تتصاعد الأحداث في ظل تصعيد إسرائيلي متواصل، يجري تحت غطاء أمريكي. وللإحاطة بتطورات المشهد، استضافت الإعلامية مريم سليمان، عضو المجلس المركزي الفلسطيني وعضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، الأخت وفاء زكارنة.
أكدت زكارنة أن التصعيد الذي يمارسه جيش الاحتلال الصهيوني في كامل الأراضي الفلسطينية، سواء في الضفة الغربية أو في غزة، يمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية والإنسانية. وأشارت إلى أن ما يجري في غزة من جرائم متواصلة، وحصار اقتصادي وتجويع ممنهج، هو وضع غير مسبوق، يحدث وسط صمت دولي مريب، وتجاهل تام لقرارات المجتمع الدولي التي طالبت بوقف العدوان على الشعب الفلسطيني، لاسيما في غزة.
وأضافت أن الاحتلال يسعى بشكل ممنهج إلى تفريغ الأرض من سكانها لتمرير روايته بأن “هذه أرض بلا شعب”، وذلك من خلال القتل اليومي والمجازر التي تطال المدنيين، الأطفال، النساء، وحتى الخيم والمخيمات. واعتبرت أن ما يجري هو محاولة متعمدة لإلغاء القضية الفلسطينية، وتصفية ملف اللاجئين، في ظل غياب أي إجراءات دولية فعلية تُحاسب هذا الاحتلال، الذي بات يتصرف كأنه فوق القانون، مستهدفًا بذلك الوجود الفلسطيني برمّته.
أكدت زكارنة أن ما يقوم به الاحتلال من هدم للمنازل وإفراغ للمخيمات، وخاصة في مخيم جنين الذي كان يضم أكثر من 25 ألف نسمة وأصبح شبه خالٍ، هو مخطط ممنهج لتفريغ الأرض من سكانها. وأشارت إلى أن المخيمات الأخرى، مثل طولكرم ونور شمس، تتعرض لنفس المصير، في ظل توسّع استهداف الاحتلال للمدن والقرى الفلسطينية، ومصادرة الأراضي، وإعادة المستوطنات التي سبق وتم تفكيكها. كما نوهت إلى أن الحصار الاقتصادي، وقرارات الإغلاق التي طالت الضفة الغربية مؤخرًا، تُشكّل عقابًا جماعيًا لشعبٍ كامل، حيث باتت الحركة شبه مشلولة، والعاملون ممنوعون من الوصول إلى أعمالهم، ضمن سياسة خنق شاملة لكل المحافظات.
وأشارت زكارنة إلى أن ما تشهده فلسطين اليوم من تصعيد لم يبدأ فقط خلال السنتين الأخيرتين، بل هو امتداد لسياسات الاحتلال منذ أكثر من 76 عامًا، مضيفة أن الحكومة الإسرائيلية الحالية بقيادة نتنياهو، وبدعم من المتطرفين أمثال بن غفير وسموتريتش، تمارس أبشع الانتهاكات بحق شعبنا، من قتل واستيطان وحصار وانتهاك حقوق الأسرى داخل السجون. واعتبرت أن هذه الحكومة تُقدّم دماء أبناء شعبنا كقربان سياسي لتغطية فسادها الداخلي وجرائمها، في ظل غياب محاسبة دولية حقيقية، وتحول شعبنا الفلسطيني إلى الحلقة الأضعف في معادلات الاحتلال.
علّقت زكارنة على تأجيل مؤتمر حل الدولتين، مؤكدة أن الشعب الفلسطيني دائمًا ما يدفع ثمن أي تطور أو تأجيل سياسي، سواء كان بسيطًا أو معقدًا، في ظل غياب الإرادة الدولية الحقيقية. وقالت إن شعبنا الفلسطيني فقد الثقة بالقرارات الدولية التي تُتخذ دون تطبيق، رغم مرور أكثر من 76 عامًا على النكبة. ورغم ذلك، هناك بارقة أمل في اعتراف بعض الدول أخيرًا بوجود قضية فلسطينية وشعب يُمارَس عليه الظلم والجرائم اليومية أمام مرأى ومسمع العالم. وتمنت أن يُعقد هذا المؤتمر قريبًا، وأن تظل القضية الفلسطينية على سلم أولويات العالم، من أجل إنصاف شعب عانى وما زال يعاني من حصار وتجويع وقتل ممنهج.
وأضافت أن ضعف الإرادة الدولية واضح، خاصة حين يرى العالم بأجمعه جرائم الاحتلال دون أن يُتخذ أي إجراء رادع. وأشارت إلى أن المجازر اليومية في غزة، واستهداف الأطفال والمخيمات، تتم وسط صمت عالمي مخزٍ، بينما تُروّج وعود بحلول ومفاوضات لا تنعكس على أرض الواقع. وأكدت أن الشعب الفلسطيني يستحق، كغيره من شعوب الأرض، أن تكون له دولة ذات سيادة، بعلم وعاصمة، وأن تظل القدس العربية هي العاصمة الأبدية. واختتمت بتمنياتها بأن يكون هناك موقف دولي حاسم ينهي هذا الظلم التاريخي الواقع على شعبنا.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها