شيوخ العشائر وزعاماتها هبّوا في وقفة أمام مكتب المحافظ في الخليل، معلنين التزامهم وولاءهم للرئيس أبو مازن والسلطة الفلسطينية. موقف مشرف يسجَّل لهؤلاء الشخصيات في مواجهة التوجهات الإسرائيلية الرامية إلى تسليم العشائر دفة إدارة شؤون الخليل وإلغاء حكم السلطة.
أمام مكتب المحافظ، وقفت الشخصيات وأُلقيت الكلمات، وشدَّ المحافظ على أيدي العشائر، مثمنًا دورهم في الحفاظ على النسق الوطني للعشائر وامتدادها.
كنت أتمنى أن أرى سكان محافظة الخليل، البالغ تعدادهم ما لا يقل عن ثمانمئة ألف نسمة، ينزلون جميعًا إلى الشوارع دعمًا للسلطة الفلسطينية. كنت أتمنى أن أرى عرفان كل مواطن بما قدمته السلطة الفلسطينية من خدمات في التعليم والصحة والصناعة والتجارة والزراعة وغير ذلك من المجالات، وما أكثرها. على مدى السنوات التي عاشتها السلطة الفلسطينية، كان لها أثر إيجابي في جميع القطاعات، ووصلت خدماتها تقريبًا إلى كل بيت، مقدمةً الدعم للمواطن. ليس هذا من باب تحميل الجميلة، لا سمح الله، بل هو الواجب الوطني، وستبقى السلطة تقدم خدماتها لكل مواطن وفي كل مكان.
هبة العشائر استمرت بضع ساعات، والحديث عنها سيبقى لسنوات، وتناقلتها وسائل الإعلام التي عبّرت عن رؤيتها ورفضها للمشروع التصفوي للسلطة الفلسطينية. لكن الموضوع أخطر بكثير من مجرد هبة لساعات أو يوم وتنتهي. فالشعب الفلسطيني أمام خيار إسرائيلي احتلالي يفرض على المجتمع الفلسطيني تأثيره وامتداده لسنوات طويلة، لذا يحتاج إلى خطة محكمة وبرنامج طويل الأمد لمواجهته.
مواجهة الاحتلال في الخليل تتطلب على الصعيد الداخلي تشكيل خلية أزمة من فصائل العمل الوطني تعمل على مدار الساعة، وتكون على تواصل دائم مع الشارع الفلسطيني، لخلق واقع قادر على وقف الهجمة الإسرائيلية التي أرادت العبث بالشأن الفلسطيني. ومن المؤكد أن الخليل تضم أعضاء في منظمة التحرير الفلسطينية، وهناك أعضاء في اللجنة المركزية لحركة "فتح"، بالإضافة إلى قيادات الفصائل المختلفة التي لها أعضاء في المحافظة. هؤلاء جميعًا يشكلون خلية أزمة تتلقى الإسناد والدعم لتنفيذ خطط إفشال المشروع الاحتلالي ومواجهة محاولات تغيير السلطة الفلسطينية.
المواجهة تعني بكل ما تحمله الكلمة من معنى إحياء النخبة الوطنية الجامعة، وتقديم الشخصيات الاعتبارية التي توحد ولا تفرق المجتمع، وتعزيز الثقة بالسلطة الوطنية وجهودها وخدماتها، وتحصين المجتمع في إطار رؤية واحدة جامعة تؤكد ثباتنا على وحدتنا وأرضنا ومن يمثلنا وسلطتنا. كما تعني تحصين المجتمع من الاختراق، والتأكيد على أن أي مشروع غير فلسطيني بديل عن السلطة أو المنظمة هو تفكيك للقضية الفلسطينية نفسها، واستبدالها بنموذج روابط القرى وحكم لحد في جنوب لبنان.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها