شهدت بلدات وقرى الضفة الغربية، اليوم الاثنين 2025/6/16، سلسلة من الاقتحامات والاعتداءات التي نفذتها قوات الاحتلال، ما أسفر عن عمليات اقتحام واسعة ونزوح مستمر، وسط انتهاكات متكررة، تخللتها عمليات هدم وسيطرة على ممتلكات المواطنين. 

ففي جنين، حوّلت قوات الاحتلال منازل عشرات المواطنين في بلدات وقرى المحافظة إلى ثكنات عسكرية، عقب اقتحامات متكررة طالت بلدات عانين ورمانة ونزلة الشيخ زيد، ما أدى إلى تهجير قسري للأهالي، وتقييد حركة المواطنين، وتعطيل الحياة اليومية.

واقتحمت بلدة عانين غربًا منزلين، وأجبرت خمس عائلات تضم نحو 50 فردًا على مغادرتهما، وحولتهما إلى نقاط عسكرية. وتواصل اقتحام البلدة يوميًا، وتسيّر آلياتها العسكرية في الشوارع، وتنصب الحواجز، وتعيق حركة المركبات والمواطنين، وتقوم باستجوابهم. وفي بلدة رمانة غربًا، حوّلت أحد عشر منزلًا إلى مواقع عسكرية منذ أربعة أيام.

وتنتشر فرق المشاة في شوارع البلدة، وتطلق الرصاص الحي وقنابل الغاز، وتغلق المحال التجارية، وتواصل استفزاز المواطنين والتنغيص عليهم.

وتواصل مداهمة المنازل وتفتيشها، والاعتداء على المواطنين، واعتدت على طالب في الثانوية العامة، حيث عصبوا عينيه واحتجزوه لساعتين بعد اقتياده إلى مكان مجهول، قبل أن يُفرج عنه، كما اعتدوا بالضرب على مواطن آخر خلال مروره في أحد شوارع القرية.

اعتقلت شابًا بعد محاصرة منزله في قرية دير أبو ضعيف شرقًا، ودفعت بتعزيزات عسكرية إلى القرية، كما كثّفت من اقتحام بعض قرى غرب المدينة، منذ نحو أسبوع، وداهمت المنازل وحولتها إلى ثكنات عسكرية، وواصلت تحويل 11 منزلًا في بلدة رمانة غربًا إلى ثكنات عسكرية بعد إجبار سكانها على الخروج منها قسرًا، واتخذت منازل عدة في نزلة زيد جنوبًا نقاطًا عسكرية.

وفي أريحا، شددت قوات الاحتلال من إجراءاتها العسكرية على مداخل المدينة ومحيطها، عند حاجز “البوابة الصفراء” شرقًا، مع تفتيش دقيق للمركبات الخارجة والداخلة، في حين يشهد حاجز “DCO” جنوب المدينة أزمة مرورية إثر الإجراءات المشددة، كما شددت من إجراءاتها على حاجزي “الهيئة” و”البنانا”، وأجرت عمليات تفتيش دقيقة للمواطنين ومركباتهم، وقيّدت حركة وحرية المرور، وأغلقت بوابة الطيبة كذلك، الرابطة بين محافظتي رام الله وأريحا.

فيما أقدم مستعمرون على تفكيك بركس سكني لأحد السكان في قرية عرب المليحات في المعرجات شمال غرب المدينة، وتأتي ضمن سلسلة من الانتهاكات الممنهجة التي تهدف إلى منع عودة السكان إلى أراضيهم، وفرض واقع استعماري بالقوة.

كذلك في طولكرم، تواصل قوات الاحتلال عدوانها على المدينة ومخيمها لليوم الـ141، ولليوم الـ128 على مخيم نور شمس، من خلال تنفيذ عمليات اعتقال واسعة، وهدم متواصل للمباني السكنية، وسط تشديد عسكري على الحواجز المحيطة.

وشنّت حملة اعتقالات في المدينة وضواحيها، عقب مداهمة منازل المواطنين وتخريب محتوياتها، والاعتداء على السكان بالضرب والاستجواب.

وداهمت عمارة في الحي الجنوبي للمدينة، وفتشت الشقق السكنية فيها، وحطمت محتويات أصحابها بعد مداهمة منازلهم. وفي ضاحية ذنابة شرق المدينة، اعتقلت 3 مواطنين عقب تفتيش منازلهم وتخريبها بشكل متعمّد.

ويرافق هذا التصعيد تشديد عسكري على الحواجز، إذ تواصل إغلاق حاجز عناب شرق المدينة، وتمنع مرور المركبات، فيما أقامت حاجزًا مفاجئًا قرب بوابة جسر جبارة جنوبًا، وتقوم بتوقيف المركبات وتفتيش الركاب ميدانيًا، ما أدى إلى عرقلة حركة المرور.

وتواصل الجرافات هدم المباني السكنية في مخيم طولكرم لليوم الحادي عشر على التوالي، خصوصًا في حارات البلاونة والعكاشة والنادي ومحيطها، ضمن مخطط يستهدف هدم 106 مبانٍ في المخيمين، منها 58 مبنى في مخيم طولكرم وحده، وتضم أكثر من 250 وحدة سكنية وعشرات المنشآت التجارية.

وفرضت حصارًا مشددًا على مخيمي طولكرم ونور شمس، حيث تنتشر قوات المشاة والآليات العسكرية في الأزقة والمداخل، وتمنع المواطنين من الوصول إلى منازلهم، وتطلق النار على كل من يحاول الاقتراب.

ويشهد مخيم نور شمس، خلال الأسابيع الماضية، عمليات هدم أفضت إلى تدمير أكثر من 20 مبنى، في إطار خطة لهدم 48 مبنى بحجة فتح طرق وتغيير معالم المخيمين.

وتشهد المدينة تحركات مكثفة للآليات، خاصة وسط السوق، وشارع مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي، وشارع نابلس، حيث تعرقل حركة المواطنين، وتطلق أبواقها بشكل استفزازي، وتسير بعكس الاتجاه.

وتواصل تحويل شارع نابلس إلى منطقة عسكرية مغلقة، عبر الاستيلاء على مبانٍ سكنية وأجزاء من الحي الشمالي المقابل للمخيم، بعد إجبار سكانها على الخروج منها قسرًا، مع تواجد مكثف للجرافات والآليات العسكرية.

كما تسببت السواتر الترابية في إلحاق أضرار واسعة بالشارع، الذي يُعد شريان وصل رئيسيًا بين مخيمي طولكرم ونور شمس، ويشهد انتشارًا للحواجز الطيارة، ما يزيد من معاناة المواطنين.

وأسفر العدوان المتواصل عن عشرات الإصابات والاعتقالات، وتدمير كبير في البنية التحتية، والمنازل، والمنشآت التجارية، والمركبات، وتهجير أكثر من 5 آلاف عائلة (أكثر من 25 ألف مواطن) من المخيمين، وتدمير 400 منزل تدميرًا كليًا، وتضرر 2573 منزلًا بشكل جزئي، في ظل استمرار إغلاق المداخل وتحويلها إلى منطقة خالية من الحياة.

وفي القدس، نصبت قوات الاحتلال بوابة حديدية عند المدخل الشرقي لبلدة حزما شرقًا، في ظل تقييدات كبيرة على حركة المواطنين، ومنعهم من التنقل، وتشدد من إجراءاتها العسكرية في المدينة، وعلى كافة الحواجز المحيطة بها.

كما اقتحمت بلدة العيسوية شمال شرق المدينة، واحتجزت الشبان لأكثر من ساعة، قبل أن تسلّم أربعة منهم استدعاءات للتحقيق، واقتحمت بلدة عناتا شمال شرق المدينة، وداهمت عدة منازل، فيما اقتحمت قوة أخرى بلدة أبو ديس شرقًا.

صعّدت من اعتداءاتها الممنهجة على المدينة وضواحيها، لليوم الرابع على التوالي، من خلال الاستمرار في إغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، وفرض قيود عسكرية مشددة، واقتحام بلدات وأحياء عدة، ما أسفر عن إصابات واعتقالات، وسط تفاقم معاناة المواطنين في ظل غياب الحماية، وتدهور الأوضاع الاقتصادية.

اقتحمت بلدة عناتا شمال شرق المدينة، وداهمت منزل مواطن، ونفذت عمليات تفتيش واسعة داخله، كما اقتحمت عدة بلدات وأحياء في المدينة، من بينها العيسوية، حيث داهمت مقهى واعتقلت عددًا من الشبان، وسط إطلاق كثيف لقنابل الصوت والغاز السام، ما أدى إلى وقوع إصابات بالاختناق.

وفي وادي الجوز، رشّت القوات المنازل بالمياه العادمة، وأطلقت قنابلها تجاه السكان، فيما شهد حي رأس العمود إلقاءً عشوائيًا للقنابل، واعتقلت شابًا من عين اللوزة، كما استهدفت مخيم شعفاط بالقنابل الغازية، واقتحمت بلدة جبل المكبر واعتدت على المواطنين فيها.

كثّفت من سياساتها التضييقية بحق المقدسيين، من خلال تعزيز الحواجز العسكرية، وتثبيت بوابات حديدية جديدة، من بينها بوابتان عند مداخل بلدة حزما، لتقييد حركة السكان.

واستولت على مواقف حيوية للمركبات قرب باب الساهرة في شارع صلاح الدين، وخصصتها لآلياتها، ما فاقم أزمة المواقف في المنطقة، ويواجه المقدسيون عراقيل يومية عند الحواجز، حيث يُجبرون على الانتظار لساعات طويلة.

وتشهد البلدة القديمة في القدس ركودًا تجاريًا خانقًا نتيجة الإجراءات التعسفية التي تتبعها سلطات الاحتلال، إذ أُجبرت عشرات المحال التجارية على الإغلاق بسبب الحصار المشدد، ومنع دخول غير السكان إلى المنطقة، ما أدى إلى تراجع حاد في الحركة الشرائية، وتهديد مصادر رزق التجار، وتفاقم الأزمة الاقتصادية في قلب المدينة.

كما اعتدت بالضرب المبرح على شاب، وقامت بتقييده، وطرحته أرضًا، واعتقلته، عند مدخل بلدة عناتا شمال شرق المدينة.

لا سيما في الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة مواطنين من المحافظة، عقب تفتيش منازلهم، والعبث بمحتوياتها، ونصبت عددًا من الحواجز العسكرية على مداخل بلداتها وقراها ومخيماتها، وأغلقت طرقًا رئيسية وفرعية بالبوابات الحديدية، والمكعبات الإسمنتية، والسواتر الترابية.

وفي قلقيلية، شددت قوات الاحتلال من إجراءاتها العسكرية في محيط المحافظة، في تصعيد مستمر منذ عدة أيام، وتواصل إغلاق المدخل الشرقي الرئيسي للمدينة بواسطة بوابة حديدية، كما أغلقت الطريق الفرعي البديل المعروف بـ”طريق الحصاميص” بالسواتر الترابية، ما أعاق حركة تنقل المواطنين.

وتواصل لليوم الثاني على التوالي تشديد إجراءاتها في بلدة عزون شرقًا، وإلى جانب إغلاق المدخل الشمالي الرئيسي للبلدة بالبوابة الحديدية، أغلقت المدخل الجنوبي بالسواتر الترابية والحجارة، إضافة إلى نصب حواجز عسكرية طيارة على المدخل الغربي المعروف بمدخل عزبة الطبيب، ما أعاق حركة تنقل المواطنين.

كما تواصل إغلاق عدد من القرى شرقًا، حيث تغلق مدخل قرية النبي إلياس الشمالي، ومدخل قرى كفر لاقف، واماتين، والفندق بالبوابة الحديدية، ويضطر المواطنون إلى استخدام طرق التفافية طويلة للوصول إلى أماكنهم المقصودة، بعد جهد وعناء مضاعف.

بينما في الأغوار، شددت قوات الاحتلال إجراءاتها على حاجز الحمرا العسكري في الأغوار الشمالية، حيث سُمح بمرور المركبات عبر الحاجز لأول مرة منذ ثلاثة أيام، لكن بعد تفتيشها والتدقيق في هويات الركاب.

وفي بيت لحم، اعتقلت قوات الاحتلال طفلين من قرية الولجة غربًا، بعد مداهمة منزل ذويهما.

أما في نابلس، فقد اقتحمت قوات الاحتلال مخيم عسكر الجديد شرق المدينة، وأُصيب مواطنان بجروح نتيجة الاعتداء عليهما بالضرب المبرح، وتم نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج، واقتحمت منازل المواطنين وفتشتها وعبثت بمحتوياتها، واقتحمت منطقة الجبل الشمالي من المدينة، واعتقلت شقيقين عقب مداهمة منزلهما وتفتيشه.

وفي رام الله، اقتحمت قوات الاحتلال، قرية المغير شمال شرق المدينة، من الجهة الشرقية، واعتلت قناصتها أسطح ثلاثة منازل، وحولتها إلى ثكنات عسكرية، بعد احتجاز أفراد العائلة، فيما تتعرض قرية المغير لاقتحامات واعتداءات شبه يومية.

واعتقلت طالبًا جامعيًا، خلال اقتحامها قرية أبو قش شمالًا، بعد اقتحام منزله في القرية، وتفتيشه والعبث بمحتوياته.

وفي سلفيت، هدم مستعمر غرفة زراعية في بلدة كفر الديك غربًا، فيما جرف آخرون أراضي في قرية ياسوف شرقًا، القريبة من مستعمرة “تفوح” المقامة على أراضي المواطنين، وذلك بحجة عدم الترخيص

وتواصل إغلاق مداخل عدد من قرى المحافظة وبلداتها بالبوابات الحديدية والحواجز العسكرية، وتمنع المواطنين من التنقل بحرية، ما يفاقم معاناتهم اليومية.