أُعلن، اليوم الأربعاء، في العاصمة الفرنسية باريس، عن إطلاق التحالف الدولي للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وحماية حق العودة، وذلك بمبادرة من منظمة التحرير الفلسطينية، بالتعاون مع الحزب الشيوعي الفرنسي ومنتدى فلسطين.
وشارك في مراسم الإعلان أعضاء من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، من بينهم أحمد التميمي، وفيصل عرنكي، وبسام الصالحي، إلى جانب رئيس منتدى فلسطين منيب المصري، ومحافظ أريحا والأغوار حسين حمايل، ومستشار محافظة القدس معروف الرفاعي، ونائب السفير الفلسطيني لدى فرنسا نادين أبو الهيجاء، وكوادر السفارة الفلسطينية، إضافة إلى ممثلين عن مؤسسات وشخصيات فلسطينية وعربية ودولية.
وقال وكيل دائرة حقوق الإنسان والمجتمع المدني، والمنسق العام للمؤتمر، قاسم عواد: إن هذا التحالف جاء نتيجة جهود مكثفة على مدار عام كامل، على المستويات الوطنية والعربية والدولية، في لحظة مفصلية من تاريخ النضال الفلسطيني من أجل تقرير المصير، مضيفًا أن المؤتمر انعقد برعاية منظمة التحرير، وبشراكة فاعلة من اليسار الفرنسي والقوى التقدمية العالمية، بمشاركة نقابات، وأكاديميين، وخبراء قانونيين، وبرلمانيين، وأحزاب من أوروبا والعالم العربي.
وأوضح بيان التأسيس أن المؤتمر يهدف إلى تشكيل ائتلاف دولي متجذر للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حق العودة، وفق مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مؤكدًا رفض كل أشكال الاستعمار، والدعوة إلى إحلال سلام عادل ودائم بين الشعوب.
واتهم البيان حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بقيادة بنيامين نتنياهو، بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وتنفيذ سياسة عنصرية تهدد وجود الشعب الفلسطيني والسلام في المنطقة، داعيًا إلى عقوبات وضغوط دولية فاعلة من قبل المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي لوقف هذا المشروع الإجرامي.
وحث التحالف جميع القوى الحية في العالم على التحرك لوقف الإبادة الجارية في قطاع غزة، والدفع نحو وقف دائم لإطلاق النار، ورفع الحصار، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة.
وأكد البيان أن القضية الفلسطينية قضية تحرر وطني وإنساني، لا يمكن حلّها إلا بالعدالة والقانون، وإنهاء الاحتلال ونظام الفصل العنصري، مشددًا على أن الحقوق الوطنية الفلسطينية، وفي مقدمتها حق تقرير المصير وحق العودة وفق القرار 194، هي حقوق غير قابلة للتصرف.
وطالب البيان فرنسا والاتحاد الأوروبي بالاعتراف الفوري بدولة فلسطين، دعمًا لحل الدولتين، وتنفيذًا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومنها القرارات: 181، 242، 338، 1397، و2334.
كما دعا إلى تعليق اتفاقية الشراكة الأوروبية مع إسرائيل، ما دامت تنتهك القانون الدولي، والالتزام بتنفيذ أوامر محكمتي العدل الدولية والجنائية الدولية، وتوسيع التحالف ليشمل نقابات ومنظمات مدنية وأكاديمية وإعلامية حول العالم، ليكون أداة ضغط سياسي فاعلة.
وأثنى البيان على جهود المملكة العربية السعودية وفرنسا في عقد المؤتمر الدولي لحماية حل الدولتين، المقرر في 19 حزيران/يونيو في نيويورك، تحت رعاية الأمم المتحدة، مؤكّدًا دعمه القوي لهذه المبادرة التي تمثل فرصة لإعادة إرساء العدل والسلام.
كما أشاد بدور مصر والأردن في رفض صفقة القرن التي طرحتها إدارة ترمب، ورفض محاولات شرعنة ضم الأراضي المحتلة وتصفية الحقوق الوطنية الفلسطينية.
وختم البيان بتوجيه تحية إجلال إلى الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس وأراضي 1948 ومخيمات الشتات، وإلى كل المناضلين حول العالم، مشيدًا بتضحيات الصحفيين وأعضاء المنظمات الإنسانية وكوادر الأمم المتحدة الذين سقطوا بسبب سياسات الاحتلال.
ودعا البيان إلى أوسع تحرّك عالمي لنصرة سلام عادل قائم على الحق والكرامة والحرية، مؤكدًا أن وحدة الشعب الفلسطيني وبناء التحالفات الدولية هما الطريق إلى تحقيق الحرية والاستقلال.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها