في مقال رأي في صحيفة "هآرتس"، اعتبر الكاتب جدعون ليفي، أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة ليست اتفاق سلام، بل اتفاق فرضته الولايات المتحدة على إسرائيل.

ومع ذلك فهو يرى، أن الخطة بادرة أمل لوقف الحرب وإنقاذ الأرواح وتعكس قدرة الولايات المتحدة على فرض قراراتها على إسرائيل، إذ بدون ذلك سيظل الوضع جامدًا ولن يتحرك.

ويعتقد ليفي أن ما حدث أعاد العلاقات بين واشنطن وتل أبيب إلى طبيعتها، حيث تظل إسرائيل هي "الدولة العميلة" والولايات المتحدة "القوة العظمى".

وزعم، أن "هذا الوصف للعلاقات الأميركية الإسرائيلية تلاشى تمامًا في السنوات الأخيرة، حتى بدا في بعض الأحيان وكأن إسرائيل هي الراعي وأميركا محميّتها، خصوصًا في عهدي الرئيسين باراك أوباما وجو بايدن".

وأشار إلى أن هذا الاتفاق سيفضي إلى إطلاق سراح 20 أسيرًا إسرائيليًا و250 أسيرًا فلسطينيًا محكومين بالمؤبد و1,800 من سكان غزة المحتجزين في إسرائيل، معظمهم من دون محاكمة.

ووفقًا للكاتب، فإن إنهاء الحرب لا يصب في مصلحة غزة وحدها، بل في صالح إسرائيل أيضًا، التي تكبدت أضرارًا أخلاقية وإستراتيجية كبيرة بعضها يستعصي على الجبر.

وأكد ليفي أن العالم لن ينسى "الإبادة الجماعية" قريبًا، وأن أجيالًا ستمر قبل أن تنساها غزة، معتبرًا أن إسرائيل كان يمكنها تجنب الحرب أو إنهاءها بطرق مختلفة عبر التفاوض المباشر مع الفصائل الفلسطينية، وإبداء حسن النية، وأن ذلك ربما كان سيغيِّر المعادلة.

وقال: "ثم إن الانسحاب الكامل من القطاع والإفراج عن جميع الأسرى كان سيشكّل إشارة إلى بداية جديدة، لكن إسرائيل اختارت كالعادة أن تفعل فقط ما يُفرض عليها".

ويخلص ليفي إلى أنه "لا عزاء لسكان غزة الذين دفعوا ثمنًا لا يمكن وصفه، وقد ينساهم العالم مجددًا، لكنهم الآن في بؤرة الاهتمام".

ورغم الدمار الذي يشبه بما حدث لمدينة هيروشيما اليابانية بعد أن قصفتها أميركا بالقنبلة الذرية في خواتيم الحرب العالمية الثانية، فإن الكاتب اليساري الإسرائيلي قال: إن "غزة بقيت صامدة وأعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام الدولي".

ودعا إلى فتح القطاع أمام وسائل الإعلام كي يرى الإسرائيليون ما ارتكبوه، قائلاً: إنه "ربما لا جدوى من البكاء على اللبن المسكوب، لكن الدم المسفوح أمر مختلف".

وختم مقاله محذرًا من أن الاعتماد على القوة العسكرية وحدها يقود إلى الخراب، وأن السياسات الإسرائيلية في الضفة الغربية تنذر بتكرار تجربة غزة.