تغيير الشرق الأوسط هدف أميركي قديم بدأ   الكيان الإسرائيلي تنفيذه عمليًا وكيلاً عن أميركا وفقًا لتصريحات قيادة الكيان الاستعماري الإسرائيلي والولايات المتحدة الأميركية بعد السابع من أكتوبر 2023.

- ماذا يعني تغيير الشرق الأوسط:

تغيير الشرق الأوسط بالمفهوم الإسروأميركي:

- أولاً: إدماج "إسرائيل" بالوطن العربي وتسييده على المنطقة العربية.

- ثانيًا: تصفية القضية الفلسطينية عبر تقويض حق الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وتهجير قسري للشعب الفلسطيني بإعادة لسيناريو عامي 1948 و1967 وتنفيذًا للهدف الأميركي بتوسيع مساحة "إسرائيل" التي أقيمت على قاعدة إحتلال استعماري لفلسطين لتمكينها من أداء وظائفها كقاعدة إنطلاق للقوى الإستعمارية العدوانية التوسعية.

- ثالثًا: إعادة تقسيم الدول العربية والإسلامية إلى دويلات أو بأحسن حال إلى أقاليم قائمة على أسس  مذهبية وطائفية وعرقية بهدف تدمير جبهاتها الداخلية وضمان تبعيتها ونهب ثرواتها واستمرار التهديد بزعزعة أمن واستقرار تلك الدول إستباقًا لولادة نظام عالمي متعدد الأقطاب.

- آليات تنفيذ المخطط الإسروأميركي:

- أولاً: دعم الكيان الإسرائيلي الإرهابي بكل وسائل القوة العسكرية والسياسية والإقتصادية والتكنولوجية ومنحه الحصانة من إمكانية إخضاعة للمساءلة والعقاب أمام المحاكم والمؤسسات والهيئات الدولية.

- ثانيًا: إطلاق يده العدوانية بحماية أميركية بعموم المنطقة العربية والإسلامية وما الموقف الأميركي من استمرار دعم إرتكاب جرائم حرب الإبادة والتطهير بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وبوتيرة أقل بالضفة الغربية واستخدام الفيتو رفضًا لوقف العدوان ورفع الحصار الشامل عن المدنيين  الفلسطينيين بقطاع غزة والسطو على أموال الشعب الفلسطيني إلا نماذج دالة.

- ثالثًا: تحييد وإقصاء الأمم المتحدة عن الإضطلاع بمسؤولياتها بالعمل على تحقيق أهدافها عبر إعمال ميثاقها وقراراتها بإلزام الكيان الإسرائيلي بتنفيذ جميع القرارات الدولية تحت طائلة فرض العقوبات وصولاً للعزل الشامل بإزدواجية واضحة في سياسة واضحة تعبر عن إنتهاج سياسة فرض الأمر الواقع الناجم عن إستخدام القوة العسكرية الغاشمة وممارسة النفوذ السياسي بإستخدام العصا والجزرة للضغط على الدول في محطات مفصلية لتغيير مواقفها بإقصاء لمبدأ الحق والمساواة والعدالة والسيادة ووحدة أراضي دولها، وما تنصل "إسرائيل" بحكم الإنحياز والدعم الأميركي المطلق عن إحترام إلتزاماتها والإيفاء بمتطلبات وشروط قبولها كدولة عضو بالأمم المتحدة بتنفيذ مئات القرارات الصادرة عن مجلس الأمن وتلقائيًا عن قرارات الجمعيةالعامة وعن محكمة العدل الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية عمومًا وفي مقدمتها وقف جرائمها "الإبادة، التطهير العرقي، الحرب، ضد الإنسانية" وإنهاء إحتلالها لأراضي الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليًا إلا المؤشر للإنقلاب الأميركي على مبادئ الأمم المتحدة والعهود والمواثيق والإتفاقيات الدولية.

- رابعًا: إستخدام المساعدات المالية وتوظيف  صندوق النقد الدولي والبنك الدولي كأدوات ضاغطة لإخضاع الدول الممتنعة عن القبول بسياستها وما تلويح الرئيس ترامب بذلك للضغط على مصر والأردن للقبول بالتهجير القسري للشعب الفلسطيني من قطاع غزة واستقبال مئات الآلاف من المهجرين قسرًا بأعظم جرائم العصر بإقتلاع شعب من وطنه في تناقض رئيس مع القوانين الدولية ومع حق الشعوب بتقرير مصيرهم على أرض وطنهم التاريخي الأصيل.

- فلسطين البداية:

كنا نحذر دومًا كتابًا ومحللين وسياسيين وأحزاب من أن التخلي العملي عن دعم فلسطين ونضال شعبها طليعة الشعب العربي حتى نيله  الحرية والاستقلال وبالتصدي الجمعي لمخططات العدو الإسرائيلي المدعوم أميركيًا عبر إتباع إستراتيجية موحدة تجد سبيلها للتنفيذ بكل السُبل والإمكانيات والأدوات المتاحة في التصدي لمخططات سلطات الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي الوكيل عن المحور الأميركي الهادفة لإدامة إحتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة إنما يعني تمكين الكيان الاستعماري الإسرائيلي الإنتقال إلى المرحلة الثانية من سياسته العدوانية التوسعية المتمثلة بالتوسع الجغرافي للكيان المصطنع بدول الطوق وصولاً لإقامة "إسرائيل الكبرى".

- ما بعد العدوان على إيران:

فها هو مجرم الحرب نتنياهو وزمرته يتحدثون منذ بدء حرب الإبادة والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني بقطاع غزة إنها البداية نحو تغيير الشرق الأوسط "حسب الرؤية الإسروأميركية" ويصرحون بوقاحة وعنجهية عن إحداث تغيير الشرق الأوسط أي إخضاع كامل لجميع دول الشرق الأوسط "الدول العربية وإيران وتركيا وغيرها" للنفوذ والهيمنة الأمبركية عبر الوكيل والأداة الإسرائيلية ليكون شرطي المنطقة.
نتنياهو بعقليته الإجرامية خال له أن تصفية القضية الفلسطينية وتهجير شعبها بالقوة باتت مضمونة بعد تصريحات الرئيس الأميركي ترامب وسفيره بالكيان الإسرائيلي المعبر عن سياساته بأن لا مكان لدولة فلسطينية على أرض فلسطين مطلقًا "يهودا والسامرة " على أرض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليًا مما دفعه للتصعيد والتوسع واحتلال أراضي جديدة مقرونًا بتدمير ممنهج "في سوريا ولبنان" للبنى التحتية وللموارد الطبيعية اتبعه بعدوان همجي تدميري  على إيران التي إن حقق اهدافه العدوانية بإخضاعها للنفوذ والهيمنة الأميركية على طريق  تقسيمها لضمان بقاءها قاعدة عسكرية متقدمة تساهم مستقبلاً بتشكيل طوق  يستهدف حصار الصين والحد من نفوذها على الساحة العالمية إقتصاديًا وهذا يتطلب بالضرورة لنجاح المخطط الاستعماري الإنتقال إلى المحطة التالية المستهدفة بالمخطط الإسروأميركي وهي باكستان لما تمثله من قوة عسكرية وديموغرافية وجغرافية وإستراتيجية ومكانة في العالم الإسلامي.

هكذا كانت فلسطين البداية منذ صناعة الكيان الاستعماري الإسرائيلي المصطنع على أرض فلسطين التاريخية قلب الوطن العربي والعالم الإسلامي لما تتمتع به من مكانة دينية تشكل التحدي أمام التصدي العملي الموحد للمخططات الاستعمارية التي استهدفت تقسيم العالم العربي والإسلامي إلى دول تخضع بشكل أو آخر للهيمنة والسيطرة الاستعمارية برموزها بريطانيا وفرنسا وأميركا، مما مكن العدو الإسرائيلي أداة أميركا من التغول على العالم العربي والإسلامي والتهديد بالنيل من أي دولة قريبة أو بعيدة تفكر بالتحرر من المظلة الأميركية.
إجهاض المخطط الإسروأميركي بتصفية القضية الفلسطينية والتهجير القسري للشعب الفلسطيني خارج وطنه والتصدي للمخطط الإسروأميركي بتغيير الشرق الأوسط"تقسيم دوله" يتطلب إرادة سياسية جادة وفاعلة من قبل قادة الدول العربية والإسلامية والصديقة تعمل على تجسيد التضامن والعمل المشترك وترجمته عمليًا عبر إتخاذ إجراءات عقابية وضاغطة على الكيان الإرهابي الإسرائيلي وراعيته وموجهته في رسالة إلى أميركا أن إنحيازها ودعمها للكيان الإسرائيلي بعدوانيته وبخطواته نحو تغيير الشرق الأوسط لن يحقق لها مصالحها السياسية والاقتصادية على المدى المتوسط بل سيزيد من الكراهية والعدائية للسياسة الأميركية.
فلسطين خط الدفاع الأول فانهيارها لا سمح الله، هو انهيار متدحرج لجميع الدول العربية والإسلامية، لذلك يجب أن تتوحد الجهود قبل فوات الآوان.