دافيد بيتان، رئيس الائتلاف الحكومي في الكنيست، له من إسمه نصيب كبير، لاسيما وانه يرتبط بإسم الجنرال بيتان الفرنسي، الذي حرق فرنسا وتواطؤ مع النازيين الهتلريين عام 1940. بيتان الاسرائيلي رجل نتنياهو، كما اطلق عليه الكاتب الاسرائيلي يوسي فورتير، في مقالته، التي نشرت امس في "هآرتس" بعنوان "من أرسله - يسكت"، هو واقرانه في الإئتلاف الحاكم مكارثيو إسرائيل الجدد. في رده على إدعاء بيتان في حولون "نشرة السبت الثقافية" "بأن قتل رابين لم يكن عملية قتل سياسي، وانما قتل لوقف عمل ما؟" يقول فورتر " ان عهد بيتان بالنسبة لإسرائيل، هو عهد المكارثية بالنسبة لإميركا" ويتابع هو عصر "البلطجية، الجهل، الصفاقة وفقدان الخجل". ولولا الإعتبارات الخاصة بالكاتب لقال، انه عصر الفاشية، لإن المكارثية الاميركية والعنصرية الاسرائيلية، ليست سوى المدخل الطبيعي للفاشية، التي يقودها وينفذها الفاشيون الجدد في دولة التطهير العرقي الاسرائيلية.
بيتان رجل الظل لنتنياهو، إغتال مجددا إسحق رابين، رئيس الوزراء الاسبق يوم السبت الماضي، الذي أغتيل في مطلع نوفمبر 1995 بثلاث رصاصات من القاتل الإسرائيلي يغئال عمير نتيجة التحريض المجنون على عملية السلام. التي قادها رئيس الوزراء الحالي وحزب الليكود واركان الإئتلاف الحاكم. لانهم ارادوا إغتيال خيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967. وهو ما فعلوه تماما منذ صعود نتنياهو لرئاسة الحكومة اول مرة في العام 1996، ومازالوا يصفون أي أثر لعملية السلام من خلال عمليات التهويد والمصادرة للاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وإعلان العطاءات والبناء في المستعمرات القديمة والجديدة، وتغيير معالم القدس العاصمة الفلسطينية، وتبيض البؤر الاستعمارية وفق المادة 84 من إتفاق الإئتلاف اليميني المتطرف الحاكم، وقلب ركائز مبادرة السلام العربية وغيرها من عمليات القتل الميدانية لابناء الشعب العربي الفلسطيني، والانتهاكات الاستعمارية المتواصلة على مدار الساعة.
وبالعودة الى بيتان القاتل الجديد لرابين، يسأل المرء رئيس الإئتلاف الحاكم في الكنيست، ما هو الاجراء، الذي أراد ان يوقفه القاتل عمير؟ وإن لم يكن تصفية عملية السلام، فما هو الإجراء الشخصي او الاسرائيلي العام، الذي أراد القاتل يغئال إيقافه ومنعه؟ أليس في قول النائب بيتان جهل وأمية سياسية وبلطجة فاجرة ؟ وأليس هو تكميم لإفواه الاسرائيليين أنصار السلام؟ والآ يعني ذلك إجتثاثاً لبقايا الديمقراطية المحصورة بالاسرائيليين الصهاينة؟ وما هي دلالة أقوال القاتل الجديد؟
بيتان الاسرائيلي ليس جاهلا، بل يعي دلالة كل كلمة قالها في "نشرة السبت الثقافية في رده على سؤال الصحفية نحاما دويك المتعلق بذكرى إغتيال رابين ال21، حيث اراد القول، لا كبير في إسرائيل إن كان رئيسا للوزراء او نائبا في الكنيست او مسؤولا في مؤسسة NGO,s او رئيسا لحزب أو جنرالا في الجيش امام أهداف إسرائيل الاستعمارية. فإن لم يخضع الجميع لمشيئة اليمين المتطرف في مواصلة المشروع الاستيطاني الاستعماري ويناء إسرائيل من البحر إلى النهر على الاقل في المرحلة الحالية، وتصفية عملية السلام كليا، فإن مصيره لن يكون افضل حالا من مصير رابين.
كما ان النائب الليكودي اراد توصيل رسالة لقادة العالم اجمع وللفلسطينيين بشكل خاص، أن إسرائيل ليست معنية بالسلام، لان خيارها مواصلة مشروعها الاستعماري، وبالتالي لا مكان للدولة الفلسطينية بين النهر والبحر. أضف إلى انه شاء التأكيد على ان مصير القيادة الفلسطينية لن يكون افضل حالا من مصير رئيس وزراء إسرائيل الاسبق رابين. فهل وصلت رسالته إلى المعنيين ام مازال هناك إلتباس او غموض؟
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها