بقلم: عمر رمضان صبره
يعتبر الشعر وسيلة تعبيرية ووظيفة جمالية ودلالة اجتماعية للتعبير عن الواقع الجميل أو المرير الذي يعيش به الشاعر من حوله ويعبر عنه بكلمات دلالية الواقع.
رهام حسن البلبيسي شاعرة مواليد مدينة غزة وتعمل معلمة في مدارس الأونروا وقد كتبت الشعر وأصدرت ديوانها الشعري الاول "وجهي يلوح لي" الصادر عن دار بيلومانيا بالقاهرة عام 2025، وهي حاصلة على عدة جوائز شعرية محلية.
الديوان الشعري "وجهي يلوح لي" محل قرائتنا يتكون من عشرات القصائد القصيرة ما بين الصفحة والصفحتين، وكل قصيدة منها تعبر عن حالة من حالات المرارة والقهر والضغط النفسي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي الذي تعيش بها الشاعرة بواقعها المعيش في غزة، ورغم كل الألم إلا أن الأمل والفرح والتفاؤل مازال يليق بها.
إن ديوانها من الناحية اللغوية والصّياغية مكتوب بعِبارات سلسة ومتسلسلة وبه من عناصر الشعر من ايقاع ووزن وتطريب الأذن والموسيقى لتُؤدي الغرض، وعَفَوية لتعبر عن تجربة مرارة العيش في غزة خلال حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ ما يقارب عشرين شهراً.
تهدي الشاعرة الديون إلى غزة ومن يعبرها لأنها أصبحت مدينة الموت أنت وإليك وحدك من تدخلين غزة فلا طعم ولا لون ولا رائحة إلا الموت الذي أصبحت لصيقا على كل من في غزة ولا ينجو من الموت إلا الموت.
تقول الشاعرة بوصفها لما آلت إليه غزة وحال أهلها "أنا الجرح الهجينُ من تعبٍ ومن تعبْ".
هذا الوصف عن حالها كحال كل أهل غزة المدينة المنكوبة المنهكة المبادة، غزة الجرح النازف الذي لم يتوقف حتى أنهكت كل من فيها ووصلت لمرحلة عدم التحمل، وعدم القدرة على تحمل التعب.
فتعبر بالنص
"ورثت وجه الحزن عن أبي
أبي ورث حُزنه عن المدينة".
تنتقل بنا الشاعرة بديوانها بين هموم الناس وهموم الوطن فهي تعيش معاناة كل أهل غزة... الجوع الخوف والقهر وأقصى الأمنيات هي الأمان والاستقرار وحفظ النفس. فالخوف هو من يلتصق بالمواطن من كل جانب فتعبر بأحد قصائدها سراديب:
"في سراديب الخوف يقبع
تمردا مشبوحا
تتلذذ على جسده
سياط العطب
ومن خلف الباب
شعاع شمس ضال
يحرضه على الغضب".
ختاماً:
الديوان الأول "وجهي يلوح لي" للشاعرة رهام البلبيسي هو تجربة شعرية محلية يتميز بالحيوية والإحساس العميق، حيث يعكس واقعًا مريرًا يعيشه الإنسان في ظل الصمت وفقدان الإنسانية. يحمل الديوان في طياته مشاعر متدفقة تعكس الألم والأمل، مجسدًا تجربة شعرية قريبة من الواقع.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها