ضاقَتْ بيَ الجهاتُ، ..
رغمَ أنَّ الجهاتِ ستٌّ، ..
كلُّها موصدةٌ، ..
كأنَّ الأرضَ خيَّبتْها، ..
والسماءَ نزفَتْ مدامعَها الأخيرة ....!
***
في حلقي ..
تنامُ قذيفةٌ، ..
وفي صدري ..
ينقرُ غُرابٌ أعشاشَ الأسى، ..
كلّما ناديتُ باسمي ..
تساقطَ المعنى من فمي ....
***
لستُ بكاءً، ..
ولا نائحةً ..
على حافَّةِ نشرةٍ مسائيّة، ..
أنا ظِلُّ جنازةٍ ..
لا تجدُ أرضًا ..
تستترُ بها من الفضيحة....
***
غزَّةُ...
ليستْ خريطةً، ..
ولا خُبزًا مبلولًا بالرَّحمة، ..
غزَّةُ ..
طفلةٌ تُرضِعُ إخوتَها ..
من دُخانِ الغارة، ..
وتلعبُ بحصاةِ القصف، ..
وتغفو ..
على مواءِ القططِ الجائعة....
***
كلُّ شيءٍ هنا ..
ينفجرُ دونَ موعدٍ:
الماءُ،
الضوءُ،
الأسئلةُ،
وحتّى أسماءُ الشهداءِ ..
تُمحى:
قبلَ أن تُكتَبَ على الجدران ....
***
لا أحدَ يُعبرُنا، ..
لا أحدَ، ..
سوى رياحٌ تتثاءبُ ..
في وجوهِ القتلى، ...
ومحيطٌ:
أعمى عن الحريقِ، ...
أبكمُ عن النِّداء، ...
وكأنَّ غزّةَ:
خالِيةٌ من البشر ....!
***
العالمُ يزرعُ حدائقَه ..
فوقَ رمادِنا، ...
ويشربُ قهوتَه ...
على ناصيةِ المجزرة، ...
ويقرأُ "بيانًا":
كما يقرأُ إعلانَ طقسٍ ..
عن عاصفةٍ ...
لا تهمُّه ....!
***
أنا كريمةُ ...
لكنَّ كرامتي تُعلَّقُ ..
كلَّ مساءٍ ..
على حبلِ غسيلٍ مُفخّخ، ..
وأنا ظلُّ وطنٍ ..
يتناوبُ على صمتِه ..
كلُّ الزمن ....!