تشير أحدث الاستطلاعات في إسرائيل إلى أن حزب الديمقراطيين (بقيادة يائير غولان) يتوقع أن يحصل على حوالي 12-13 مقعد في الكنيست إذا جرت الانتخابات اليوم.
بعض المصادر ذكرت 12 مقعد، بينما ذكرت أخرى 13 مقعد وبعض وسائل الإعلام نقلت استطلاع قد يوصله إلى 15.

- بناء على هذه التقديرات يمكن قراءة الموقف على النحو التالي:

صعود نسبي للمركز واليسار: حصول حزب الديمقراطيين على هذا العدد من المقاعد يعد مؤشرًا على صعود نسبي للقوى الوسطية واليسارية في المشهد السياسي الإسرائيلي، خاصةً بعد أن كانت أحزاب اليسار التقليدية مثل ميرتس وحزب العمل تعاني في الانتخابات السابقة.
بديل محتمل لكتلة المعارضة: يائير غولان وحزب الديمقراطيين ينظر إليهما كقوة جديدة تسعى لتوحيد المعسكر المناهض لنتنياهو واليمين المتطرف. هذا العدد من المقاعد يجعله لاعبًا مهمًا في أي ائتلاف حكومي محتمل من المعارضة.

- تأثير ذلك على يش عتيد وأحزاب الوسط الأخرى:

يبدو أن الديمقراطيين بدأوا يأخذون حصة من مقاعد الأحزاب الوسطية الأخرى مثل يش عتيد  بقيادة يائير لابيد، الذي تشير بعض الاستطلاعات إلى تراجع عدد مقاعده.
انخفاض قوة الائتلاف الحالي: تظهر الاستطلاعات الأخيرة أن الائتلاف الحكومي الحالي بقيادة بنيامين نتنياهو سيخسر غالبيته بشكل كبير (بعض الاستطلاعات تشير إلى 48 مقعدًا فقط)، مما يعزز فكرة أن الجمهور الإسرائيلي يؤيد إجراء انتخابات مبكرة وتغيير الحكومة.

- صعوبة تشكيل حكومة مستقرة:

على الرغم من صعود المعارضة، فإن المشهد السياسي لا يزال مجزأ مما قد يجعل تشكيل حكومة مستقرة صعبًا، حتى مع حصول كتلة المعارضة (بما في ذلك الأحزاب العربية) على أغلبية (حوالي 72 مقعد في بعض الاستطلاعات).
والسؤال الآن الذي من الممكن أن نقوم بطرحه هو مدى تأثير نتائج استطلاعات الرأي في إسرائيل على العدوان الإسرائيلي على غزة؟.
من الطبيعي أن تؤثر تلك الاستطلاعات على متخذ القرار ومن المفترض أن تجعله يغير من قواعد اللعبة بمعنى أن الحرب على غزة هي أساس هزيمته في استطلاعات الرأي وضرورة أن يأخذ مواقف مختلفة كالوصول إلى هدنة أو وقف للعدوان.

في حالة نتنياهو المتعنت يبدو أن دماء أبناء غزة هي المسرح الذي من خلاله سيقدم دعايته الانتخابية لجمهوره المتطرف لأنه يعتقد أن تراجعه عن مصطلحاته التي قيد نفسه بها منذ بداية الحرب ستجعله يخسر أو أنه ليس أمامه إلا الاستمرار لأنه يعي وفق استطلاعات الرأي بأنه لن يكون في سدة الحكم مستقبلاً، ما يدل على ذلك تصريحات سموتريتش التي أطلقها مؤخرًا والتي يطالب فيها أعضاء الائتلاف بالمحافظة عليه.