نظَّمت جمعية التراث الوطني الفلسطيني في لبنان بالتعاون مع تكتُّل الجمعيات والهيئات الأهلية في لبنان، معرض التراث الوطني الفلسطيني السادس في قصر الأونيسكو عصر الثلاثاء 2014/4/29، الذي يستمر حتى يوم الجمعة الموافق في 2 أيار، وتشارك فيه 35 جمعية من المخيمات الفلسطينية في لبنان.

وحضر الافتتاح وزير شؤون الأسرى والمحرَّرين في السلطة الفلسطينية عيسى قراقع، ومسؤول الملف الفلسطيني في حزب الله النائب السابق حسن حب الله، والنائب السابق نجاح واكيم، وبسام الهاشم ممثّلا التيار الوطني الحر، وسفير دولة فلسطين لدى لبنان أشرف دبور، وممثلي الفصائل الفلسطينية ومنهم مروان عبد العال، وعلي فيصل، وأبو عماد رامز، ورئيس المنتدى القومي العربي السابق معن بشور، ووزير العدل الأميركي الأسبق رامزي كلارك، ووفد برلماني يوناني، وممثّلين الجمعيات الفلسطينية المشاركة في المعرض، ورئيسة اتحاد المرأة الفلسطينية في لبنان آمنة جبريل، ووفد من الأسرى الفلسطينيين المحرَّرين من السجون الإسرائيلية، وحشد من أبناء المخيمات الفلسطينية، ومن اللبنانيين المناصرين للقضية.

وبعد النشيدَين الوطنيين الفلسطيني واللبناني، كانت كلمة الجمعيات المنظَّمة للمعرض ألقتها الطالبة آمنة الأشقر فأكّدت الهوية الوطنية الفلسطينية من خلال ما تقوم به هذه الجمعيات، بما هي تاريخ الشعب الفلسطيني الذي لطالما حاول العدو الإسرائيلي مصادرته وإلغاءه.

ثم ألقى النائب السابق حسن حب الله، فقال: "إن هذا المعرض يدل على أن فلسطين في وجدان هذه الأمة، مهما حاول المحتل الصهيوني ومن معه أن ينزعوا  فلسطين من الذاكرة، ومن هوية أهل فلسطين، وان هذا المعرض دليل على ان فلسطين ستبقى في وجدان الأمتين العربية والفلسطينية والعالمية".

وأضاف "في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني وفي يوم الأسرى حيث يعقد غدا في فندق كومودور منتدى عالمي للتضامن معهم، نقول أن جريمة أسر وحجز حريات الشباب الفلسطيني لا تقل عن جريمة احتلال فلسطين".

ودعا حب الله الى معاقبة هذا العدو على جرائمه، إذ إن "هناك ومنذ ما يزيد على ثلاثة عقود شباب فلسطينيون قابعون في سجون الاحتلال وسط صمت عربي ودولي"، مشددا على وقوف المجتمعَين العربي والدولي في يوم الاسير الفلسطيني بجدية ضد هذا العدو، ليس بالشعارات فقط ولا بالمؤتمرات على اهميتها، وانما "نريد عملا يجبر الاحتلال الإسرائيلي على اطلاق سراح هؤلاء الاسرى".

وتابع "في هذا اليوم التراثي الوطني الفلسطيني نؤكد ان المصالحة الفلسطينية قد أثلجت قلوبنا خاصة لأنها أزعجت اسرائيل، التي تعيش قلقا من هذه المصالحة، وانها تؤكد ان وحدة الشعب الفلسطيني عنصر قوة من اجل تحرير فلسطين"، خاتمًا بمباركة هذه المصالحة.

وألقى كلمة المقاومة الفلسطينية أبو عماد رامز، فوجه تحية إلى الشاعر الفقيد ابو عرب الذي رحل مؤخرا، مشيرا إلى أهمية المعرض وما يحتويه من مشغولات ومطرزات نسجت بخيوطها هوية وحدود وطننا الفلسطيني.

وقال: "إن ألوان العلم الفلسطيني توحدنا، ولا خيار أمامنا الا المقاومة بكل أشكالها بدءًا من أعمال هذا المعرض مرورا بالحجر والبندقية وبإرادة الشعب الفلسطيني".

ورأى أن المصالحة الفلسطينية إنما هي على الطريق الصحيح، مؤكّدا أن الوحدة كانت وستبقى عاملا من عوامل قوة قضيتنا.

وطالب طرفَي المصالحة بتنفيذ ما اّتفقوا عليه حتى لا يصاب الشعب الفلسطيني بالإحباط.

وألقى بسام الهاشم ممثّل التيار الوطني الحر كلمة أشاد فيها بالمصالحة الفلسطينية بين طرفَيها فتح وحماس، واصفا إياها بالرد الأصلح على العدو الإسرائيلي.

ونوَّه الهاشم بالإشغال اليدوية والمطرزات التي نفذتها نساء الجمعيات الفلسطينية بالمخيمات في لبنان، ولفت إلى أنها تمثِّل ترسيخًا لمعالم الحضارية الإسلامية والمسيحية في فلسطين، هذه المعالم التي يجهد العدو الإسرائيلي في تدميرها وتهويدها، وأعلن عن مد اليد للمصالحة الفلسطينية من اجل حمايتها، آملا ألا يكون مصيرها كسابقاتها.

وأثنى الهاشم على صمود الشعب الفلسطيني ودوره المقاوم عبر أجيال وأجيال، مشدّدا على أن التيار الوطني الحر على يقين أن إرادة هذا الشعب لن تتزعزع، وان لا قوة على ارض يمكنها إلغاء ارادة الشعب الفلسطيني او أن تقضي على حلمه بإقامة دولته المستقلة، مطالبًا بإقرار حقوق الفلسطينيين المدنية في لبنان لأنها تساعد على عودة الشعب الفلسطيني إلى دياره وليس العكس.

كما طالب بتصحيح اوضاع أبناء المخيمات، واعدا كتيار وطني حر بالعمل على المساعدة على إقرارها بالتعاون مع الفصائل الفلسطينية.

وألقى السفير دبور كلمة فلسطين فرحَّب بالمناضل الأميركي من اجل فلسطين رامزي كلارك، وبارك للشعب الفلسطيني وللأمتين العربية والإسلامية هذه المصالحة الوطنية الفلسطينية.

وأشار إلى أن "فلسطين تستحق كل الدعم لأنها البداية وصوت الحياة الأول، ولها نجتمع اليوم في هذا المعرض التراثي الذي يؤكد على هويتها الوطنية". واكد تمسك الشعب الفلسطيني بحق العودة وتحرير فلسطين.

ثم القى الوزير قراقع كلمة وجّه من خلالها تحية الى القائمين على تنظيم هذا المعرض الذي يحفظ الذاكرة الفلسطينية المتوقدة، ويؤكد على الحق الفلسطيني الذي سوف ينتصر على كل ما يقوم به الاحتلال الاسرائيلي.

وتابع "هذا المعرض انما هو الروح الفلسطينية العائدة الى فلسطين، وهذه هي رسالة المعرض"، وأكد متابعة الشعب الفلسطيني نضاله من اجل حقه بقيام دولته وعيشه الكريم. وختم ناقلاً تحيات الأسرى في سجون العدو الى الحضور، مشددا على مجيء اليوم الذي سيتحررون فيه من ظلم العدو الإسرائيلي.

وبعد الانتهاء من إلقاء الكلمات، شارك الحضور الروائية الفلسطينية حنان باكير توقيع روايتها الجديدة الصادرة عن دار نلسن للنشر بالتعاون مع جمعية ممكن وعنوانها "قصة الثائر محمد أبو جلدة" الذي قاوم الاحتلال الصهيوني قبل نكبة فلسطين العام 48.