في هذه التغطية من فضائية فلسطيننا، لمواكبة آخر التطورات والمستجدات على الساحتين الميدانية والسياسية المتعلقة بقضيتنا الوطنية، استضافت الإعلامية زينب أبو ضاهر، عبر الهاتف، الناطق باسم حركة "فتح" الدكتور ماهر النمورة.
بدأ الدكتور النمورة حديثه بالإشارة إلى أن الاعتداءات الإجرامية التي تنفذها مجموعات المستوطنين، بحماية جيش الاحتلال، تأتي ضمن خطة ممنهجة يعدّها الاحتلال الإسرائيلي بالتنسيق مع المستوطنين الأكثر تطرفًا، وتستهدف بشكل خاص مضارب البدو، وخصوصًا عشيرة المليحات، التي تُهجَّر قسرًا بفعل هذه الممارسات الاستفزازية والإجرامية.
وأشار إلى أن هذه الاعتداءات تنعكس على مجمل الحالة الفلسطينية، حيث تتواصل الهجمات على المدن والقرى والمخيمات، خاصة تلك القريبة من المستوطنات، وتشمل الاعتداء على المواطنين، وحرق الممتلكات، وتخريب المزروعات، في إطار خطة واضحة ينفذها الاحتلال ويوفر لها الغطاء السياسي والعسكري.
وأكد النمورة أن وزراء حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل، والذين يمثلهم المستوطنون أنفسهم، هم من يوجّهون سياسة الحكومة، ويضغطون على نتنياهو لتنفيذ أجنداتهم مقابل البقاء في الائتلاف. ومن أبرز أهدافهم إخلاء الضفة الغربية من سكانها الأصليين، وإحلال المستوطنين مكانهم، لضمّ كامل أراضي الضفة إلى كيان الاحتلال.
وأضاف أن هذا التوجه ليس جديدًا، فقد أعلنت الحكومة الإسرائيلية، وبشكل صريح، نهاية العام الماضي، على لسان بن غفير وسموتريتش، أنه في حال توقفت الحرب في قطاع غزة، فإن الوجهة التالية ستكون الضفة الغربية، بهدف السيطرة الكاملة عليها وإنهاء وجود السلطة الفلسطينية.
قال النمورة: "إن حركة “فتح” والقيادة الفلسطينية، ممثلةً بالرئيس محمود عباس، ومنذ إعلان حرب الإبادة الجماعية، كثّفت اتصالاتها على نطاق واسع، شملت مختلف المستويات مع قادة العالم والمنظمات الدولية والأممية، وذلك من أجل الضغط على الاحتلال لوقف الحرب والعدوان على شعبنا الفلسطيني.
وأضاف أن هذه الجهود ما زالت مستمرة على مدار الساعة، بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية، التي تُعد الجهة الوحيدة القادرة على ممارسة ضغط فعلي على نتنياهو وحكومة الاحتلال.
وأكد النمورة أن القيادة الفلسطينية ترحب بأي اتفاق يمكن التوصل إليه، شريطة أن يؤدي إلى وقف فوري للحرب، وإنقاذ ما تبقّى من أبناء شعبنا ومقدّراته الوطنية.
وأكد النمورة أن حركة “حماس” تدرك تمامًا أن لديها استراتيجيات ومصالح، ولكننا في حركة “فتح” نقول دائمًا "إننا نُقدِّم مصلحة الشعب الفلسطيني على مصلحة الحزب أو الحركة".
وأوضح أن حماس كانت تطرح أفكارًا تتعلّق برغبتها في الاستمرار بالحكم والسيطرة على قطاع غزة، إلا أن الظروف الحالية تتطلّب قيادة وطنية فلسطينية موحَّدة، ممثَّلة بمنظمة التحرير الفلسطينية، باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
وأضاف أن المطلوب في هذه المرحلة أن يكون هناك نظام حكم فلسطيني منبثق عن المصالح الوطنية العليا، وعَلَم فلسطيني واحد، وجيش واحد، وسلاح شرعي واحد، إلى جانب قانون يُطبَّق على جميع أبناء الشعب الفلسطيني.
وشدّد على ضرورة التزام جميع الفصائل الفلسطينية بهذا النظام الجامع، والانضواء تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية وسلطتها الوطنية، بما يضمن تمثيل الكلّ الفلسطيني ضمن إطار وطني موحّد.
أوضح النمورة أن الوضع في قطاع غزة بالغ الصعوبة، سواء تم قبول المبادرة أو رفضها، فالناس يعيشون على أرض محروقة ومدمّرة، ويعانون من الجوع والعطش وانعدام أبسط مقومات الحياة، ويبحثون عن لحظة أمن واستقرار وسط هذا الدمار.
وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني في غزة تحمّل ما لا يُحتمل، وأن استمرار الحرب أو توقفها لا يغيّر من واقع المعاناة، ما لم يُترجم إلى وقف شامل وتام لإطلاق النار، وليس مجرد هدنة مؤقتة.
وأضاف أن التجارب السابقة أثبتت أن كلما اقترب الحديث عن اتفاق، يردّ الاحتلال بتصعيد وحشي، يستهدف الأحياء السكنية والمخيمات، ويحوّلها إلى أنقاض دون مبرر.
وختم بالتأكيد على ضرورة الإسراع في التوصّل إلى اتفاق يضمن وقفًا فوريًا للعدوان، وإنقاذ ما تبقى من أرواح ومنازل ومقدرات تمكّن شعبنا من الصمود في وجه هذه الكارثة الإنسانية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها