تتواصل المجازر في أيام عيد الأضحى المبارك وسط عجزٍ عالمي عن وقف الإجرام الإسرائيلي بحق شعبنا الأعزل. وللحديث حول مستجدات الأحداث، استضافت الإعلامية مريم سليمان عبر قناة فلسطيننا، عضو اللجنة المركزية لجبهة التحرير العربية والمتحدث باسمها، مدير مركز أبحاث الأراضي في نابلس، المهندس محمود الصيفي.
بدايةً، أوضح الصيفي أن حكومة الاحتلال الصهيوني ماضية في ارتكاب المجازر اليومية ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث سقط خمسون شهيدًا في اليوم الأول من عيد الأضحى نتيجة القصف البري والبحري والجوي، وفي اليوم الثاني بلغ عدد الشهداء حتى الصباح 34 شهيدًا، مع احتمال تجاوز العدد خمسين مع نهاية اليوم. وأكد أن هذا النهج الدموي يخدم حكومة الاحتلال التي تصرّ على استمرار الحرب، رغم كل المناشدات والجهود الدولية المبذولة لوقفها.
وأشار الصيفي إلى أن إدخال المساعدات إلى قطاع غزة ما زال معطّلًا بسبب الإغلاق المستمر للمعابر منذ أكثر من 95 يومًا، بينما يواصل الاحتلال عدوانه في مرحلته الثانية، التي دخلت يومها السابع والسبعين، وقد تجاوز عدد الشهداء 4600. وأكد أن المجتمع الدولي ما زال مشلولًا، وأن ما يسمى بمنظمة غزة الإنسانية ليست سوى جهة إجرامية نصبت أفخاخًا ومصائد للمواطنين، مما أدى إلى استشهاد أكثر من تسعة فلسطينيين في اليوم الأول من توزيع المساعدات.
أوضح الصيفي أن ما جرى في اليومين الأول والثاني من وقف لتسليم المساعدات، نتيجة فشل المشروع واحتجاج العديد من المؤسسات الدولية، يؤكد أن ما قام به الاحتلال بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية هو مخطط لقتل شعبنا، خصوصًا الأطفال، تحت غطاء المساعدات. فمعظم الشهداء سقطوا وهم يحملون الطرود الغذائية، ما كشف للعالم أن ما يُسمى توزيع مساعدات لم يكن إلا مصيدة دموية، وفضيحة أخلاقية أمام شاشات العالم، رفضتها المؤسسات الدولية العاملة في غزة، وفشلت فعليًا نتيجة هذا الرفض.
كما أشار إلى أن ما قامت به مؤسسة غزة الإنسانية كان جزءًا من مخطط تهجير قسري منظم، حيث جرى تقسيم سكان القطاع إلى مناطق عدة، ما يدل على نية واضحة لترحيلهم من الشمال إلى الجنوب. ولفت إلى أن هذا المخطط يسير وفق خطة ترامب، بدعم عسكري مباشر من الاحتلال، وبصمت المجتمع الدولي الذي تقاعس عن وقف العدوان وفتح المعابر أمام السكان المحاصرين.
أوضح الصيفي أن التحركات الدولية تجاه ما يحدث في غزة ما زالت عاجزة عن إحداث أي تأثير فعلي على الأرض، رغم ضخامتها إعلاميًا. وأشار إلى الكارثة الإنسانية المتفاقمة، حيث يعاني أكثر من 70,000 طفل من الجوع وسوء التغذية، وقد توفي أكثر من 65 طفلًا نتيجة لذلك، في ظل غياب الغذاء الكامل. وبيّن أن استهداف الأطفال والنساء مستمر، حيث تجاوز عدد الشهداء والجرحى من الأطفال 50,000.
كما انتقد الصيفي استمرار العدوان رغم الضغوط الأوروبية، موضحًا أن غياب العقوبات الاقتصادية ووقف التعامل مع حكومة الاحتلال يسمح بتماديها، خاصة بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية. وأشار إلى أن مشروع المساعدات الأمريكية كان غطاءً لمجزرة جديدة، مؤكدًا أن خطة التهجير القسري لا تزال مستمرة. واستخدام الولايات المتحدة للفيتو في مجلس الأمن يكرّس انحيازًا فاضحًا.
وختم حديثه مؤكدًا على أن ما يجري في غزة يُعد جريمة مستمرة ترتكب بحق الإنسانية، بصمت دولي وتواطؤ أمريكي-إسرائيلي واضح، فيما يظل المجتمع الدولي عاجزًا عن وقف التدمير والتهجير والتجويع الممنهج.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها