في سياق تغطية قناة "فلسطيننا" المستمرة لتطورات المشهد الإقليمي وانعكاساته على غزة والمنطقة، استضافت الإعلامية مريم سليمان الكاتب الصحفي المتخصص في الشؤون العربية والأفريقية، الأستاذ علي فوزي.
بدايةً، أكد فوزي أن ما يحدث في قطاع غزة منذ اليوم الأول، وما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي، هو تهجير الشعب الفلسطيني بهدف تصفية القضية الفلسطينية. وأشار إلى أن هذا الأمر واجه رفضًا قويًا، خاصة بعد تحرك مصر والأردن، بالإضافة إلى التأكيد العربي والدولي على رفض التهجير.
وأوضح أن الرئيس الأمريكي وإسرائيل وضعا خطة لتحقيق هدف واحد، وهو تصفية القضية الفلسطينية. وأكد أن إسرائيل عندما تسيطر على فلسطين كاملة، ستُعلن الدولة الإسرائيلية التي تحلم بها، أما طالما بقي الشعب الفلسطيني، فلن تستطيع إعلان تلك الدولة بالكامل، وهذا ظهر من خلال أفعال الاحتلال.
وأشار إلى أن الاحتلال قصف غزة بآلاف الأطنان من المتفجرات، واستهدف منظمة الأونروا التي تمثل الشعب الفلسطيني في القطاع وخارجه وفي الدول المجاورة، في محاولة واضحة للقضاء على القضية الفلسطينية.
وأكد أن الاحتلال يستخدم الآن أساليب جديدة لتنفيذ هذا المخطط وإبعاد الأنظار الدولية. وبيّن أن الحرب القائمة بين إسرائيل وإيران استغلتها إسرائيل لتخفيف الضغط عنها في غزة، من خلال توسيع عملياتها وقصف القطاع أكثر، والسيطرة على الضفة، ومنع إقامة الشعائر الدينية في المسجد الأقصى.
وأشار إلى أن الاحتلال يحلم بإبعاد الأنظار عما يجري في فلسطين ويمهّد لذلك منذ سنوات، موضحًا أن هذا الاحتلال ليس وليد اليوم، بل منذ تأسيس دولته وحصوله على اعتراف دولي، بدأ يحلم بإقامة دولته الكبرى من النيل إلى الفرات، بتالي لتحقيق هذا الحلم، يسعى الاحتلال الآن لتصفية القضية الفلسطينية.
أكد فوزي أن القاهرة ترفض هذا الأمر رفضًا قاطعًا، مشيرًا إلى تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي أكثر من مرة أنه لا تهجير للشعب الفلسطيني، وأن الحل الوحيد هو إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام ألف وتسعمئة وسبعة وستين.
وأضاف فوزي أن الاحتلال أثبت للعالم أنه يفعل ما يشاء، خاصة في ظل غياب ميزان حقيقي للعدل، حيث يعامل العالم بمعايير مزدوجة. فلو قامت أي دولة أخرى بأفعال مشابهة لما فعلته إسرائيل في غزة، للاقترف العالم هجومًا شديدًا عليها.
وأوضح أن إسرائيل تمارس إبادة جماعية، تستهدف الأطفال والنساء والمسعفين والصحفيين، وكل أطياف الشعب الفلسطيني في غزة دون استثناء، مما يؤكد ازدواجية المعايير الدولية.
وأشار إلى أن الحرب كشفت سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية على المشهد، حيث تدعم إسرائيل بلا حدود، وتقرر استمرار الحرب أو وقفها بحسب مصلحتها.
وأكد أن رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يحاول إطالة أمد الحرب للهروب من المحاسبة، لأن توقفها يعني مساءلته ووضعه في السجن
أوضح فوزي أن لإسرائيل مخططًا صهيونيًا تسعى لتنفيذه بكل الوسائل، يقوم على إقامة دولة إسرائيل الكبرى ضمن الحدود القديمة. وأشار إلى أن الاحتلال بدأ بتنفيذ هذا المخطط عبر إسقاط النظام في سوريا، وتوسيع سيطرتها على أراضيها، بالإضافة إلى اعتداءات متواصلة على لبنان ومحاولات القضاء على حزب الله، إلى جانب استمرار العمليات العسكرية في غزة، وتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط عبر بناء علاقات ثنائية سياسية وعسكرية مع بعض الدول.
وبيّن أن إسرائيل لا يمكنها تنفيذ هذا المخطط دون دعم لوجستي وعسكري كبير من الولايات المتحدة، التي لطالما منحتها الضوء الأخضر، خاصة في عهد ترامب الذي وعد بوقف الحرب، لكنه فعليًا ساهم في إشعالها. وأكد فوزي أن هناك تحركات إقليمية، خاصة من مصر والدول العربية، لمواجهة هذا المشروع، مشيرًا إلى الموقف المصري الثابت برفض تهجير شعبنا الفلسطي، واعتبار إقامة دولة فلسطينية على حدود 4 حزيران 1967 السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
أوضح فوزي، في تعليقه على التصعيد الإقليمي بين إيران والاحتلال الإسرائيلي، أن هذا التصعيد جاء في ظل وجود مفاوضات متعثرة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن البرنامج النووي. وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي تعمّد قصف طهران قبل استئناف المحادثات، في محاولة لاستفزاز إيران ودفعها للرد، ما يتيح للولايات المتحدة التدخل العسكري المباشر. وأضاف أن إيران بدأت بالفعل خطوات تصعيدية، منها التهديد بالانسحاب من اتفاقية الأسلحة النووية، وموافقة البرلمان على إغلاق مضيق هرمز الذي يمر عبره أكثر من 20% من النفط العالمي، إلى جانب تهديدها باستهداف القواعد الأمريكية والمصالح الغربية في المنطقة.
وبيّن فوزي أن إسرائيل تسعى لجرّ إيران إلى مواجهة واسعة، بهدف تشكيل تحالف دولي لضربها، وهو ما انعكس في تصريحات ترامب الذي هدّد بإسقاط النظام الإيراني في حال رفض العودة إلى المفاوضات. ولفت إلى أن الوضع الدولي الحالي لا يصب في مصلحة إيران، خاصة أن حلفاءها منشغلون، مثل روسيا في حربها مع أوكرانيا، واحتمالات التصعيد بين الهند وباكستان. واعتبر فوزي أن الأمور تسير في أحد اتجاهين: إما أن ترد إيران بشكل محدود كما حدث مؤخرًا بقصف بعض المواقع في تل أبيب، أو أن تتجه نحو التصعيد الكبير، بإغلاق مضيق هرمز واستهداف قواعد أمريكية، وكل ذاك يعني ان الولايات المتحدة ستشكل تحالف دولي واسع لضرب إيران، وهذا ما سيهدد استقرار الشرق الأوسط برمّته.
أوضح فوزي أن التصعيد الإقليمي ينعكس بشكل مباشر على الأوضاع في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الاحتلال استغل انشغال الأنظار بما يحدث خارج فلسطين لفرض قيود مشددة على الضفة الغربية، ومنع المصلين من دخول المسجد الأقصى، إلى جانب تجويع السكان واستهدافهم، بما في ذلك قتل الأطفال أثناء توزيع الطعام وأداء الصلاة، وهو ما أدانته المنظمات الإنسانية.
وختم حديثه مشيرًا إلى أن إسرائيل تستغل التصعيد مع إيران لتوسيع عملياتها العسكرية في غزة، وتسعى من خلال ذلك إلى توجيه رسالة بأنها ستقضي على حركة حماس، التي تعتبرها امتدادًا لإيران في المنطقة، تمامًا كما تفعل مع الحوثيين وحزب الله.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها