وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}، أي: لا يوجد في الدنيا أحد أظلم وأشد جرمًا وظلماً، ممن يمنع مساجد الله عن ذكر اسم الله فيها، وإقامة الأذان الصلاة والعبادة فيها، وغيرها من الطاعات؛ فلم يتجرأ على منع الأذان، وإعلان الحرب على الله عز وجل سوى عصابة نتنياهو الصهيونية المجرمة وأفراد العصابة من قطعان الغاصبين المستوطنين من حكومة اليمين المتطرفة؛ فلم يغار العرب والمسلمين على وقف رفع الأذان من فوق مآذن المساجد وخاصة ثاني مسجد وضع في الأرض، المسجد الأقصى المبارك الذي أنشأت أساساتهُ الملائكة الكرام؛ ولكن الله عز وجل يُمهل ولا يهمل، ويغار إن انتهكت حرماتهِ، فلقد جاء في الحديث الشريف الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الله تعالى يغار، وغيرة الله تعالى أن يأتي المرء ما حرم الله عليه)، ومع تواصل دويلة الكيان الصهيوني المسخ بجرائمها بحق الأبرياء العُزل من أبناء الشعب الفلسطيني من حرق الأطفال مثل عائلة الدوابشة وغيرهم، إلى هدم البيوت وتفجيرها إلى قتل الأطفال والنساء والشباب بدم بارد؛ فجاء الرد الإلهي، "ولله جنود السموات والأرض، ولا يعلمُ جنود ربك إلا هو"، فالريح جندي من جنود الله عز وجل وكانت سبباً في إهلاك بعض الأمم الغابرة الكافرة، فمن الرياح أرسلها الله جل جلاله لواقح فيها رحمة للعالمين، وبالمقابل فإن الله جل جلاله أرسل ريحاً صرصراً عاتية تُدمر كل شيء بأمر ربها تدُمر ما كان يصنع المجرمون والملحدون؛ وها هي ألسنة النيران المستعرة اللاهبة لليوم الرابع على التوالي تشتعل في الغابات والأحراش في فلسطين المحتلة عام 1948م، وتمتد للمغتصبات (المستوطنات) مما جن جنون كيان الاحتلال الغاصب وأصبح يطلب النجدة، لإطفاء الحراق فجاءت الموافقة والاستعداد بالمساعدة لإطفاء الحرائق من تركيا، والأردن ومصر والسلطة الفلسطينية، في الوقت الذي جُن جنون الاحتلال فادعت، وزعمت شرطة قوات الاحتلال بأنه يوجد 12 مشتبهاً بهم بإضرام نيران "بشكل متعمد"، في نفس الوقت التي عادت فيه النيران لتشتعل من جديد بفعل أحوال الطقس الجافة وهبات سريعة من الرياح هناك، مع تأكيد خبراء الطقس من كيان الاحتلال أن سبب الحرائق هو الجفاف وقلة الأمطار والرياح وسرعتها وليس بفعل أي فاعل كما زعمت شرطة الاحتلال، وكما ادعي وزعيم العصابة الغاصبين المستوطنين نتنياهو؛؛؛ ولا تزال الحرائق مستمرة، وفي بلدة "بيت مئير" قرب القدس، ولا تزال عشرات طواقم الإطفاء تعمل على إخماد الحريق الذي شبّ ليلة أمس، ولم يتم إخماده كليا. 

وشهدت فلسطين المحتلة بعد أيام قليلة من قرار الاحتلال منع رفع الأذان في المساجد في فلسطين المحتلة شهدت بعدها البلاد حرائق واسعة في القدس وحيفا، وطالت الحرائق أحياء سكنية كاملة وتسببت بنزوح عشرات الآلاف وبأضرار جسيمة بالممتلكات، والتهمت ألسنة النيران عشرات البيوت والبنايات السكنية، والسيارات، بالإضافة الى الأضرار الجسيمة التي طالت الأحراش والأشجار في تلك المناطق. وتسببت الحرائق بإجلاء أكثر من 80 ألف مواطن غالبيتهم من حيفا التي تعتبر ثالث أكبر المدن في إسرائيل.

وفيما لم يتم تقدير حجم الأضرار الناجمة جراء الحرائق، إلا أن صورا ولقطات فيديو توثق أضرارا جسيمة للممتلكات، وخاصة البيوت التي احترق بعضها كليا نتيجة ذلك، كما وتسببت الحرائق بشل بعض المرافق الحيوية في كيان الاحتلال، حيث أغلق ميناء حيفا، ومطار صغير في حيفا أيضا، ونقل سجناء من سجنين في حيفا الى مناطق آمنة، بالإضافة الى إلغاء التعليم في جامعة حيفا، ومعهد التعليم العالي "الثخينون"، فيما لا تزال الدراسة معطلة  في حيفا؛ فكيان الاحتلال المسمى اسرائيل والعصابة اليمينة الصهيونية التي تحكم قد طغت في البلاد وأكثروا في فلسطين المحتلة الفساد والقتل، فصب الله عليهم صوت عذابه وانتقامه، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَاد، أي يسمع ويري، أَيْ يَرْصُدُ عَمَلَ كُلِّ إِنْسَانٍ حَتَّى يُجَازِيَهُ بِهِ، فكانت نصرة الله عز وجل لدينه ولمن يريد أن يمنع صوت الأذان ويزعجه سماع قول الله أكبر ، فليرحل العابرون الصهاينة وليعودوا أدراجهم إلى لندن صاحبة وعدهم المشؤوم وعد بلفور، وليعود إلى العم سام في أمريكا، ففلسطين ستعيشون فيها على حد الحراب، لأن شعب فلسطين صاحب الأرض والحق يقول لكم إننا هنا باقون وليرحل المحتلون الغاصبون الصهاينة.