تتواصل المواقف الأوروبية المناهضة لجرائم الاحتلال وسياساته الهادفة إلى تهجير شعبنا من أرضه. وللبحث في هذا المشهد، استضافت الإعلامية مريم سليمان عبر فضائية فلسطيننا أمين سر حركة فتح في إيرلندا، الأخ جهاد جعارة.

بدايةً أكد جعارة أن الموقف الإيرلندي ثابت ولم يتغير، وأنه دائمًا إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته، ويُسانده في مختلف المحافل والمؤسسات الدولية.

وأوضح أن قرار الحكومة الإيرلندية بوقف أي اتفاقيات تجارية مع الاحتلال، لا سيما ما يتعلق بالبضائع الصادرة عن المستوطنات الإسرائيلية، يُعدّ موقفًا مهمًا ومتقدمًا، ويعكس التزام إيرلندا، شعبيًا ورسميًا، بدعم الحقوق الفلسطينية.

وأشار إلى أن القرار، الذي اتخذته الحكومة، سيُعرض على البرلمان الإيرلندي للتصويت منتصف يوليو/تموز، مُتوقّعًا أن يتم اعتماده رسميًا، لا سيما في ظل الدعم الواسع الذي يحظى به من قِبل الأحزاب المشاركة في الحكومة والمعارضة على حد سواء.

وأضاف جعارة أن رئيس الوزراء الإيرلندي عبّر عن أمله في أن تحذو دول أوروبية أخرى حذو إيرلندا، باعتبارها أول دولة في الاتحاد الأوروبي تتخذ هذا الموقف.

وأشار إلى أن عدة دول، مثل إسبانيا وبلجيكا والنرويج وسلوفينيا، تدرس اتخاذ خطوات مشابهة، متوقعًا أن توقف المزيد من دول الاتحاد الأوروبي تعاملاتها التجارية مع الاحتلال الإسرائيلي.

أكد جعارة أن الشعب الإيرلندي، الذي عانى لأكثر من ٨٠٠ عام من الاحتلال البريطاني، يعيش تجربة شبيهة بما يعيشه الشعب الفلسطيني حاليًا، من قتل وتجويع وتهجير ومحاولات لطمس الهوية. وأشار إلى أن الاحتلال البريطاني حارب اللغة الإيرلندية وفرض عقوبة الإعدام على من يتحدث بها، وهو ما يفسّر تعاطف الشعب الإيرلندي مع القضية الفلسطينية.

وأوضح أن منظمة التحرير الفلسطينية، وخاصة حركة “فتح”، دعمت الثورة الإيرلندية، وشارك عدد من عناصر الجيش الجمهوري الإيرلندي في تدريبات داخل معسكرات الثورة الفلسطينية في لبنان وأفريقيا. ولفت إلى أن الشعب الإيرلندي لا يزال يقف بقوة إلى جانب الشعب الفلسطيني، إذ تُدرَّس القضية الفلسطينية في البيوت، وتخرج العائلات كاملة، بما فيهم الأطفال والرضع، في المظاهرات الداعمة لفلسطين، حيث يُربّى الطفل الإيرلندي على حب هذه القضية.

أوضح جعارة أن العلاقة بين القيادة الفلسطينية والحكومة الإيرلندية قوية ومتينة، وتشهد تواصلًا دبلوماسيًا مستمرًا. وأشار إلى أن سفيرة دولة فلسطين في إيرلندا، الدكتورة جيلان وهبة، على تواصل دائم مع المسؤولين الإيرلنديين ومع مختلف فئات المجتمع، حيث تشارك في لقاءات وجولات داخل الجامعات والمؤسسات والمدارس لتعزيز الوعي بالقضية الفلسطينية. ولفت إلى أن ما يميز الموقف الإيرلندي هو انسجام الموقف الشعبي مع الموقف الرسمي في دعم فلسطين، وهو أمر نادر مقارنة بدول أخرى.

علّق جعارة بأن التهجير القسري هو جوهر المشروع الصهيوني، ويُنفَّذ عبر مجازر بشعة يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية والقدس. وأوضح أن الاحتلال يسعى لإفراغ الأرض من أهلها من خلال القتل والتجويع والضغط الممنهج، بهدف دفع أبناء شعبنا إلى ما يسمّيه “التهجير الطوعي”. وبيّن أن بعض وزراء الاحتلال صرّحوا صراحة بأنهم سيدعمون خروج الفلسطينيين من أرضهم. ورغم ذلك، أكد جعارة أن الشعب الفلسطيني، رغم المجازر والتجويع وجرائم المستوطنين، لا يزال صامدًا ومتمسكًا بأرضه، مؤمنًا بأن هذا الصمود سيفشل كل المؤامرات ضد قضيته العادلة.

وفي الختام، شدد جعارة على أن صمود أبناء شعبنا الفلسطيني يتطلب دعم جميع المؤسسات والفصائل. وأضاف أنه يجب أن نتوحد في مواجهة هذا العدوان، فالوحدة هي الصمود وسبيل لقتل كل المشاريع التي تُحاك ضد شعبنا. وأكد أن وحدة أبناء الشعب الفلسطيني والفصائل هي أكبر نصر وأعظم ضربة للاحتلال الإسرائيلي.