يُعد التنميل من الأحاسيس الشائعة التي يشعر بها كثير من الناس، وهو يتمثل في فقدان مؤقت للإحساس أو شعور بوخز يشبه الإبر في منطقة معينة من الجسم، وغالباً ما يصيب اليدين أو القدمين. ورغم أنه في الغالب حالة عابرة وبسيطة، إلا أن تكراره أو ارتباطه بأعراض أخرى قد يشير إلى مشكلة صحية خطيرة تستدعي الانتباه.

التفسير العلمي للتنميل يعود إلى اضطراب مؤقت أو دائم في نقل الإشارات العصبية من الأعصاب إلى الدماغ. ويحدث ذلك عندما تتعرض الأعصاب لضغط يؤثر على تغذيتها العصبية، مما يؤدي إلى خلل في الإحساس أو فقدانه في بعض أجزاء الجسم.

وتشمل الأسباب الشائعة للتنميل الجلوس أو النوم في وضعيات غير صحيحة، ونقص بعض الفيتامينات، خاصة B1 وB6 وB12، إضافة إلى الإصابة بمرض السكري، أو مشاكل في العمود الفقري. كما يمكن أن يكون التوتر والقلق من المحفزات أيضاً، مما يجعل تحديد السبب الدقيق بحاجة إلى تقييم طبي في بعض الحالات.

ورغم أن أغلب حالات التنميل تكون غير مقلقة، إلا أن هناك مؤشرات تستدعي زيارة الطبيب، مثل تكرار التنميل دون سبب واضح، أو استمراره لفترات طويلة، أو إذا كان مصحوباً بضعف عضلي، أو صعوبة في التوازن أو النطق، أو بدأ بالانتشار إلى أجزاء أوسع من الجسم.

في النهاية، قد يكون التنميل مجرد رسالة بسيطة من الجسم بضرورة تغيير وضعية الجلوس، لكنه في بعض الأحيان يمثل ناقوس خطر لمشكلة صحية أكثر تعقيداً. لذلك، من الضروري عدم تجاهله إذا ترافق مع أعراض غير طبيعية أو تكرّر دون سبب واضح.