كشفت نقابة الصحفيين عن استشهاد 31 صحفية وعشرات الناشطات الإعلاميات منذ بداية عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وحتى مطلع أيلول/سبتمبر 2025، مؤكدة أن معظم الشهيدات استشهدن داخل منازلهن مع أفراد عائلاتهن، في جرائم ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وأشارت النقابة، في تقرير صادر عن لجنة الحريات، إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد استهداف الصحفيات الفلسطينيات، خصوصًا العاملات في الإعلام الرقمي والمؤسسات الدولية مثل الأناضول، الجزيرة مباشر، الأسوشيتد برس، وروسيا اليوم، بهدف إسكات الصوت النسوي الفلسطيني وطمس الحقائق الموثقة على الأرض.

وأضافت اللجنة أن هذا الاستهداف المنهجي يترك فراغًا يصعب تعويضه في الرأسمال البشري النسوي الإعلامي الفلسطيني، ويستهدف جيل الإعلاميات الشابات في العقدين الثاني والثالث من العمر، مشيرة إلى أن هذه السياسة تهدف أيضًا إلى ترهيب الوسط الإعلامي المحلي والدولي، وتحويل الصحفية من "شاهدة على الجريمة" إلى "ضحية داخل الجريمة" مع عائلتها.

وتابعت النقابة أن معظم الحالات الموثقة تؤكد أن الاحتلال يتعمد قتل الصحفيات أثناء استهداف منازلهن، فيما استشهدت ست صحفيات أثناء ممارسة العمل الإعلامي الميداني، مؤكدة أن هذه الجرائم تستهدف البعد الأسري والمجتمعي، وتشمل كذلك الإعلام الرقمي البديل الذي تكشف الصحفيات من خلاله الانتهاكات على الأرض.

- الصحفيات الشهيدات

- عام 2023 (10 صحفيات)

- سلام ميمة، 10/10/2023: صحفية في إذاعة صوت القدس ورئيسة لجنة الصحفيات في التجمع الإعلامي، استشهدت بقصف على جباليا مع زوجها وأطفالها الثلاثة.

- سلمى مخيمر، 25/10/2023: صحفية حرة وخريجة الجامعة الإسلامية، استشهدت في رفح مع طفلها الرضيع ووالديها وأشقائها.

- دعاء شرف، 26/10/2023: مذيعة في إذاعة الأقصى، استشهدت مع طفلها عبيدة (عام ونصف) بقصف منزلها في غزة.

- آيات خضورة، 20/11/2023: صحفية مستقلة وصانعة محتوى بودكاست، استشهدت في بيت لاهيا مع جدتها وثلاثة من إخوتها.

- أمل زهد، 23/11/2023: مصورة حرة، استشهدت مع عائلتها في غزة.

- عُلا عطا الله، 9/12/2023: مراسلة وكالة الأناضول، استشهدت في قصف منزل خالها بغزة مع أخيها وزوجته وأبناء خالها.

- نرمين قواس، 11/12/2023: متدربة في قناة روسيا اليوم، استشهدت مع زوجها وأطفالها.

- حنان عياد، 13/12/2023: صحفية حرة، استشهدت مع زوجها وأطفالها.

- حنين القشطان، 17/12/2023: مذيعة سابقة في صوت الوطن والكوفية، استشهدت بقصف النصيرات مع بعض أفراد عائلتها.

- نرمين نصر حبوش، 30/12/2023: منسقة إعلامية في مؤسسة بيالارا، استشهدت مع والدتها وطفلتها.

- عام 2024 (12 صحفية)

- هبة العبادلة، 9/1/2024: مذيعة في راديو الأزهر، استشهدت مع ابنتها في خانيونس.

- آلاء الهمص، 12/2/2024: صحفية ومقدمة برامج، استشهدت متأثرة بجراح أصيبت بها في قصف منزلها في رفح، حيث فقدت نحو عشرة من أقاربها وجنينها.

- علا الدحدوح، 1/6/2024: محررة ومذيعة في إذاعة صوت الوطن، استشهدت في غزة مع أفراد من عائلتها.

- دينا البطنيجي، 9/6/2024: صحفية في مؤسسة الثريا للإعلام، استشهدت في قصف على النصيرات.

- أحلام العجلة، 9/6/2024: مراسلة مجلة "السعادة الأسرية"، استشهدت في النصيرات.

- وفاء أبو ضبعان، 6/7/2024: مذيعة في إذاعة الجامعة الإسلامية، استشهدت مع زوجها الصحفي أمجد جحجوح.

- دعاء الجبور، 12/8/2024: صحفية في شبكة عيون الإخبارية، استشهدت مع زوجها وأطفالها.

- أنغام عدوان، 2/9/2024: صحفية عملت مع قناة فبراير الليبية، استشهدت بقصف منزل عائلتها.

- حنين بارود، 27/10/2024: إعلامية في مؤسسة القدس، استشهدت في قصف مدرسة "أسماء" في الشاطئ.

- نادية السيد، 27/10/2024: مقدمة برامج في قناة أمواج، استشهدت في القصف نفسه على مدرسة "أسماء".

- زهرة أبو سخيل، 11/11/2024: مراسلة شبكة "نيوز الإعلامية"، استشهدت مع شقيقها الصحفي أحمد أبو سخيل في قصف مدرسة فهد الصباح بغزة.

- إيمان الشنطي، 11/12/2024: مقدمة برامج في إذاعة صوت الأقصى، استشهدت مع زوجها وأطفالها في حي الشيخ رضوان.

- عام 2025 (9 صحفيات)

- آلاء قاسم، 14/3/2025: صحفية في صحيفة الرسالة، استشهدت في قصف على غزة.

- فاطمة حسونة، 16/4/2025: مصورة صحفية حرة، استشهدت في حي التفاح.

- نور قنديل، 18/5/2025: صحفية في مؤسسة الثريا، استشهدت مع زوجها وطفليهما.

- إسلام مقداد، 4/6/2025: استشهدت مع طفلها في خانيونس.

- حنان عقيلان، 25/6/2025: صحفية في مركز الأطراف الصناعية – بلدية غزة، استشهدت في الشاطئ.

- ولاء الجعبري، 23/7/2025: صحفية في وزارة العمل، استشهدت مع زوجها وأطفالها الأربعة في تل الهوى.

- مروة مسلم، 1/8/2025: مذيعة في إذاعة صوت الشباب، استشهدت مع شقيقتها في الشجاعية.

- مريم أبو دقة، 25/8/2025: مصورة وكالة الأسوشيتد برس و"الإندبندنت عربي"، استشهدت في مستشفى ناصر بخانيونس.

- إسلام عابد، 31/8/2025: مراسلة قناة القدس اليوم، استشهدت مع زوجها وأطفالها في غزة.

- الناشطات الإعلاميات والطالبات الجامعيات

- إيمان العقيلي، 24/10/2023: ناشطة وصانعة محتوى عبر "إيمان تيوب"، استشهدت في غزة.

- شيماء الجزار، 4/12/2023: ناشطة صحفية في موقع "ماجدات رفح"، استشهدت مع عائلتها في رفح.

- وفاء العديني، 30/9/2024: ناشطة في مؤسسة Day of Palestine، استشهدت مع زوجها وأطفالها في دير البلح.

- أريج شاهين، 1/1/2025: ناشطة صحفية، استشهدت مع والدتها في النصيرات.

- أحلام التلولي  13/3/2025: ناشطة إعلامية، استشهدت في قصف منزلها بمدينة غزة.

- إيمان الزامي، 1/9/2025: ناشطة إعلامية، استشهدت برصاص طائرة مسيرة قرب أبراج حمد.

- سمية عبد الفتاح عبد ربه، 28/8/2025: طالبة إعلام وناشطة، استشهدت في غزة.

- المؤشرات الكمية

- التوزيع الزمني: 2023 استشهاد 10 صحفيات، 2024 استشهاد 12 صحفية، 2025 حتى بداية أيلول استشهاد 9 صحفيات.
المؤشر: الاستهداف مستمر بوتيرة ثابتة على مدار ثلاث سنوات، وليس حدثًا عابرًا.

- الاستهداف العائلي: أكثر من 85% من الشهيدات استشهدن مع عائلاتهن (أزواج، أطفال، آباء وأمهات).
المؤشر: الاحتلال يتعمد تحويل الصحفيات إلى أهداف عائلية مزدوجة، ما يشكل جريمة إبادة جماعية.

- طبيعة المؤسسات الإعلامية المستهدفة:

- محلية: (صوت القدس، إذاعة الأقصى، صوت الوطن، راديو الأزهر...)

- دولية: (الأناضول، روسيا اليوم، الجزيرة مباشر، الأسوشيتد برس، الإندبندنت عربي).

- المؤشر: الاستهداف لم يقتصر على الإعلام المحلي، بل شمل صحفيات مرتبطات بمؤسسات إقليمية ودولية، ما يبرهن أن الهدف هو التعتيم الإعلامي الدولي.

- الفئة العمرية: معظم الشهيدات في العقدين الثاني والثالث من العمر (20–35 عامًا).

- المؤشر: الاحتلال يستهدف جيل الإعلاميات الشابات الذي يمثل مستقبل الإعلام الفلسطيني.

- الدلالات النوعية

- إسكات المهنية النسوية الفلسطينية: استهداف الصحفيات اللواتي غطين قضايا النساء والأطفال والجرحى والنازحين يهدف إلى طمس البعد الإنساني للجرائم الإسرائيلية.

- محاولة ترهيب الوسط الإعلامي: اغتيال صحفيات عاملات مع مؤسسات إعلامية دولية معروفة يحمل رسالة ردع للصحفيات الأخريات: "الاستمرار في نقل الحقيقة يساوي الموت".

- تدمير الكوادر الإعلامية النسائية: معظم الشهيدات حاصلات على تعليم أكاديمي متخصص (إعلام، صحافة، لغة عربية، إعلام رقمي).

- المؤشر: الاحتلال يضرب الرأسمال البشري النسوي في الإعلام الفلسطيني، ما يترك فراغًا يصعب تعويضه.

- استهداف البعد الأسري والمجتمعي: معظم الحالات شهدت استشهاد الصحفية مع أطفالها وزوجها ووالديها.

- الدلالة: الاحتلال يحوّل الصحفية من "شاهدة على الجريمة" إلى "ضحية داخل الجريمة".

- طمس التوثيق الرقمي: العديد من الشهيدات كن نشطات على وسائل التواصل الاجتماعي والمدونات.
المؤشر: الاحتلال يدرك خطورة الإعلام الرقمي البديل في فضح جرائمه، لذا استهدف صاحبات المحتوى المؤثر.

- توصيات نقابة الصحفيين الفلسطينيين

- محليًا ومهنيًا

- توفير معدات السلامة المهنية (خوذ، دروع واقية، سترات صحفية) بشكل خاص للصحفيات الميدانيات، عبر المؤسسات المشغلة وبدعم من الاتحاد الدولي وجهات مانحة.

- تدريب الصحفيات على السلامة الميدانية والإسعافات الأولية وآليات التصرف في حالات الطوارئ.

- تفعيل شبكة إنذار مبكر للتبليغ عن المخاطر والتحركات العسكرية في المناطق الساخنة.

- إنشاء وحدة طوارئ نقابية لمتابعة أوضاع الصحفيات والتدخل عند وقوع إصابات أو اعتقالات.

- تقديم دعم نفسي واجتماعي للصحفيات الناجيات، بما يراعي خصوصيتهن.

- قانونيًا وحقوقيًا

- توثيق جميع الانتهاكات بشكل مهني مع أدلة (صور، فيديوهات، شهادات).

- تقديم شكاوى رسمية إلى المؤسسات الدولية باسم الصحفيات الضحايا.

- تعيين محامين متطوعين لمتابعة قضايا الاعتقال والملاحقة.

- إعداد تقارير دورية خاصة عن الانتهاكات بحق الصحفيات لرفعها إلى المنظمات الدولية النسوية والصحفية.

- دوليًا وإعلاميًا

- إطلاق حملات إعلامية دولية تركز على استهداف النساء الصحفيات باعتباره جريمة مضاعفة تمس حرية الصحافة وحقوق المرأة.

- بناء شراكات مع اتحادات الصحفيين الدولية للضغط على الاحتلال ومساءلته.

- تعزيز التواصل مع البرلمانات والبعثات الدبلوماسية لإبراز الانتهاكات الموجهة ضد الصحفيات.

- تخصيص جائزة دولية سنوية باسم شهيدات الصحافة الفلسطينيات لتعزيز الوعي والتضامن العالمي.

- مجتمعيًا

- تعزيز ثقافة الحماية المجتمعية لتوفير بيئة آمنة للصحفيات أثناء عملهن الميداني.

- تطوير برامج دعم وتكافل لمساندة عائلات الصحفيات الشهيدات والمصابات والمعتقلات.

- اللحام: استهداف الصحفيات سياسة ممنهجة

أكد رئيس لجنة الحريات في النقابة محمد اللحام أن استهداف الصحفيات الفلسطينيات هو سياسة ممنهجة، وليست خسائر عرضية، مشددًا على أن الاحتلال يتعمد اغتيال الصوت النسوي في الإعلام الفلسطيني لما يحمله من تأثير محلي ودولي.

وأضاف: أن البيانات (31 صحفية و7 ناشطات) تكشف عن مستوى تصعيد خطير وغير مسبوق، ليس في تاريخ الانتهاكات ضد الإعلاميات الفلسطينيات فحسب، بل وفي تاريخ الحروب والنزاعات على مستوى العالم.

واختتم اللحام بأن هذه الجرائم تمثل خرقًا واضحًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف التي تحمي الصحفيين والمدنيين أثناء النزاعات.