بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية ليوم السبت 25- 10- 2025

*فلسطينيات
د. مصطفى يبحث مع نائب رئيس الوزراء وزير خارجية بلجيكا مستجدات الأوضاع

بحث رئيس الوزراء د. محمد مصطفى، مع نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية البلجيكي ماكسيم بريفو، مستجدات الأوضاع في فلسطين، خاصة سير وقف إطلاق النار في قطاع غزة وفق مبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والتطورات الميدانية في الضفة الغربية بما فيها القدس، في ظل استمرار اعتداءات قوات الاحتلال والمستعمرين.
وعبر د. مصطفى خلال مكالمة هاتفية، يوم الجمعة، عن الإدانة والرفض لتصويت الكنيست الإسرائيلية على فرض السيادة على المستعمرات في الضفة الغربية، لمخالفته كافة القوانين والشرعية الدولية ويهدد حل الدولتين ويقوض فرص السلام، مشددًا على ضرورة بذل المزيد من الجهود الدولية، خاصة الاتحاد الأوروبي، لوقف إجراءات إسرائيل بحق شعبنا، واستئناف تحويل عائدات الضرائب المحتجزة.
وثمن رئيس الوزراء اعتراف بلجيكا بدولة فلسطين لما فيه من دعم لحل الدولتين، بالإضافة لكافة أشكال الدعم السياسي والإنساني المقدم لفلسطين وشعبنا.
من جانبه، أكيد بريفو أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإدخال المساعدات بشكل يلبي كافة الاحتياجات، ودعم بلاده لدعم تنفيذ خطة التعافي وإعادة الإعمار، ومسار سياسي يفضي لتجسيد إقامة الدولة الفلسطينية وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

*عربي دولي
"اليونيسف" تحذر من ضياع جيل كامل مع انهيار قطاع التعليم في قطاع غزة

حذّر المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إدوار بيغبيدير من خطر ضياع جيل بكامله في قطاع غزة المحاصر والمدمّر، حيث يشهد نظام التعليم حالة "انهيار" بعد عامين من الحرب.
وقال بيغبيدير في تصريح صحفي بعد عودته من القطاع: "هذه هي السنة الثالثة بلا مدارس"، مضيفًا "إذا لم نبدأ انتقالاً حقيقيًا لجميع الأطفال في شباط/فبراير، فسنصل إلى سنة رابعة، وعندها يمكننا الحديث عن جيل ضائع".
ولفت إلى أنه مع سريان وقف إطلاق النار في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، تمكنت "يونيسف" وشركاؤها في قطاع التعليم من "إعادة نحو سدس عدد الأطفال المفترض أن يكونوا في المدارس إلى أماكن تعليم مؤقتة".
لكنه كان يتحدث عن التعلّم لا عن التعليم، ذلك أن "85% من المدارس دُمّرت أو أصبحت غير صالحة للاستخدام"، فيما تستخدم كثير من المدارس المتبقية كملاجئ للنازحين.
كما أن الأطفال والمعلمين يواجهون صعوبات التنقل المستمرة بسبب النزوح والعمليات العسكرية، في وقت ينشغل معظم المدرسين بتأمين الطعام والماء لعائلاتهم.
وتساءل بيغبيدير "كيف يمكن إعادة تأهيل الفصول الدراسية من دون إسمنت؟ نحن بحاجة أيضا إلى دفاتر وكتب وأدوات وقرطاسية بالحد الأدنى اللازم".
وأضاف: أن "الغذاء مسألة بقاء، أما التعليم فهو الأمل".
وأشار إلى أنه تأثر بشدة بما وصفه إصرار المجتمع الغزّي على "إعادة تنظيم حياته، تنظيف الأنقاض، إعادة فتح المتاجر الصغيرة، ومحاولة استعادة مظاهر الحياة".
لكنه أعرب أيضًا عن "صدمة" من حجم الدمار، قائلاً: "يصعب تخيّل أن 80% من أراضي القطاع سوّيت في شكل شبه كامل بالأرض" ولم يبق "سوى جيوب صغيرة من الأبنية هنا وهناك".
تجدر الإشارة إلى أن 20.058 طالبًا استُشهدوا و31.139 أصيبوا بجروح منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 على قطاع غزة والضفة.
وحسب وزارة التربية والتعليم العالي، وصل عدد الطلبة الذين استُشهدوا في قطاع غزة منذ بداية العدوان إلى أكثر من 19.910، والذين أصيبوا إلى 30.097، فيما استُشهد في الضفة 148 طالبًا وأصيب 1042، إضافة إلى اعتقال 846.

*إسرائيليات
"إسرائيل" تستعد لاستقبال دفعة من جثث أسراها بنهاية الأسبوع

نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مطلعة أنه يجري الاستعداد داخل إسرائيل لاستقبال دفعة أخرى من جثث الأسرى خلال نهاية الأسبوع الجاري.
وأضافت هيئة البث: "الإفراج المتوقع عن جثث الأسرى يأتي في أعقاب ما وصفتها بضغوط إسرائيلية وأميركية".
وفي الأثناء تستمر في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة لليوم السابع على التوالي عمليات البحث عن جثث أسرى إسرائيليين فُقدوا داخل نفق للفصائل الفلسطينية تعرض لقصف إسرائيلي خلال فترة الحرب.
وكانت الفصائل الفلسطينية قد طالبت بإدخال معدات ثقيلة عبر المعابر للمشاركة في عمليات البحث، الأمر الذي رفضته إسرائيل.
على صعيد متصل، قالت هيئة البث الإسرائيلية: إن "رئيس أركان الجيش إيال زامير أبلغ جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي أنه لا يمكن التقدم إلى المرحلة الثانية في خطة ترامب قبل أن تعيد الفصائل الفلسطينية بقية جثث الاسرى".
وأضافت: "تقديرات الأجهزة الأمنية تشير إلى أن الفصائل الفلسطينية يمكنها إعادة 10 جثث على الأقل من أصل 13 جثة، وأن مسؤولين في الاستخبارات العسكرية أبلغوا فانس أن الفصائل تستغل وقف إطلاق النار لإعادة بناء قوتها، مما يبيّن أنها لا تريد نزع سلاحها ولا التنازل عن الحكم في قطاع غزة".
وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعلن الأربعاء، أن إسرائيل تسلمت عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر جثماني أسيرين إسرائيليين من قطاع غزة هما تمير أدار وأرييه زلمانوفيتش، وذلك في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه أبلغ عائلتي الأسيرين بعد التعرف على جثمانيهما، وتمت إعادتهما لدفنهما داخل إسرائيل.
وكانت الفصائل الفلسطينية قد أعلنت في وقت سابق أنها انتشلت جثتي الأسيرين من تحت الأنقاض، وسلمتهما للصليب الأحمر مساء الثلاثاء الماضي.
ووفق بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي فجر الأربعاء، فإن أدار قُتل خلال هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث كان يشغل منصب نائب منسق الأمن وعضو فريق الاستجابة السريعة.
وأضاف البيان: أن "جثته أُخذت من قبل الفصائل الفلسطينية، وتم إعلان وفاته رسميًا في 4 يناير/كانون الثاني 2024".
أما زلمانوفيتش فاختُطف حيًا من منزله في كيبوتس نير عوز، وقال الجيش: إنه "توفي في الأسر يوم 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، ويُرجح أن سبب الوفاة كان نوبة قلبية كما ظهر في مقطع فيديو نشرته الفصائل الفلسطينية سابقًا".ً

*آراء
"دعوهم يواصلون ركوب الجمال" سيموريتش نموذج لذهنية استعمارية تتقن الغرور وتجهل القيم/ بقلم: مروان سلطان

لم يعد الغرور في الخطاب الإسرائيلي عابرًا، بل أصبح قاعدة يتفاخر بها المسؤولون وهم يتحدثون عن الآخرين بازدراء واستعلاء. وآخر تلك النماذج ما قاله الوزير الإسرائيلي سيموريتش، حين ظنّ أن التطور يُقاس بالإهانة، وأن الحديث عن السلام يمرّ عبر الاحتقار. صيغة من الخطاب المتهور لا تستند إلا إلى لغة واحدة من قصر النظر، والانغلاق، والاستعلاء.
من الواضح وضوح النهار أن لغة الخطاب الإسرائيلي في الوقت الراهن لا تقبل صيغ القبول بالآخرين، إذ تغشاها روح الاستعلاء والاحتقار والغرور. فهي ليست المرة الأولى ولا الأخيرة التي نسمع فيها مثل تلك التصريحات التي تقلل من شأن الآخرين، ولا ترتقي في تعاملها إلى المستوى السياسي الذي يُفترض أن يحتله وزير في دولة تدّعي الديمقراطية.
في السياسة كما في الحياة الاجتماعية، يمكن أن يُرفض أو يُقبل الطرح، وهذا أمر طبيعي في إطار النقاش والاختلاف. أما نعت الآخرين وقذفهم بعبارات دون المستوى القيمي والأخلاقي الذي يجب أن يتحلّى به مسؤول رفيع، فهو سقوط أخلاقي- وما أكثر السقطات الأخلاقية لدى الائتلاف الحكومي الإسرائيلي الحاكم اليوم، والتي يفترض ألا تمرّ مرور الكرام.
صرّح سيموريتش برفضه فحوى المشروع السعودي للسلام قائلاً: "دعوهم يواصلون ركوب الجمال على رمال الصحراء السعودية، ونحن سنواصل التطور بحق، في الاقتصاد، والمجتمع، والدولة، وكل الأمور العظيمة والرائعة التي نعرف كيف نفعلها".
الكلمة مسؤولية، وما يُقال في لحظة غرور قد يخلّف أثرًا يصعب معالجته.
لم يخطر في بالي أن أتناول هذا التصريح من منظور سياسي، وإن كان في جوهره تعبيرًا سياسيًا مقززًا، بل من الجانب الأخلاقي والقيمي الذي تعكسه مثل هذه الكلمات، التي نسمع مثلها كل يوم. فهي عبارات غير متوازنة، تنمّ عن اضطراب نفسي وعُقد استعلاء يصعب تبريرها.
سيموريتش ليس بالشخص المهم أو المؤثر في واقعنا العربي والفلسطيني، لكنه نموذج لذهنية الاستعلاء التي تتكرر في خطاب اليمين الإسرائيلي. لذلك فإن التوقف عنده لا يعني منحه أهمية، بل لأن ما قاله يعكس صورة أوسع من مجرد تصريح عابر، ويمثل امتدادًا لثقافة سياسية مأزومة تستبدل الثقة بالذات بالاحتقار للآخر.
الرصاص والكلمات حين تخرج من فوهتها لا تعود، بل تستقرّ في أهدافها وتترك أثرًا فادحًا في النفوس. وهذا التصريح بالذات ينطوي على دلالات استعلائية وعنصرية واضحة؛ فهو يحتقر شعبًا وثقافة بأكملها، عبر تصويرهم على أنهم متخلفون يعيشون على "ركوب الجمال"، في مقابل أنه ومن يمثلهم "المتحضرون المتطورون".
إنه خطاب استعماري قديم بثوب جديد، نظرة متجذّرة ترى في الآخر كائنًا أدنى حضاريًا وأخلاقيًا، وتمنح المتحدث حقّ السخرية والحكم عليه. ومن الناحية الأخلاقية، يُعدّ ذلك سقوطًا في الخطاب الإسرائيلي الذي يمتزج بالكراهية اليوم. مثل هذا الخطاب يعبّر عن أزمة داخلية عميقة، ويُعمّق الفجوة الثقافية والأخلاقية السائدة، ولا يحمل رؤية للأمن والسلام في المستقبل بين الشعوب.
باختصار، هذا التصريح ليس زلة لسان، بل مرآة لذهنية استعمارية وثقافة احتقار الآخر، تتناقض مع القيم الإنسانية ومتطلبات التعايش والسلام. ومن أراد السلام حقًا، فعليه أن يبدأ باحترام الآخرين لا باحتقارهم.
الكلمات التي تخرج من فم مسؤول، كالرصاص، لا تعود إلى فوهتها، لكنها تكشف معدن صاحبها. والمملكة العربية السعودية، بمشروعها للسلام، تضع معيارًا أخلاقيًا في مقابل الغرور الإسرائيلي، وتؤكد أن العروبة ليست رمالاً وجمالاً، بل مواقف وعطاء وحضارة تمتدّ في عمق التاريخ.