الشاعرة الفلسطينيَّة نهى عودة
الأسير المُحرَّر حسن بشارات (3)
علّمنا الشهيد القائد "أبو عمار": "إننا نقف أمام تحديات كبيرة، لكننا سنبقى صامدين حتى نحقق أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال". ونحن كنا ولا نزال على عهده ووعده، ونعي تماما بأن الفلسطيني لا يشبه أيّ إنسان آخر على هذا الكوكب، وفلسطين هذه القطعة الجغرافية الصغيرة بحجمها هي العظيمة بتاريخها ونضالها وشهدائها وحضارتها العريقة.. ولا يُمكن للفلسطيني أن يبقى على هامش الوجود البشري، ولا يمكنه التّخلي عن حقه وحلمه ووفائه لأرضه.
عدتُ إلى مقاعد الدراسة في عام 1993، ثم التحقتُ بجامعة "النجاح" لدراسة علم النفس عام 1995. هذه الدراسة كان لها الدور الأكبر في صقل شخصيتي وتحفيزي على مضاعفة نشاطي داخل أُطر الشبيبة الطلابية.
أنهيت المرحلة الجامعية عام 1999، ولكن قبلها بعامٍ، خضت تجربة انتخابات تنظيمية في "طمون"، ووفّقني الله فيها، وحصلت على وظيفة ضمن المؤسسة الأمنية، فعملتُ ضمن تنظيم حركة "فتح" في مكتب الحركية العليا التي كان يقودها الأخ الأسير "مروان البرغوثي" عضو اللجنة المركزية لـ "فتح".
اندلعت انتفاضة الأقصى في أيلول/ سبتمبر عام 2000، ومباشرة التحقت بها أنا وأخي أحمد وأبناء إخوتي: أسامة وسامي وسامر، ضمن "كتائب شهداء الأقصى". وتمّت ملاحقتنا من قبل الاحتلال، ولكننا أدّينا واجبنا الوطني على أكمل وجه.. تزوجت عام 2001، وبقينا مطاردين حتى بداية عام 2003، حيث تم اعتقال "سامر" في شهر يناير/ جانفي، وفي 13 آذار/ مارس تم اغتيال "سامي" ومعه آخرين.. كانوا أربعة شباب من أبناء "طمون"، ولم يكتف الاحتلال بالاغتيال، بل قام باحتجاز جثمان "سامي".
الاغتيال أحدث تحوّلا كبيرا في مسيرة أخي "أحمد"، فكان يريد تنفيذ ردٍّ مناسبٍ ضد الاحتلال يليق بتضحية "سامي". أما أنا فقد عاودوا اعتقالي في 14 نسيان/ أفريل من العام نفسه (2003)، حيث أخذوني من منزلي في "نابلس"، وكانت ابنتي "عهد" قد بلغت شهرها 11 من العمر.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها