بقلم: رامي سمارة
شن المستعمرون، يوم الأحد، عدة هجمات استهدفت مزارعين ومتضامنين أجانب كانوا يقطفون ثمار الزيتون شرق بلدة ترمسعيا، شمال شرق رام الله.
تسببت تلك الهجمات في إصابة سيدة وشاب ومتضامن تعرضوا للضرب على يد المستعمرين، الذين أضرموا النار في أربع مركبات ما أدى لاحتراقها بالكامل، إضافة إلى سرقتهم محصول الزيتون.
قبل حلول الثامنة صباحًا، توجه المواطنون إلى أراضيهم في منطقة "الدلجة"، وفوجئوا بوصول المستعمرين قبلهم. وأوضح أحد المزارعين: "المستوطنون سبقونا"، وكان معظمهم يحمل العصي استعدادًا للانقضاض.
أحد المستعمرين أشهر سلاحه وهدد بإطلاق النار على المواطنين إذا واصلوا التقدم نحو حقولهم، فعادوا أدراجهم، ومن نجح بالوصول قبل ذلك اضطر للمغادرة تحت وقع الترهيب، بينما تحولت مركبات البعض إلى رماد.
وبحسب الناشط ضد الاستعمار عوض أبو سمرة، فقد تم إحراق مركبتين على الأقل في "الدلجة" الواقعة بين بلدة ترمسعيا وقرية المغير.
وقال وديع علقم، وهو شاهد عيان، إن المستعمرين انقسموا إلى فريقين: 20 منهم شنوا هجومًا من الجهة الشرقية انطلاقًا من البؤرة المقامة على أراضي سهل ترمسعيا، و30 آخرون اقتحموا المنطقة من البؤرة في مرج سيع بين المغير وأبو فلاح.
قام المستعمرون بترهيب المواطنين وتخويفهم بحضور قوات الاحتلال، التي أطلقت النار وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أجبر المواطنين على التقهقر أمام تلك العصابات المنظمة التي ترعاها الدولة بهدف السيطرة على الأرض ومنع الوصول إليها تمهيدًا للاستيلاء عليها.
في هذه الأثناء، بدأ المتضامنون بالتوافد إلى منطقة "الخلة" المجاورة، حيث كانت العائلات قد انتشرت بالفعل بين أشجار الزيتون لجني ثمارها، والأعين تترقب تلة مطلة من الممكن أن ينطلق منها خطر جديد.
بعد دقائق، وقع الهجوم المتوقع. عشرات المستعمرين باغتوا المنطقة، وانهالوا على كل من لم يشبههم بالحجارة، ما أدى إلى إصابة مسنة وشاب ومتضامن، وأحرقوا مركبتين وحطموا زجاج سيارات أخرى.
وأظهر مقطع مصور المستعمرين الملثمين أثناء اعتدائهم الوحشي، ومحاولة اقتحام مركبة مواطن تمكن من الترجل والفرار، بينما لاحقوه بالحجارة، وأسفرت أعمالهم عن احتراق مركبته وأخرى بجانبها.
في مقطع آخر، وثق مستعمر يلاحق أم صالح أبو عليا (50 عامًا) من قرية المغير، ثم انهال عليها بالضرب بعصا على رأسها، فتسقط مغشيا عليها، قبل أن تنقل لتلقي العلاج بمركبة اخترق زجاجها الخلفي حجر ألقاه مستعمر.
في مركبة أخرى، كان متضامن أجنبي يصرخ ألماً وهو يمسك يده اليمنى المتورمة بعد تلقيه ضربة من مستعمر، فيما عمل متطوعون على تقديم الإسعاف الأولي له.
وأمام وحشية الهجوم، فرت الأسر من الحقول حفاظًا على حياتها، تاركة خلفها السلالم والمفارش ومعدات جمع الزيتون والثمار التي جُنّت.
قالت أم أحمد سلامة، وهي تهبط من مركبة فرّت بها برفقة أسرتها على بعد عشرات الأمتار من أرضهم: طردونا. هجموا علينا وبدأوا بضربنا وطردونا. بقي الزيتون والمفارش تحت الشجر.
شاب فضل عدم الكشف عن هويته خشية ملاحقته من قبل الاحتلال، ذكر أن ما لا يقل عن 40 مستعمراً شاركوا في الهجوم، ولم يكن بمقدور العدد القليل من الأهالي الذين تواجدوا في محيط نقطة الانطلاق صدهم.
تقهقر المستعمرون وانسحبوا إلى بؤرهم، واستجمعت العائلات قواها وعادت إلى حقولها مستعينة بالمتضامنين، ظنًا أن الهجوم قد انتهى.
وبعد وقت قصير، اقتحمت قوة مما تسمى بـ"أمن المستعمرات" منطقة الخلة في ترمسعيا، وطردت المواطنين من أرضهم ومنعتهم من استكمال قطف ثمار الزيتون، بحجة منع "تفاقم الأوضاع".
ولما غادر المواطنون حقولهم تحت التهديد، انقض المستعمرون عليها وانتشروا فيها، وبدأوا بقطف ما تبقى على الأشجار من ثمار، وسرقة ما جمعه المواطنون قبل التعرض للهجوم.
تحيط بترمسعيا سبع بؤر استعمارية إلى الشرق والشمال الشرقي، فضلاً عن ثلاث مستعمرات إلى الشمال، في المنطقة الواصلة بين أراضي البلدة وقرى جنوب نابلس.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها