عندما يقلّب التاريخ في صفحاته المطرّزة بالكفاح والبطولة يحضر الشهيد المناضل أبو علي إياد، أحد وجوه الثورة الحقّة وقادتها الاوائل.
وُلد في مدينة قلقيلية عام 1935، وأكمل تعليمه الثانوي فيها، حيث حصل على شهادة "المترك" عام 1953، ثم عمل مدرّسًا لفترة وجيزة في مدارس قلقيلية وعزون. التحق بدورة تدريبية لإعداد المعلمين في العراق عام 1954، وعمل بعدها في السعودية مدرسًا بين عامي 1954 و1962.
مع انطلاقة الثورة الفلسطينية في الأول من كانون الثاني عام 1965، انضم أبو علي إياد إلى صفوف العمل الفدائي، وأسندت إليه مهام عسكرية نوعية داخل فلسطين انطلاقًا من الضفة الغربية. وفي عام 1966، قاد هجومًا جريئًا على مستوطنة "بيت يوسف"، وصفه القادة الإسرائيليون بأنه الأعنف آنذاك، كما قاد عمليات أخرى على مستوطنات "هوتين"، "المنارة"، و"كفار جلعادي" وغيرها.
انتقل إلى سوريا عام 1966 لتدريب وإعداد قوات "العاصفة"، وأسهم في رعاية وتأهيل الفدائيين والأشبال في إطار الكفاح المسلح. وخلال تدريبات في معسكر "الهامة" بسوريا، أصيب في عينيه وساقه إثر انفجار لغم، واستعان منذ ذلك الحين بعصاه الشهيرة.
رغم إصابته، انتُخب عضوًا في اللجنة المركزية لحركة فتح خلال المؤتمر الثاني للحركة الذي عقد في الزبداني قرب دمشق في تموز 1968، وكان حينها في المستشفى. وقد شغل موقعًا في القيادة العامة لقوات العاصفة.
إلى جانب عمله العسكري، شارك في العمل السياسي والدبلوماسي، وكان ضمن وفود حركة "فتح" التي زارت عددًا من الدول العربية والاشتراكية، وكان آخرها إلى الصين برفقة القائد الرمز ياسر عرفات. لعبت علاقاته الوثيقة مع العراق وسوريا دورًا في تسهيل تحركات الفدائيين، وكان شارك في معركة الكرامة الى جانب ابو عمار، تلك المحطة التي حفرت عزة وكرامة في ذاكرة وتاريخ أمتنا العربية في صراعها مع الاحتلال. كذلك أسهم الشهيد ابو اياد في تعزيز علاقات الحركة خارجيًا.
استشهد البطل أبو علي إياد في أحراش جرش عجلون في السابع والعشرين من تموز يوليو عام 1971، ولقّبه الشهيد القائد ياسر عرفات بـ"بطل الجبل"، تكريمًا لشجاعته ونضاله الوطني الخالص.
*التعبئة الفكرية لحركة فتح - إقليم لبنان*
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها