عزيزة تعود إلى أهلها في أقرب وقت ممكن.

وتحدث محمود زيدان فشكر بإسم الأونروا ومدارسها وطلابها أسرة البهاء ادارة ومعلمين وطلاباً. لافتاً إلى أنَّ هذا النشاط النوعي يأتي كأصدق أشكال التضامن مع الشعب الفلسطيني من مدرسة تربي الأجيال على حب الوطن وتعزز الهوية الوطنية والعربية دون تمييز بين أطفال فلسطين وأطفال لبنان.

وفي الختام قدم بواب لوحة للمسجد الأقصى إلى المفتي سوسان ولوحة مفتاح العودة إلى زيدان.