نتوجه إلى الله عز وجل أن يعجل في إنهاء هذه الحرب الظالمة التي فُرضت على شعبنا الفلسطيني، بعد أن أنهكت الإنسان والحجر على مدى عامين من الصراع والمعاناة. غير أن المؤشرات الراهنة توحي بأن المرحلة المقبلة قد تشهد إعادة إنتاج فصول جديدة من هذه المأساة، وربما بصورة أكثر قسوة وخطورة مما شهدناه في السابق.
- مقترح يفتقر إلى مقومات الحل
المقترح الذي قدمه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لا يبدو أنه يحمل في طياته ما يمكن أن يفتح الطريق نحو وقف الحرب أو وضع أسس حقيقية للسلام. بل على العكس، فإن ما تضمنه من أفكار ومبادئ قد يساهم في تفجير الوضع مجددًا، ويزيد المشهد السياسي تعقيدًا وتشابكًا.
- غياب التنفيذ العملي
بدلاً من تقديم مبادرة متوازنة تُلزم جميع الأطراف بآليات واضحة للتنفيذ، اكتفى ترامب بطرح مبادئ عامة لاتفاق سياسي، دون أن يُعنى فعليًا بمن سيقوم بتطبيقها على أرض الواقع، ولا سيما من الجانب الفلسطيني، الذي يُفترض أن يكون الشريك الرئيس في أي تسوية عادلة.
- تجاهل الحقوق الفلسطينية
يبدو أن هذا الطرح يتجاهل عمق المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، ويغفل المطالب الوطنية المشروعة التي لا يمكن تجاوزها أو القفز عنها. فسلام يُفرض من طرف واحد، دون ضمانات حقيقية لحقوق الفلسطينيين، لن يكون سوى محطة جديدة في دائرة الصراع المفتوح.
- الطريق إلى السلام العادل
إن الطريق إلى السلام الحقيقي لا يُبنى على الوعود الفضفاضة أو المبادرات المبتورة، بل على اعتراف صريح بحق الشعوب في تقرير مصيرها، وإرادة دولية صادقة تنهي هذه الحرب الظالمة، وتفتح الباب أمام مستقبل أكثر أمنًا واستقرارًا وعدلاً في المنطقة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها