بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية ليوم الاربعاء 2025/10/8
*فلسطينيات
"مصطفى" يؤكد الدعم الكامل للأونروا باعتبارها ركنًا أساسيًا من أركان المسؤولية الدولية تجاه اللاجئين
جدد رئيس الوزراء محمد مصطفى تأكيده على دعم دولة فلسطين الكامل لولاية وكالة الغوث "الأونروا" باعتبارها ركنًا أساسيًا من أركان المسؤولية الدولية تجاه اللاجئين الفلسطينيين، مشددًا على أن دعم "الأونروا" ليس مجرد ضرورة إنسانية، بل هو ضرورة سياسية للحفاظ على الاستقرار واحترام القانون الدولي.
جاء ذلك خلال مكالمة هاتفية، يوم الأربعاء، مع المفوض العام "للأونروا" فيليب لازاريني.
وقال مصطفى: "لا يزال الوضع في غزة كارثيًا، حيث تُعدّ "الأونروا" العمود الفقري لتقديم الخدمات لملايين الأشخاص الذين يعتمدون على مدارسها وعياداتها وعمليات الإغاثة التابعة لها، ونؤكد استمرار التنسيق مع الأونروا لضمان استمرارية الخدمات الأساسية، وفي الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية يُعدّ وجودها بالغ الأهمية لتعزيز صمود المجتمع والتماسك الاجتماعي".
وأكد رئيس الوزراء مواصلة دولة فلسطين حشد الدعم السياسي والدبلوماسي من الشركاء والمانحين، وحثهم على تجديد مساهماتهم وزيادتها بشكل منتظم ومتعدد السنوات لضمان استمرارية الخدمات، لا سيما في قطاعي الصحة والتعليم.
وأشار مصطفى إلى أن موقف دولة فلسطين واضح بأنه لا غنى عن "الأونروا" ما بعد وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وستستمر مدارس "الأونروا" وعياداتها ومنشآتها الإغاثية في عملها، معبرًا عن كامل الرفض لأي محاولة لتجاوز "الأونروا" أو استبدالها، وضرورة استمرار دورها حتى التوصل إلى حل عادل وشامل للاجئين، بما يتوافق مع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.
*مواقف"م.ت.ف"
"شؤون القدس": عامان على حرب الإبادة في غزة والقدس في دائرة الاستهداف ذاته
قالت دائرة شؤون القدس في منظمة التحرير الفلسطينية: إن "مرور عامين على حرب الإبادة التي شنّتها حكومة الاحتلال على قطاع غزة في عام 2023، يُعيد التذكير بأن ما جرى لم يكن معركة عسكرية عابرة، بل فصلًا من فصول مشروع استعماري يستهدف اقتلاع الوجود الفلسطيني من جذوره، وتحويل المأساة الإنسانية إلى أداة سياسية لفرض الاستسلام والهيمنة".
وأوضحت الدائرة في بيان يوم الثلاثاء، أن "غزة التي ما زالت حتى اليوم تعيش تحت أنقاض الحرب والجوع والحصار، تمثل الجرح المفتوح في الضمير الإنساني، وأن استمرار سياسة العقاب الجماعي وحرمان المدنيين من الغذاء والدواء والمأوى هو جريمة مستمرة ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، مؤكدة أن ما يحدث في القطاع ليس استثناءً، بل هو امتداد للعدوان ذاته الذي يُمارس في القدس والضفة الغربية بأشكال مختلفة".
وأضافت الدائرة: أن "ما تشهده مدينة القدس والمسجد الأقصى من اقتحامات منظمة، وتشديدات أمنية لا سيما خلال الأعياد العبرية، وتوسّع استعماري ممنهج، يندرج في السياق ذاته الذي دمّر غزة: سياسة واحدة، وأهداف واحدة، جوهرها تغيير هوية الأرض، وتقويض الوجود الفلسطيني فيها، وتقسيم المكان والزمان وفق منطق القوة والتمييز الديني".
وشددت الدائرة، على أن الاحتلال لم يتوقف عن خوض حربه على الفلسطينيين، بل غيّر أدواته، من القصف في غزة إلى الحصار في القدس، ومن القتل المباشر إلى سياسات الخنق والتجويع، في تحدٍ صارخ للقانون الدولي الإنساني ولقرارات الشرعية الدولية، معتبرة أن تقاعس المجتمع الدولي عن محاسبة قادة الاحتلال يشجعهم على مواصلة جرائمهم دون رادع.
واختتمت دائرة شؤون القدس بيانها بالتأكيد على أن غزة ليست وحدها، وأن معركتها امتداد لمعركة القدس والأقصى وسائر الأراضي الفلسطينية، مشددة على أن إنهاء الاحتلال ومحاسبة مجرمي الحرب هما المدخل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار، وأن صمت العالم أمام الإبادة المتواصلة في غزة سيبقى شاهدًا على انهيار القيم التي وُجد القانون الدولي لحمايتها.
*عربي دولي
المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة
دعت المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر "آركو"، إلى وقف فوري لإطلاق النار وحماية المدنيين في قطاع غزة.
وحذّرت المنظمة في بيان صادر عنها من خطورة انتهاكات سلطات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة والصارخة للقانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف، إذ تواصل تصرفاتها اللاإنسانية في استهداف الأحياء السكنية والمرافق الطبية والإغاثية، وإعاقة المساعدات، وتجويع المدنيين.
كما دعت، المنظمة العربية منظمات المجتمع الدولي إلى إجراء تحقيقات مستقلة ومساءلة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والتحريض على الإبادة في القطاع ومعاقبتهم، داعية إلى جبر ضرر الضحايا، وفتح ممرات إنسانية مستدامة وآمنة، وإزالة العوائق الإدارية والعملية أمام إيصال المساعدات الإنسانية، وحماية المرافق الطبية والإغاثية.
*إسرائيليات
نتنياهو: "الحرب على غزة مصيرية وتحدد مستقبل إسرائيل"
قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، مساء الثلاثاء، إن "الحرب المستمرة على غزة مصيرية وتحدد مستقبل إسرائيل"، مكررًا أن "أهدافها استعادة جميع الأسرى، والقضاء على الفصائل الفلسطينية، وضمان ألا يشكّل قطاع غزة تهديدًا لإسرائيل".
جاء ذلك في بيان صادر بمناسبة مرور عامين على هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، اعترف فيه أن إسرائيل دفعت ثمنًا مؤلمًا للغاية، في الهجوم الذي وصفه بأنه "مجزرة مروّعة".
وكرر المزاعم، بأن "الرضّع والأطفال وكبار السن قُتلوا بوحشية، و251 شخصًا اختُطفوا إلى أنفاق قطاع غزة".
وأضاف: "نواصل العمل بكل السبل لإعادة جميع الأسرى، الأحياء منهم والقتلى".
واعتبر نتنياهو، أن "أعداء إسرائيل ألحقوا بها الأذى، لكنهم لم يتمكنوا من كسرها".
وتابع: "جنودنا وقادتنا يردّون بقوة غير مسبوقة في كل الجبهات، القريبة والبعيدة، ومن يرفع يده ضدنا سيتلقى ضربات قاسية".
واعتبر أن الحرب الحالية هي "حرب انبعاث ووجود"، قائلاً: إنها "حرب على الوطن وعلى مستقبلنا"، مشيرًا إلى أن "إسرائيل غيّرت وجه الشرق الأوسط وكسرت المحور الإيراني".
وأضاف: "سنضمن معًا خلود إسرائيل وانتصارها".
وختم نتنياهو بيانه بالقول: "نمر بأيام حاسمة ومصيرية، وسنواصل العمل لتحقيق أهداف الحرب كاملة"، على حدّ تعبيره، وذلك في ظلّ انتقادات وُجّهت إليه لتأخره في إصدار بيان في ذكرى الهجوم الأعنف الذي تعرّضت له إسرائيل.
*أخبار فلسطين في لبنان
منظمة التحرير الفلسطينية تستقبل وفدًا من التنظيم الشعبي الناصري في مخيم عين الحلوة
استقبلت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة صيدا برئاسة أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صيدا اللواء ماهر شبايطة، وفدًا من التنظيم الشعبي الناصري برئاسة عضو الأمانة العامة ناصيف عيسى أبو جمال، وذلك في مقر قيادة المنطقة داخل مخيم عين الحلوة.
وخلال اللقاء، جرى بحث آخر المستجدات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في ظلّ استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة وسائر مناطق الوطن، وما يرافقه من جرائم بحق أبناء شعبنا ومقدراته الوطنية.
وقد عبّر الوفد الزائر عن تضامنه الكامل مع الشعب الفلسطيني، مؤكدًا وقوف التنظيم الشعبي الناصري إلى جانب نضال شعبنا العادل من أجل الحرية والاستقلال.
وثمّن اللواء شبايطة هذا الموقف القومي الأصيل، مشيدًا بالعلاقات الأخوية التي تجمع الشعبين الفلسطيني واللبناني، وبالمواقف الثابتة للقوى الوطنية اللبنانية الداعمة للقضية الفلسطينية.
وأكّد الجانبان وحدة الموقف في مواجهة سياسات الاحتلال ومحاولات شقّ الصف الوطني، مشدّدين على ضرورة توحيد الجهود العربية والفلسطينية للتصدي للعدوان والدفاع عن الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا.
كما رفض الطرفان المشاريع الأميركية الهادفة إلى فرض واقع سياسي جديد في المنطقة، وفي مقدمتها ما يسمى بـ"الشرق الأوسط الجديد"، معتبرين أنّ هذه المشاريع لا تخدم سوى أهداف الاحتلال ومصالحه التوسعية.
واختُتم اللقاء بالتأكيد على مواصلة التنسيق والتعاون بين القوى الوطنية الفلسطينية واللبنانية بما يعزّز الصمود ويصون الحقوق الوطنية والقومية في مواجهة كل التحديات.
*آراء
عامان على الرماد.. حين يصبح الخراب ذاكرةً ناطقة/ بقلم: د. منى ابو حمدية
عامان مضيا على الكارثة، لكن الزمن في غزة لا يُقاس بالتقويم، بل بالأنقاض.
كلّ حجرٍ هناك يحمل تاريخًا من الألم، وكلّ ظلٍّ على الجدار تذكيرٌ بما كان إنسانًا ثم غاب.
في المدن التي تشهد الحروب، يظلّ الخراب مجرّد حادثٍ طارئ، أمّا في غزة، فقد صار نمطَ حياة، ومعنىً للوجود ذاته.
عامان من الليل الذي لا ينتهي، من الغبار الذي يسكن الرئة والذاكرة معًا، من الأطفال الذين تعلّموا العدّ لا بالأرقام، بل بأسماء الغائبين.
لم تكن الإبادة في غزة حدثًا عسكريًا فحسب، بل تجربةً إنسانيةً متطرفة، اختُبر فيها معنى الفناء الجماعي أمام صمتٍ عالميٍّ طويلٍ ورهيب.
تحوّلت المدينة إلى مختبرٍ للألم، وإلى مرآةٍ تعكس هشاشة الإنسانية حين تُترَك لتواجه الرماد وحدها.
هناك، في الزوايا التي لم تصلها الكاميرات، ما زالت الأرواح المجهولة تهمس في الحجارة، وما زال الغبار يروي ما عجزت عنه التقارير الدولية والخرائط الرسمية.
- صحراء إسمنتية تمتدّ بلا نهاية
بعد عامين، لم تعد غزة مدينةً تُرى من الأعلى، بل لوحةً رماديةً كثيفة تشبه صحراء من الإسمنت.
أحياءٌ كاملة اختفت من الخرائط، تحوّلت إلى فضاءاتٍ ملساء، لا ملامح لها، سوى بقايا جدرانٍ متفحمة تشير إلى حياةٍ كانت هنا.
الطرقات التي كانت تضجّ بأصوات الأطفال تحوّلت إلى ممرّاتٍ من الغبار، والبحر- الذي كان ملاذًا من الاختناق- صار هو الآخر شاهدًا على احتراق الذاكرة عند الشاطئ.
تصف دراسات العمران بعد الكوارث أن المدن لا تموت حين تُهدَم، بل حين تفقد تفاصيلها اليومية.
وغزة اليوم فقدت التفاصيل: لم يبقَ شارع يعرف نفسه، ولا نافذة تتعرّف على بيتها القديم.
في المساحات الرمادية الممتدة، تتكدّس الخيام مثل جروحٍ بيضاء وسط الركام، ترتجف في مهبّ الريح وكأنها تذكّر بأن الحياة لم تعد سوى إقامةٍ مؤقتة في الانتظار.
- محرقة الخيام: حياةٌ مؤقتة على أطراف العدم
في السنة الثانية، لم تعد الخيام رمزًا للنجاة، بل صارت دليلاً على استمرار العذاب.
تحت الشمس اللاهبة، وفي الليالي التي ينام فيها البرد على الأجساد، تتجاور القصص والحكايات كما تتجاور القبور.
الخيام ليست بيوتًا، بل شهاداتٍ قماشيةً على فشل العالم في إنقاذ البشر.
تُعرف في الأدبيات الإنسانية الحديثة باسم "الذاكرة المعلّقة"- حيث يعيش الناس بين الحياة والغياب، في انتظارٍ طويلٍ لا نهاية له.
فالخيمة تحمل رائحة النار والبلل، وأصوات بكاءٍ مكتومٍ يختلط بصفير الريح.
فيها أطفالٌ لا يعرفون من العالم سوى حدودها، ونساءٌ ينسجن من القهر ستائر كي يحفظن ما تبقّى من الخصوصية والكرامة.
تحت كلّ خيمة حكاية، وتحت كلّ حكاية نطفةُ وجعٍ جديدة، تولد كلّ صباح.
- الإنسان في مواجهة العدم
حين يُحاصر الإنسان بين الخراب والعزلة، يتحوّل وجوده إلى سؤالٍ فلسفيٍّ مفتوح:
كيف يواصل العيش في مكانٍ لم يعد يشبه الحياة؟
في غزة، لا ينجو أحدٌ فعلاً، بل يتعلّم الجميع فنَّ التعايش مع الفقد.
هناك، لا يُقاس الحزن بالبكاء، بل بالصمت الطويل، بالصبر الذي صار غريزة، وبالعيون التي ترى ولا تستطيع أن تصدّق.
يشير علم الاجتماع الكارثي إلى أن المجتمعات التي تتعرّض للإبادة تتغيّر بنيتها النفسية واللغوية على السواء.
في غزة، تتكلّم الوجوه لغةً واحدة هي لغة الصمت.
لا حاجة للكلمات حين يصبح الدمار أكبر من النطق، وحين تصير المشاهد اليومية- جثة على الرصيف، مدرسة بلا سقف، أمّ تبحث في الركام عن صورة- لغةً قائمة بذاتها.
- ما بعد الفناء: اللغة كذاكرةٍ للبقاء
في عامين من الإبادة والخراب، وُلدت في غزة كتابةٌ جديدة- كتابة الوجع والقهر.
هي ليست نصوصًا أدبية بالمعنى التقليدي، بل شهاداتُ وجودٍ تسعى لتثبيت أثر ما تبقّى من الإنسان.
من الرسائل التي لم تُرسل، إلى دفاتر الأطفال التي علِقت في الغبار، إلى الجدران التي كتب عليها الناجون أسماء أحبّتهم بخطٍّ مرتجف، كلّها تُشكّل أرشيفًا إنسانيًا مفتوحًا على الألم.
الكتابة هناك ليست ترفًا ثقافيًا، بل وسيلةَ بقاءٍ رمزية.
فالجملة التي تُكتب هي محاولة لإنقاذ شيءٍ من الفناء، وكلّ كلمةٍ تُقال تُعيد للحياة معناها ولو مؤقتًا.
في الأدب المقارن، تُسمّى هذه الظاهرة بـ "لغة الأنقاض"- أي اللغة التي تولد من قلب الدمار، لا لتُزيّن المشهد، بل لتمنحه شهادة الوجود.
- غزة بعد عامين.. الذاكرة التي لم تُدفن
مرّ عامان، وما زال الغبار معلّقًا في الهواء كطبقةٍ من الذاكرة.
لم تعد غزة تبحث عن الخلاص، بل عن الاعتراف: أن يُقال ببساطة إن ما حدث كان فناءً إنسانيًا لا يُبرَّر.
الإبادة لم تنتهِ، لأنها لم تُفهم بعد؛ فما زال العالم يمرّ من أمام الخيام كمن يمرّ أمام المرآة وهو يشيح بوجهه.
غزة اليوم ليست مدينةً مدمّرةً فحسب، بل ضميرًا مؤجَّلًا للعالم بأسره.
فيها يلتقي الرماد بالنجاة، والسكوت بالصرخة التي لم تُسمع بعد.
هي الذاكرة التي ترفض أن تُدفن، مهما تكاثف فوقها الإسمنت، ومهما طال الليل.
"في غزة، لا يعود الصباح كما كان.. لكنه، رغم ذلك، يأتي".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها