يواصل الاحتلال اليوم الثلاثاء 2025/6/17، تكثيف عملياته العسكرية، وتنفيذ الاعتقالات والاعتداءات بحق الشبان، ضمن سلسلة واسعة وممنهجة من جرائم العدوان المستمرة بحق أبناء شعبنا في الضفة الغربية المحتلة.
بدايةً في طولكرم، تواصل قوات الاحتلال عدوانها المتصاعد على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ142، ولليوم الـ129 على مخيم نور شمس، من خلال استمرار عمليات هدم المنازل.
وتستمر الجرافات منذ صباح اليوم في هدم المزيد من المباني السكنية في مخيم طولكرم لليوم الـ12 على التوالي، وطالت حارات البلاونة، والعكاشة، والنادي، والسوالمة، ومحيطها، حيث سُوِّيت هذه المباني بالأرض.
وتواصل تنفيذ مخططها في هدم 106 مبانٍ في كلٍّ من مخيمي طولكرم ونور شمس، منها 58 مبنىً في مخيم طولكرم وحده، وتضم أكثر من 250 وحدة سكنية وعشرات المنشآت التجارية، و48 مبنىً في نور شمس؛ وذلك بذريعة فتح طرق وتغيير المعالم الجغرافية للمخيمين.
وتفرض حصارًا مطبقًا على مخيمي طولكرم ونور شمس ومحيطهما، حيث تنتشر فرق المشاة والآليات في الأزقة والحارات والمداخل، وتمنع الأهالي من الوصول إلى منازلهم لتفقدها أو أخذ مقتنياتهم، مع إطلاق النار المباشر على كل من يحاول الاقتراب.
وتشهد المدينة تحركات مكثفة للآليات على مدار الساعة، وتحديدًا وسط السوق وشارع مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي، وشارع نابلس، والحي الشمالي، حيث تعترض عمدًا تحرك المواطنين والمركبات، مع إطلاق أبواق آلياتها بطريقة استفزازية، والسير بعكس اتجاه السير، ما يعرّض حياة المواطنين للخطر.
ويترافق هذا التصعيد مع تشديد الإجراءات العسكرية على الحواجز المحيطة بالمدينة، من خلال نصب الحواجز المفاجئة في محيط بوابة جسر جبارة عند المدخل الجنوبي للمدينة، وحاجز عناب العسكري شرقًا، حيث تتعرض المركبات للإيقاف والتفتيش، وإخضاع الركاب لعمليات تفتيش واستجواب، وعرقلة حركة المرور بشكل متعمد، وفي كثير من الأحيان منعها من المرور.
كما حوّلت شارع نابلس إلى ثكنة عسكرية، عبر مواصلة استيلائها على عدد من المباني السكنية فيه، إلى جانب أجزاء من الحي الشمالي للمدينة، وتحديدًا المقابلة لمخيم طولكرم، بعد إخلاء سكانها قسرًا، مترافقًا مع نشر الآليات والجرافات الثقيلة في محيط المخيم.
ويشهد هذا الشارع، الذي يعتبر حلقة وصل بين مخيمي طولكرم ونور شمس، أضرارًا كبيرة بسبب السواتر الترابية، التي تُستخدم في إقامة الحواجز الطيّارة والمفاجئة، ما يعيق حركة المركبات ويزيد من معاناة المواطنين.
وأسفر العدوان المتواصل حتى الآن عن عشرات الإصابات والاعتقالات، وتدمير واسع طال البنية التحتية، والمنازل، والمحلات التجارية، والمركبات. ووفقًا لآخر المعطيات، أدى التصعيد إلى تهجير أكثر من 5 آلاف عائلة من المخيمين، أي ما يزيد على 25 ألف مواطن، وتدمير ما لا يقل عن 400 منزل تدميرًا كليًا، و2573 منزلًا تضررت جزئيًا، في ظل استمرار إغلاق مداخل المخيمين بالسواتر وتحويلهما إلى مناطق شبه خالية من الحياة.
وفي جنين، نفذت جرافات الاحتلال عمليات هدم في وسط المخيم، تحديدًا في حارة "السمران"، ضمن خطة تشمل هدم 95 منزلًا.
فيما اقتحمت البلدة بأعداد كبيرة، ونشرت قوة من جنود المشاة في الشارع الرئيس للبلدة وعلى أطرافها، وداهمت عددًا من منازل المواطنين في منطقة أبو الحور، وأجبرت سكانها على مغادرتها، وعدم العودة إليها خلال الـ72 ساعة القادمة، كما أجبرت بعض المواطنين على مغادرة منازلهم في بلدة جبع جنوبًا، وداهمت منازل وسط البلدة وفتشتها وحطمت محتوياتها، ومنعت التجول في البلدة، كما دفعت بالعديد من التعزيزات العسكرية مصحوبة بمدرعات إلى منطقة "ترسلة" بالقرب من بلدتي جبع وصانور جنوبًا.
كذلك في رام الله، شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في محافظات الضفة الغربية، طالت 30 مواطنًا على الأقل، بينهم أطفال، بالإضافة إلى أسرى سابقين.
ويتواصل التصعيد من عمليات الاعتقال والتحقيق الميداني في الضفة بوتيرة متصاعدة نسبيًا، وقد استهدفت عمليات الاعتقال والتحقيق الميداني العديد من المواطنين، بذريعة وجود مواد مصوّرة على هواتفهم.
وفي القدس، يواصل الاحتلال لليوم الخامس على التوالي فرض إغلاق كامل على المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة، وإغلاق البلدة القديمة أمام الزائرين باستثناء سكانها. وأسفرت الاعتداءات المتفرقة عن إصابة خمسة مقدسيين بالرصاص الحي في بلدات الطور، وبير نبالا، والرام.
ويسمح للمستعمرين بإقامة طقوس دينية قرب المسجد الأقصى، فيما يكثف من اقتحاماته اليومية لبلدات وضواحي القدس، وسط انتشار عسكري على عشرات الحواجز والبوابات وجدار الفصل العنصري.
وتحت ذريعة "حالة الطوارئ" المتواصلة منذ الجمعة الماضية، يُمنع دخول المصلين حتى من سكان البلدة القديمة إلى المسجد الأقصى بمصلياته المسقوفة وساحاته كافة، وكذلك إلى كنيسة القيامة، مع إغلاق معظم المتاجر في البلدة القديمة والاكتفاء بمحال السلع الأساسية.
ونفخ حاخامات وجنود إسرائيليون في البوق أسفل المسجد الأقصى عند الزاوية الشمالية‑ الشرقية لساحة حائط البراق، وفي مشهد آخر صُوِّر بالأمس، أدى مستعمرون صلوات داخل كنيس "قوس ويلسون" قرب قنطرة أم البنات غربي الأقصى.
وفي حي الحردوب ببلدة الطور، أطلق قنّاص أربع رصاصات حيّة على فتى وشاب أثناء وقوفهما عند باب منزلهما؛ فأصيب الأول بيده، بينما استقرت رصاصة في ظهر الثاني، وأُطلقت قنابل مضيئة خلال اقتحام البلدة.
وامتدت الاقتحامات إلى حي عين اللوزة بسلوان، حيث اعتُقل شاب بعد مداهمة عدة منازل وتوقيف شباب في الحي، تزامنًا مع نصب حاجز عسكري عند وادي الربابة.
كما اقتحمت بلدة شعفاط، وفتشت منزلًا في بلدة العيسوية، وأغلقت مدخل بلدة الرام بعد اقتحام ضاحية الأقباط، فيما اقتحمت بلدتي حزما والعيزرية، كما أُصيب شابان بالرصاص الحي في بير نبالا والرام، ونُقلا إلى المستشفى للعلاج.
وفي ظل تصاعد التوترات الأمنية وسماع صافرات الإنذار المتكررة في المدينة، يفتقر معظم المقدسيين لغرف الأمان أو "الملاجئ المحصّنة" في منازلهم، التي تُعد الوسيلة الوحيدة للوقاية من القصف.
وفي مشهد موازٍ للحصار الداخلي، تُحاصر المدينة بـ "84" حاجزًا موزعة بين حواجز عسكرية دائمة، وسواتر ترابية، وبوابات على امتداد جدار الفصل العنصري، حيث تعيق حركة المواطنين، وتفصل القدس عن محيطها الفلسطيني في الضفة الغربية، وتُستخدم كأداة يومية لتنكيل المواطنين عبر التفتيش والاحتجاز والمنع من المرور.
أما في الخليل، فقد اعتقلت قوات الاحتلال سيدة وشابًا من بلدة حلحول جنوب المحافظة، بعد الاعتداء عليهما بالضرب المبرح، وتفتيش منزليهما، والعبث بمحتوياتهما.
ونصبت عدة حواجز عسكرية عند مداخل المدينة وبلداتها وقراها ومخيماتها، وأغلقت عددًا من الطرق الرئيسية والفرعية بالبوابات الحديدية، والمكعبات الإسمنتية، والسواتر الترابية. كما داهمت منزلًا مكوَّنًا من أربعة طوابق في حي الكرنتينا، وأرغمت صاحبه على إخلاء شقته وتحويلها إلى ثكنة عسكرية.
فيما اقتحمت البلدة بعدد كبير من الآليات العسكرية، وداهمت منزل معتقل في بلدة بيت عوا غربًا، وفرضت طوقًا عسكريًا في محيطه، وأجبرت عددًا من العائلات التي تقطن المنطقة على إخلاء منازلها.
وفي طوباس، اعتقلت قوات الاحتلال شابين من المدينة بعد مداهمة منزلي ذويهما في البلدة، وكانت قد اقتحمت في ساعات الصباح المدينة بعدد من الدوريات، ونشرت قوات مشاة في عدة أحياء، كما داهمت عددًا من المنازل.
كما اعتقلت فتىً من مخيم الفارعة جنوبًا، عقب مداهمة منزل ذويه في المخيم، وكانت قد تسللت إلى المخيم قوات خاصة، تبعتها تعزيزات عسكرية انطلقت من حاجز الحمرا العسكري.
بينما في قلقيلية، فقد اعتقلت قوات الاحتلال ثمانية مواطنين من بلدة إماتين، واقتحمت عدة بلدات وقرى في المدينة، واقتحمت قرية جيوس شرقًا، وداهمت عدة منازل فيها وفتشتها وعبثت بمحتوياتها، واقتحمت أيضًا قرى جيوس وباقة الحطب وفرعتا شرقًا، وسط انتشار مكثف في شوارعها.
وتواصل لليوم الخامس على التوالي تشديد إجراءاتها العسكرية في محيط المدينة، وإغلاق المدخل الشرقي، إلى جانب مداخل القرى الواقعة شرق المدينة، وهي: النبي إلياس، إماتين، الفندق حجة، وكفر لاقف، عبر بوابات حديدية، وتمنع تنقُّل المواطنين.
وفي نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال عدة أحياء في المدينة، وداهمت منزلًا في حي نابلس الجديدة، واعتقلت مواطنًا لم تُعرف هويته بعد، واقتحمت قرية تل
لاسيما في بيت لحم، اعتقلت قوات الاحتلال، مواطنين من قرية حوسان غربًا، وانتشرت في مختلف احيائها وشوارعها وداهمت عددًا من المنازل وفتشتها وعبثت بمحتوياتها، واخضعت عددًا من الشبان للتحقيق الميداني، واقتحمت بلدة زعترة وداهمت عددًا من منازل المواطنين وفتشتها، كما اقتحمت بلدة بيت فجار، وداهمت منزلًا فيها.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها