بينما تتواصل حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، تتصاعد الأصوات والمطالبات من داخل الكيان الإسرائيلي لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، واستغلال الانشغال العالمي بالقضايا الإقليمية والدولية. وللحديث أكثر عن هذا الملف، استضافت الإعلامية زينب أبو ضاهر عضو قيادة حركة فتح في إقليم نابلس، ومسؤول ملف المقاومة الشعبية، الأخ نضال مليطات.
بدايةً أكد مليطات، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تمضي قدمًا في تنفيذ مخططاتها الاستعمارية، من خلال تصعيد عدوانها في الضفة الغربية وقطاع غزة بالتزامن مع دعوات رسمية من وزراء في حكومة الاحتلال لضم الضفة الغربية بشكل علني ورسمي.
وأشار مليطات إلى أن الاحتلال لا يخفي نواياه، فالتصريحات الصادرة عن وزراء في الحكومة الإسرائيلية، من بينها تهديدات بإبادة شعبنا الفلسطيني، تكشف عن حجم الحقد الذي تحمله القيادة الصهيونية، بدءًا من وزراء الكنيست وانتهاءً بالمستوطنين الذين ينفذون اعتداءاتهم على الأرض.
وأوضح أن هذه التصريحات تأتي ضمن حملة منهجية مدروسة تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وطمس حقوق اللاجئين والأسرى، وإنهاء الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية، عبر سياسة ممنهجة من القمع والمجازر والتشريد.
وفي تعليقه على ردود الفعل الدولية، أشار مليطات إلى أن القيادة الفلسطينية، ممثلة بالرئيس محمود عباس ومنظمة التحرير، ترفض هذه التصريحات وتعتبرها تعبيرًا عن نهج عنصري وفاشي، داعيًا المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم، ووقف الاكتفاء بردود الفعل الخجولة أمام جرائم الاحتلال.
وأكد أن الاحتلال يستغل حالة الصمت الدولي والتراخي في المواقف العالمية، ويشن حرب إبادة في غزة، ويستكمل عدوانه على الضفة الغربية، وسط تعتيم إعلامي، في وقت يقاتل فيه شعبنا الفلسطيني بجسده العاري وإيمانه بقضيته العادلة، في ظل انعدام توازن القوى.
وشدد مليطات على أن شعبنا الفلسطيني قادر على إفشال مخططات الاحتلال، بفضل صموده ووحدته الوطنية، مشيرًا إلى أهمية صياغة برنامج وطني سياسي ونضالي شامل يضمن الثبات والمواجهة.
وفي سياق الحديث عن التطلعات المستقبلية، أشار إلى أن الدعوات الإسرائيلية لضم الضفة تأتي استباقًا لأي اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في غزة، أو أي تحرك دولي يُناقش حل الدولتين.
وأكد على ضرورة عقد مؤتمر دولي للسلام، تقوده إرادة أممية جادة، لوضع حد للعدوان على شعبنا الفلسطيني، وتحقيق تطلعاته المشروعة في إقامة دولته المستقلة.
وأكد مليطات على أن الشعب الفلسطيني سيبقى متمسكًا برفع العلم الفلسطيني، راية الانتصار، ولن يتخلى عن قضيته العادلة وحقه في إقامة دولته المستقلة، رغم كل ما تمارسه سلطات الاحتلال من انتهاكات واعتداءات.
وأشار مليطات إلى أن الضفة الغربية تشهد تصعيدًا غير المسبوق، لا يقل ضراوة عما يجري في قطاع غزة، موضحًا أن الهجمة الإسرائيلية تستهدف كل المدن والمخيمات والقرى الفلسطينية. كما نبه إلى أن المستوطنين، الذين يُستخدمون كأداة تنفيذية بيد حكومة الاحتلال، يصعّدون من هجماتهم واقتحاماتهم اليومية.
وأوضح أن هناك اعتداءات متكررة على قرى عدة، منها بيتا، عقربا، دوما، قريوت، جالود، اللبن الشرقية، الساوية، بيت فوريك، بيت دجن، بورين، مادما، حوارة، خربة الطويل، خربة طانا، وسبسطية، حيث يحاول الاحتلال إقامة بؤر استيطانية جديدة وفرض أمر واقع على الأرض.
ولفت مليطات إلى أن قوات الاحتلال أصدرت أوامر عسكرية بوضع اليد على مساحات واسعة من أراضي المواطنين في مناطق عدة، منها بيت دجن، بزعم شق طرق للمستوطنات، وأشار إلى أن الاحتلال يستهدف مئات أشجار الزيتون في برقة، حوارة، ومناطق أخرى، في محاولة لاقتلاع أبناء شعبنا من أرضهم.
وبيّن أن هناك محاولات لطرد المزارعين من خربة طانا، إضافة إلى استهداف المنطقة الأثرية في سبسطية، حيث أطلق جنود الاحتلال النار على المواطنين.
وختم مليطات بالتأكيد على أن هذه الإجراءات تأتي ضمن خطة صهيونية ممنهجة لترحيل أبناء شعبنا، مشددًا على أن شعبنا الفلسطيني، رغم كل شيء، سيُفشل هذه المخططات، وسيبقى صامدًا ومتشبثًا بأرضه وحقوقه المشروعة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها