لم يبق سوى يوم لتتويج الفائز من الفنانين الثلاثة المتنافسين : محمد عساف واحمد جمال وفرح يوسف بلقب محبوب العرب، مما يحدو بابناء الشعب الفلسطيني وأشقائهم العرب من المحيط للخليج وفي المهاجر في قارات الارض الخمس بتكثيف التصويت للفنان العربي، الذي يستحق التبوأ للموقع المعنوي الكبير.

وكوني من المؤمنين والمقتنعين ووفقا للتقييم الفني والمهني العلمي بصوت الفنان محمد عساف، فإني أدعو الجميع من فلسطينيين وعرب، وكل من يحب الغناء العربي الاصيل من الاصدقاء في العالم التصويت له، ليكون محبوب العرب الحقيقي.

محمد عساف الفنان الشاب، الذي إرتقى سلم الفن منذ نعومة أظفاره،وهو في سن الخامسة، وبحث عن مكان لصوته مدعوما من والديه اولا ومن الفنان جمال النجار ثانيا، الذي افسح لمحمد نافذة مهمة للاطلالة على الشاشة الفضية عبر المشاركة له في بعض الاغاني الوطنية، ثم إعطاءه الفرصة ليغني أغاني خاصة به، منها: "عليِّ الكوفية عليَ" و "وشدي حيلك يا بلد" وغيرها، وثالثا من المؤسسة الاعلامية الفلسطينية (هيئة الاذاعة والتلفزيون) التي فتحت له الابواب للاطلالة من خلالها الى الشعب والعالم. هذا الشاب المجبول بالفن الملتزم، والذي يملك حنجرة ذهبية، النابت من أزقة المخيم والفاقة والفقر، والمسكون بهموم شعبه، يستحق الدعم من كل القوى والقطاعات السياسية والاقتصادية والثقافية والاعلامية والاكاديمية والاجتماعية ومن عموم ابناء الشعب العربي الفلسطيني في الوطن والشتات وداخل الداخل اولا وقبل كل الداعمين، ومن كل العرب المؤمنين برسالة الفن الجميل والاصيل ثانيا ليصل الى قمة البرنامج المميز "أرآب ايدول".

الفنان عساف لم يسلم من هجمات ومطاردة قوى التكفير والانقلاب الحمساوي الاسود، الذين هاجموه في المساجد وفي الشوارع وعبر تمزيق صوره المرفوعة على السيارات والابنية وفي الشوارع والساحات، وعندما تفوق وواصل مشوار الصعود الى القمة، لم يتراجع اولئك التكفريون عن منطقهم وسياساتهم، ولكنهم صمتوا قليلا خشية ردود فعل الشارع عليهم، غير انهم يرفضون الاعتراف بموهبته، وحينما سُّئل احد الناطقين الحمساويين عن موقف حركته من الفنان عساف، قال: إنه ابن عائلة محترمة !!

الفنان الفلسطيني المبدع إبن مخيم خانيونس، تمكن من فرض نفسه على الساحة الفنية العربية وبقوة، حين خرج عن دائرة المألوف في الوسط الفني الفلسطيني، وغنى الغناء الطربي وبالالوان واللهجات العربية المختلفة. حتى ان الفنان حسن الشافعي، قال له، ان صوتك تدوزن عليه الالات الموسيقية. وقال عنه رئيس اللجنة الفنية ، راغب علامة: انت صاروخ .وقالت عنه الفنانة الاماراتية احلام: انت اشبه باللاعب البرشلوني ميسي، الذي يستحضر كل الالوان الفنية، وقالت الفنانة اللبنانية نانسي: انت تشبه الجميع ولا احد يشبهك. وهذا لا ينتقص من الغناء الملتزم. لان عساف يغني، وسيغني كل الالوان الفنية.

كما انه إخترق جدار النمطية الفنية الفلسطينية، التي طبعت الفنانين الفلسطينيين في مجال الغناء، حيث إتسم الغناء بالطابع الوطني، الذي تغنى بالارض والشعب والثورة والشهيد والبارودة وجفرا والوحدة الوطنية، وفي الزمن السابق للنكبة، تغنى بالغناء الشعبي مثال "على دلعونة" و"طلت البارودة والفارس ما طل" والحصاد وغيرها من الوان الغناء كالزجل....إلخ وهذا يعزز من مكانة الفنان الفلسطيني في الوسط الفني العربي، ويعطي صورة جديدة للفلسطيني الباحث عن الدولة وتكريس الهوية الوطنية وإمتزاجها بالغناء بمدارسه المختلفة ومنها الطربي والعاطفي، والتي لا تنتقص من اهمية وقيمة الفن الفلسطيني، لان الشعب وهويته الوطنية بحاجة ماسة لكل الالوان والمدارس، فالانسان الفلسطيني، إنسان بكل معنى الكلمة يحب ويكره ويحزن ويفرح، ويناضل ويعتقل ويستشهد ولكنه لا ينقطع عن احاسيسه ومشاعره العاطفية الخاصة والعامة، ولكل لحظة من حياة الانسان إحتياجاتها الفنية. فكما يطرب الفلسطيني لسماع غناء سيدة الشرق ام كلثوم وعبد الحليم وعبد الوهاب وفريد ووديع الصافي وفيروز ونجاة وصباح وشادية وغيرهم من الفنانين المعاصرين من العرب، هو بحاجة لان يسمع الفنان الفلسطيني يؤدي الوان الغناء المختلفة، ومحمد عساف حقق هذا في الوسط الفني العربي، ولم يبق امامه سوى ان يشق الطريق بعد حصوله على اللقب لاختيار اغانيه الطربية ويحقق ذاته في هذا الميدان إسوة بالفنانين العرب، لاسيما وان لديه الخامة الفنية المتميزة.

محمد عساف الفنان الصاعد بحاجة ماسة لدعمنا له، وتصويت كل القطاعات وابناء الشعب والعرب من مختلف الاقطار العربية وفي المهاجر ليحصل على اللقب، لانه يستحق، وهذا لا ينتقص من قيمة اي فنان منافس له، لا من احمد جمال ولا من فرح يوسف، بل هو إنصاف لزميل لهم تميز نسبيا عنهم.