أمّت وفود الزوار مثوى شهداء الثورة الفلسطينية عند مستديرة شاتيلا في العاصمة اللبنانية بيروت، صبيحة عيد الأضحى المبارك، يوم الجمعة السادس من حزيران 2025 الموافق العاشر من شهر ذي الحجة من العام الهجري 1446. تقدمهم نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية علي فيصل، ونائب أمين سر إقليم حركة “فتح” في لبنان أمين سر اللجان الشعبية في لبنان الدكتور سرحان يوسف، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني، رئيس لجنة العلاقات الوطنية في لبنان اللواء الدكتور حسن الناطور، ومنسق عام الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة معن بشور، على رأس وفد من الحملة. وقد وضعوا أكاليلًا باسم رئيس دولة فلسطين سيادة الرئيس محمود عباس، وأكاليل باسم "مخيمات الحرمان".
كما شارك في الزيارة ممثلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وأعضاء تجمع اللجان والروابط الشعبية، والجمعيات والهيئات اللبنانية، وأمناء سر الشعب التنظيمية، وكافة الأطر الحركية والتنظيمية، وممثلو اللجان الشعبية، والأجهزة الأمنية الفلسطينية في بيروت، وأشبال وزهرات حركة “فتح”، والكشافة الفلسطينية.
وألقى سماح مهدي كلمة الأحزاب والقوى اللبنانية، حيث قال: إن مشهد الزيارة هذا يتكرر كل عام، وخصوصًا في عيدي الفطر والأضحى، للتأكيد على إرسال رسالة واضحة في كل الاتجاهات، مفادها الحرص على دماء الشهداء الذين أعادوا إلى الأمة وديعة الدم، وعبّدوا لنا طريق الحرية والعودة إلى فلسطين.
وأكد أنه، رغم حرب الإبادة التي يشنّها جيش الاحتلال على شعبنا في فلسطين، فإن الفلسطينيين يصرّون على التمسّك بأرضهم ورفض التهجير، حتى من شارع إلى شارع.
واعتبر مهدي أن الشعب الفلسطيني لا يواجه جيش الاحتلال فقط، بل يواجه أيضًا الولايات المتحدة الأميركية، التي تمد يد العون والإسناد للاحتلال. وحمّل المندوب الأميركي في الأمم المتحدة مسؤولية استخدام حق النقض لمنع وقف الإبادة بحق شعبنا.
وأكّد مهدي على التمسّك بوكالة “الأونروا” كشاهد أممي على الجريمة التي ارتُكبت بحق الشعب الفلسطيني منذ أكثر من 77 عامًا.
وألقى رئيس جمعية شبيبة الهدى مأمون مكحل كلمة الحملة الأهلية، أشار فيها إلى أن مؤسسي تجمع اللجان والروابط الشعبية، وعلى رأسهم الأستاذ معن بشور، يزورون مقابر الشهداء صبيحة العيد منذ أكثر من خمسين عامًا، معتبرًا أن زيارة الوفاء هذا العام تحمل معنى خاصًا، إذ إنها، إلى جانب إحياء ذكرى الشهداء، تؤكد التمسّك بحقوقنا وأرضنا وحريّة شعبنا، لا سيما في ظل ما يمرّ به شعبنا في غزة والضفة الغربية من حصار وجوع ومرض وقصف مستمر.
ودعا مكحل إلى حشد القوى الشعبية من أجل دعم الشعب الفلسطيني، موجّهًا نداءً إلى المعنيين لحماية المقدّسات في ظلّ تخلّي بعض الأنظمة عن فلسطين وأهلها.
وألقى الرفيق علي فيصل كلمة منظمة التحرير الفلسطينية، استهلّها بتوجيه التحية لشهداء فلسطين وأسراها، وشهداء لبنان، وأحرار الأمة والعالم، وللرجال البواسل خلف القضبان. واعتبر أن غزة اليوم تصنع مستقبل الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، قائلًا إنها ليست ملكًا عقاريًّا لأي جهة، بل جزء من وطن فلسطيني لا يُباع ولا يُشترى، وثمنه مئات الآلاف من الشهداء. وأضاف أن غزة اليوم تقف كجدار مانع أمام مشروع أميركي-إسرائيلي للهيمنة على المنطقة.
وانتقد فيصل موقف ترامب حين قال: إن "أميركا فوق الجميع"، واعتبر أن استخدام حق النقض مؤخرًا ضد وقف إطلاق النار على شعبنا في غزة هو استمرار للمجازر، رغم سقوط أكثر من 55 ألف شهيد، و125 ألف جريح، و25 ألف مفقود، ودمار 90% من غزة، فضلًا عن ألف شهيد في الضفة الغربية، و12 ألف معتقل، وتوسع الاستيطان. وأكد أن شعبنا متمسّك بأرضه وهويته ومنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد، وبرنامجه الوطني: الدولة، والعودة، وتقرير المصير.
وأكد أن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان جزء من معركة التحرّر الوطني، ودعا إلى محاكمة إسرائيل وقيادتها على جرائمهم، وسحب الاعتراف بإسرائيل، وبالكنيست الإسرائيلي الذي يسعى لإقصاء النائب العربي أيمن عودة، لأنه يعبّر عن نبض شعبنا في الداخل الفلسطيني.
وختم بالتأكيد على أهمية الوحدة الوطنية، وإنهاء الانقسام، وتطبيق مخرجات الحوار الوطني، لأن المقاومة والوحدة هما أقصر الطرق إلى التحرير. ووجّه التحية إلى شعب لبنان ومناضليه، مستنكرًا العدوان على الضاحية الجنوبية، وسوريا، واليمن.
وألقى الدكتور سرحان يوسف كلمة حركة “فتح”، ابتعد فيها عن الأوضاع السياسية، ووجّه رسائل تطمين لأبناء المخيمات، معتبرًا أنه “لا أعياد وغزة تُباد”.
الرسالة الأولى، طمأنت أبناء المخيمات بأن رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون، ودولة رئيس الحكومة نواف سلام، والبرلمان اللبناني برئاسة نبيه بري، حريصون على أمن وسلامة المخيمات الفلسطينية، بعكس ما تروّجه بعض وسائل الإعلام.
وأكد المضي قدمًا على عهد الشهيد الرمز ياسر عرفات، والحفاظ على أمن المخيمات باعتبارها عنوان العودة.
الرسالة الثانية، أكّد فيها أن الرئيس محمود عباس جدّد خلال زيارته للبنان تمسّكه بثوابت الرئيس عرفات: حق العودة، الدولة الفلسطينية المستقلة، والقدس، وحرية الأسرى.
الرسالة الثالثة، شدّد فيها سرحان على أنه "لا فتنة فلسطينية فلسطينية، ولا فلسطينية لبنانية"، مؤكدًا أن الفلسطينيين في لبنان لن يكونوا خنجرًا في خاصرة البلد المضيف، ومجدّدًا احترامهم لسيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها