يتصاعد الصلف الإسرائيلي الذي يتجلى في المجازر المتواصلة وانتهاك القانون الدولي. وللبحث في مستجدات الأحداث، استضافت الإعلامية مريم سليمان عبر قناة فلسطيننا الكاتب والمحلل السياسي الدكتور إياد جودة.
بدايةً أكد جودة أن الصورة لا يمكن وصفها على الإطلاق، فهي مأسوية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وتزداد قتامة ساعة بعد ساعة. وأضاف أن آخر المستجدات تشير إلى طلب إخلاء السكان في منطقة جباليا بسبب تقدم الآليات، مما يزيد من تعقيد المشهد الإنساني. وأشار إلى أن نقص الغذاء والماء والأدوية، خاصة للأشخاص ذوي الأمراض المزمنة، يهدد حياة الكثيرين، إضافة إلى تفاقم أزمة الجوع التي تؤثر بشكل خاص على المرضى الذين يحتاجون إلى تغذية حقيقية. مضيفًا، بالتأكيد على أن أبناء شعبنا يعيشون هذه المعاناة كل دقيقة، بينما العالم لا يتفاعل مع الأزمة بشكل حقيقي وأخلاقي وواقعي.
علق أياد جودة على الخطة الأمريكية لتوزيع المساعدات بالقول: "إن الحديث عن الأوضاع الإنسانية لا يمكن تصوره، حيث تتكرر القصص المأسوية كل دقيقة". وأوضح أن سياسة إسرائيل القائمة على منع الغذاء تعد جزءًا مباشرًا ومتوازيًا مع آلة الحرب والدمار التي تستخدمها، حيث تستعمل الجوع وسيلة لقتل شعبنا.
كما وصف نقاط التوزيع بأنها نقاط موت تصطاد أبناء شعبنا، وتُستخدم لتبرير المشهد الإسرائيلي دوليًا وعالميًا. وأضاف أن إسرائيل تسعى إلى إغلاق المؤسسات الدولية والأممية، خاصة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، لمنعها من ممارسة دورها الإنساني، رغبة في إخفاء الواقع الذي يعيشه سكان غزة. وأكد جودة أن النهج الإسرائيلي واضح في قمع أبناء شعبنا وإبادتهم، مع تصاعد الدعوات للقضاء على شعبنا في القطاع وترحيلهم واستخدام الجوع كوسيلة إضافية. وأشار إلى أن كل ذلك جزء من مخطط واحد هو إبادة شعبنا الفلسطيني بكل الوسائل. كما انتقد تقارير المؤسسات الدولية التي لا تمارس ضغطًا حقيقيًا على إسرائيل، معتبراً أن غياب الأخلاق الدولية والضغط الحقيقي يسمح لإسرائيل بمواصلة إبادتها دون خسائر أو تبعات.
وأشار إلى أن قرارات الاتحاد الأوروبي التي تدين ممارسات إسرائيل كإبادة هي جيدة لكنها تبقى بلا تأثير حقيقي بسبب غياب ضغط فعلي على الاحتلال. وبيّن أن ما جرى مؤخرًا باقتياد السفينة إلى ميناء أسدود يُعد قرصنة واضحة، وتبرير إسرائيل لهذا الاعتداء يكشف الكذب والخداع في زمن الصمت الدولي والضعف العربي والإسلامي. مشددًا على أن إسرائيل كانت تعلم محتويات السفينة الإنسانية، لكن رفضت مرورها لتمنع أي ضغط دولي عليها، خاصةً وصول المساعدات إلى غزة. رغم وجود ناشطين بارزين على السفينة، لم نرَ أي رد فعل دولي جاد أو تحرك من دولهم لحمايتهم، مما يعكس مشهدًا متكررًا لصمت العالم أمام الإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني.
وأكد إياد جودة أن المخططات الإسرائيلية منذ الأربعينات والخمسينات تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني وتهديد وجوده، لكنها جميعها فشلت بفضل صمود أبناء شعبنا وتمسكهم بأرضهم. وتابع، آخر هذه المحاولات كانت صفقة القرن التي طرحها ترامب في ولايته الأولى، والتي سعت لتقديم الضفة الغربية وغور الأردن والقدس لإسرائيل، إلا أن الشعب الفلسطيني والقيادة الرسمية رفضوها وأفشلوها.
وأضاف اليوم، رغم تغير الأسلوب، تعيد حكومة إسرائيل المتطرفة إحياء هذه المخططات، وتعمل على تنفيذها في الضفة الغربية وقطاع غزة، عبر التهويد، التقسيم المكاني والزماني، ونقل السكان قسرًا. ومع ذلك، يؤكد جودة أن أبناء شعبنا لن يقبلوا بأي حل خارج القانون الدولي والشرعية، التي تقر بدولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس، مع اتصال جغرافي واضح بين الضفة وغزة.
خاتمًا حديثه قائلاً: "رغم دعم دولي رسمي لهذه الرؤية، يصطدم التنفيذ بتعنت إسرائيلي وأمريكي. في ظل هذا الواقع، يُعقد مؤتمر دولي بقيادة السعودية وفرنسا للاعتراف بدولة فلسطين وإنهاء الاحتلال، وسط مقاطعة أمريكية، مما يضع العالم أمام اختبار حقيقي لدعمه لأبناء شعبنا بعد المآسي التي يتعرضون لها".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها