لا تَزرَعْ شَوْكاً ...
في دَربِ العابِرينْ...
إنْ لَمْ تَقدِرْ أنْ تُنبِتَ وَرداً،
فَكُفَّ يَدَكَ عن حِجارةِ الأذى،
واجعَلْ صَمتَكَ ظِلاًّ بارِداً ...
لأرْواحٍ تاهَتْ في قَيْظِ العالَمْ ...
***
إنْ لَمْ تُشعِلْ قَناديلَ الفَرَحِ ...
في عُيونٍ أطفأَها الحُزْن،
فَلا تُطفِئْ ما تبقّى مِنْ نُورٍ ...
في جَفنِها المُرهَقْ...
***
وإنْ لَمْ تَكُنْ جِداراً ...
يَسْنِدُ ظَهْرَ صَديقٍ ...
في عاصِفةِ الأيّام،
فَلا تَكُنْ ريحاً ...
تَزيدُ مِنْ تَصدُّعِه،
أو شَماتَةً ...
تُصفِّقُ لانكِسارِه...
***
فالعَلاقاتُ يا صاحِبي ...
لَيسَتْ مُقايَضَةً،
ولا لُعْبَةَ كَسْبٍ وخَسارَة،
بَلْ هِيَ جِسْرٌ مِنْ رَحْمَة،
وماءُ نَهْرٍ يَغسِلُ القُلوب،
ومَساحَةُ ظِلٍّ ...
يَتَفَيَّأُ فيها الإنسانُ ...
كَي لا يَذْبُلَ ...
في صَحراءِ وَحدَتِه ...
***
فَكُنْ عَبَقَ وَرْدَةٍ عابِرَة،
وكُنْ غَيْمَةً ...
 تَحمِلُ ماءً لا سِهاماً،
وكُنْ صَدًى يُردِّدُ ...
أُغنِيَةَ الطُّمَأنينَة،
فَرُبَّما ...
 يَلتَقِطُها قَلْبٌ جَريح،
ويُزْهِرُ بِها صَباحٌ جَديد،
وتُزْهِرُ مَعَهُ الأرْضُ...
حَيْثُ لا يَنطَفِئُ الأَمَلْ ...